من قبل أن تولد في ذاكرة الوردة والعصفور .
ماتت على نوافذ الفجر وفي دفاتر الوحشة :
نيسابور تاركة حضورها الغائب في حدائق الليل وفي أجنة الزهور وخصلةٌ من شعرها فوق سرير المطر المهجور .
من أعظم ما قرأت في وصف الإنسان ما نقله مارك مانسون في كتابه "خراب- عن الأمل" ونسبه لـ نيتشه:
إنّ الإنسان حالة انتقالية معلقة في وضع غير مستقر على حبل ممتد بين حافتين! من خلفنا وحوش، ومن أمامنا شيء أكبر منها.
عندما تكتشف أنك أصغر من برغوث على جسد كائن مثيولوجي يطفو في مجرة بين ملايين المجرات هل يصغر ألمك ؟
أنت لست حبة رمل في صحراء، أنت أقل ..
أنت لست قطرة في محيط، أنت أقل ..
أنت أقل من الكترون في ذرة من جسد جرثومة، أنت أقل من نانو لحظة في عمر العالم.
من أنت وما معنى أساك ؟
في حزن اللا أحد واللا حزن، منطقياً، رياضياً ..
تشبث بهذه الفكرة مع كل جرح، مع كل سقطة مؤلمة على وجهك. هذه سقطة لا أحد، لا أحد سقط، لم يصب أحد بأذى، لا أحد.
انا هنا، لا زلتُ مُعلقًا بالمنتصف بين عالم الأحلام و الحقيقة. اختل توازن العالم من حولي فما عادت الأرض أرضي و لا السماء سمائي ولا عاد الزمان زماني. لا ارضٌ تجذبني لها فأنعم و لا سماء تشدني إليها فأرتاح ولا وقت يمضي فأصاب بالشيخوخة و اتلاشى ثم اندثر .. أنا فقط اطفو بهذا الفراغ العظيم كجُرم سماوي انطفى منذ ملايين السنين تائه بين المجرات يبحث عن مكان ليتهاوى إليه بصمت مُوحش و كل الكواكب تأبى ان تكون الملجأ و المنفى. لا أشعر بشيء سوى أنني أرتجف من البرد الشديد بالرغم من كوني ارتدي طبقات من الثياب الثقيلة كثقل الحزن في قلبي و لكن انا اعلم ان مصدر البرد في روحي. يا ظلامًا أحتلني و احاط بي طويلًا ما عدت اعرف سواك متى ستنقشع؟ و يا شمسًا منيرة، دافئه غابت منذ زمن أين أنتِ؟ ألم يحن موعد الشروق لتُبددي هذه العتمة الطاغية و تُذيبي شتاء قلبي المُرهق؟ لقد تعبت، أريد أن أنام قليلًا .. قليلًا لدقيقه او اثنتين او لربما قرن.
اظن ان اليوم قد تحدف جميع الرسائل وتلتغي هذه الخاصية من هذا البرنامج الغريب في الأمر ان رسائلك وحدها من قمت بأخد صور لها وحفظها في مكان أكثر أمان ، لا اعلم ماذا اخبرك لقد قرأت جميع محادثاتنا وكم غزاني شعور من حلاوته فتّك قلبي .
فعلا برنامج غريب !، صدقيني لو كنت اعلم بهذا الخبر ايضا سافعل المثل .. كيف لايامي ان تمر دون ان اقرأ تحديثاتك بين الحين والاخر حتى ولو بشكل متقطع كعادتي .. حقا قد سُلبْ مني الان وبشكل مفاجئ تفاصيل استمرت بصُحبتي لسنين عدة ، متُ بداخلها احيانا و عشت بها احيانا كثيرة اخرى .. كمعظم كلماتك لي هنا والتي لن يذهب اثرها من داخلي ، قد زَرعتِ زهورًا لن تذبل ابدا وهذا ما يميزك دومًا في قلبي ..