كلّ ما أكلّمها، أحسّني أتدلّع من غير ما أحس،
يصير صوتي أخف، كإني أمشي على أطراف قلبي،
وأدلّع حروفي بس عشان تشوفني أكثر، تحسّ فيني أكثر.
أحبّ أغيّر نبرتي، أقول أشياء تخلّيها تغار شوي،
وأنا بنفسي أذوب من طريقتها وهي تغار علي.
تحسسني إني دلوعتها الوحيدة،
وإن كلّ الحنية خلقوها في كلامها عشاني.
معها، ما أخاف أكون خفيفة، ناعمة، طفلة مدلّعة،
كأني ألقى في صدرها المساحة اللي عمري ما حسّيت فيها بالأمان.
هي الوحيدة اللي تخليني أحب كوني "كذا"،
تحبني حتى وأنا أستحي من كل شي،
وتضحك لما أنحرج من كلمه غزليّة تطلقها فجأه —وأنا؟
أنا أحبّ إنّي أحبها، كأني كل يوم أكتشف قلبي من جديد.
٢١:٥١ ¦ م
✧ : "Wilted Promises"
"يا نصلَ الغِياب المغرُوسِ في خاصِرة العُمر،
يا ظلًّا أرهَقني قبل أن يخذُلني،
لم أعُد ألَملمكِ من قيعانِ الذاكرَة، ولا أبحثُ عنكِ في ظِلال الأمسِ، بل بتُّ أتنفسكِ شجنًا صامتًا،
نازفًا، عتيقًا.
كُنتِ ندبةً لم يندَمل بها جُرحي،
وغصةً لم يروهَا الزمنُ رغم انسِكاب أيّامه.
كُنتِ نحيبًا في آخرِ اللّيل، حينَ تخونُني الأحلاَم ولا أجدكِ بين يديّ.
آهٍ منكِ...
لو تعلمِين كم احتَشد قلبي بكِ، حتى صارَ ضريحًا صغيرًا لحبٍ لم يكتمِل،
ولو تُبصرِين كم تهَاوىٰ فيّ الانتظارُ، حتى صَار رمادًا على عتباتِ الوحدَة.
لا عَودة منكِ، ولا موتَ لي منكِ،
كأنكِ لعنةُ الحنِين التي كُتبت عليّ،
وكأنني قُسم لِي أن أحياكِ في الغِياب أكثر ممّا حيَيتكِ في الحُضورِ."