اللهُم لاتختبر صبرنا في صحة من نحب، اللهَّم يا شافي يا معافي أشفي من شكى ألمًا و خفف على من بكى وجعًا ، اللهم اشفيهم اللهَّم أرح ثم هون ثم أشفي كل نفس لا يعلم بوجعها إلا أنت يارب
اللهُم لاتختبر صبرنا في صحة من نحب، اللهَّم يا شافي يا معافي أشفي من شكى ألمًا و خفف على من بكى وجعًا ، اللهم اشفيهم اللهَّم أرح ثم هون ثم أشفي كل نفس لا يعلم بوجعها إلا أنت يارب
الظلامُ ليسَ غيابَ الضوءِ، بل هو حضورٌ ثقيلٌ للخيبةِ، يتسلّلُ إلى أعمقِ الزوايا في روحكَ حتى يعمّها بردٌ لا تدفئهُ شمس، وحزنٌ لا تُخفّفهُ الأيام.
إنهُ تلك اللحظةُ التي ينطفئُ فيها بريقُ الأملِ شيئاً فشيئاً، كما يذبلُ وردٌ تُركَ طويلاً بلا ماء، وتبدأ الأحلامُ بالتساقطِ واحدةً تلو الأخرى حتى لا يبقى منها سوى أشباحٍ باهتةٍ تلوّحُ لك من بعيد.
في الظلامِ، لا ينقطعُ الطريقُ أمامكَ فجأة، بل يتحوّلُ إلى ممرّاتٍ طويلةٍ من التيهِ، تتشابهُ جدرانُها، وتُعيدكَ دائماً إلى النقطةِ التي حاولتَ الفرارَ منها. وحينَ تحاولُ أن ترفعَ رأسكَ لتبحثَ عن نجمةٍ ترشدكَ، تكتشفُ أنّ السماءَ أغلقتْ أبوابَها، وتركتكَ مع أسئلتكَ المعلّقةِ في الفراغ.
الظلامُ ليسَ ما تراهُ بعينيكَ، بل ما يعيشهُ قلبكَ حينَ يخبو فيه كلُّ ضوءٍ كانَ يوجّهُه، فيغدو الصمتُ جداراً من حجر، والوحدةُ ساحةً واسعةً لا أحدَ يعبرها سواكَ. تسمعُ أنفاسَك كأنها قادمةٌ من أعماقٍ بعيدة، وتشعرُ بثقلها وهي تذكّركَ بأنكَ ما زلتَ هنا، واقفاً في المنتصفِ بينَ الحياةِ والموت، بينَ الرغبةِ في الاستمرارِ والعجزِ عن المضي.
وفي ذلك الظلام، تتبدّدُ ملامحُكَ حتى تغدو مجرّدَ ظلٍّ باهتٍ يمشي ببطء، يمدّ يديه في كلِّ اتجاهٍ بحثاً عن دفءٍ لم يعُد يتذكرُ شكله، وعن صوتٍ يعيدُه إلى الحياة. لكنكَ لا تجدُ سوى صدى خطواتكَ، يتردّدُ من حولكَ ببرودٍ كأنه يسخرُ من محاولاتكَ، ويذكّركَ بأنَّك وحيدٌ تماماً، وأنَّ العالمَ قد مرَّ من هنا، وترككَ في الخلفِ، تتساءل: هل كنتَ حيّاً حقاً يوماً ما؟ أم أنّ حياتكَ كلَّها كانت مجرّدَ انتظارٍ طويلٍ لفجرٍ لم يُولَد قط ؟ بل كانت حياتك في انتظار شيء لم يأتي بعد ولن يصل .
أعوذ بكَ من شرِّ قلبي إذا تقلَّبَ حاله، وفقد رشده، واتّبع
سَرابَه، وتاه في دروبه، وانشغل بما يغُمّه، وثَقُلَ عليه وِزره
واسْتَشْرَتْ فيه مُنغِّصاته، وصارَ أمرهُ فُرطًا، وأعوذ بك من
شرِّ استئناسه بما فيه تَعسُهُ وألمه، ومن شرِّ ظلمه لنفسه