ستتعلّمين كيف تتخلّين كلّ مرّة عن شيء منك، كيف تتركين خلفك كلّ مرّة أحدًا.. أو مبدأً.. أو هدفاً.. أو حلمًا. نحن نأتي الحياة كمن ينقل أثاثه وأشياءه. محمّلين بالمبادئ.. مثقلين بالأحلام.. محوّطين بالأهل والأصدقاء . ثمّ كلّما تقدّم بنا السّفر فقدنا شيئًا ، وتركنا خلفنا أحدًا، ليبقى لنا في النّهاية ما نعتقده الأهمّ. والذي أصبح كذلك، لأنّه تسلّق سلّم الأهميّات، بعدما فقدنا ما كان أهمّ منه!
يزدادُ شعوري بِالغُربة كُلما زادت الفجوة بين ما أريدهُ وبين ما يُصِرّ أن يُصبِح ويُمسي عليه واقع الأشياء، هذا التكرار الذي لا يبدو أن له نهاية يمتصّ الرمقَ الأخير من قُدرتي على الحِلْمِ و الحُلُمْ.
لو سألتني عن الحب لأخبرتك :
مجموعة من الأوهام التي لانحيا من دونها
مثلًا أنا أتصوّر أن تفكّر بي الآن !
وتهتم لي ولحزني .. وأنك تقرأ لي ..
وربما كتبت لي شعرا ورسمت لي قلبا
وأنت في الحقيقة لا تفعل أي شيءٍ من هذا
لكنني أبتسم للفكرة وأبدو سعيدة جدا.