.
"حتى اللحظة أنا صامدة..
أفكاري الطفولية المشاغبة تخفف قليلًا من حدة الأمر.. لو أختبئ في جيب قميصك، أو أغلق على نفسي إحدى حقائب سفرك التي أطوي ملابسك فيها الآن بحركاتٍ آلية اعتدت عليها.. لو تلقاني أسبح وسط قنينة عطرك؟
.
هل وضعتُ قنينة عطرك؟! فرشاة أسنانك؟ ألديك ما يكفي من الجوارب وربطات العنق؟ هل قمصانك مكوية بشكل جيد..؟..هل تأخذني معك..؟
- “سيحل الشتاء قريبًا أيكفي ما وضعتهُ لك ليقيك شدة البرد؟” .
.
أتلفتُ إليك حين لا ألقى جوابًا.. ألقاك مطرق الرأس..
أتفهم حالة الشرود التي تباغتك كلما اقترب موعد سفرك.. وكلما سألنا أحد ما عن موعد عودتك:
“ لا نعلم” أجيبهم عنك..
.
أعي قلقك وأنت تتركني هنا ركضًا وراء دواعي العمل وسُبل العيش.. أشعر بالغصة التي تخبؤها وأنت تُلقي بثقل أفكارك بين ذراعي ومن ثم تنام ملء جفنيك كطفل لا يعلم كيف يترجم ما يشعر حتى يستسلم من التعب.. أفهم لِم تحتضنني فجأة بصمت.. ولِم تُصر على أن نقضي كل الوقت معًا.. أفهم كثرة أسئلتك.. وإن كنت لا أملك أجوبة عليها..
.
أنا الوجه المبتسم الذي تراه كلما التفتَ إليه تسأله عن صواب قراره..وأنا الوجه الباكي من خلف الزجاج والمرايا كلما غفلت عنه.. كل الذي أعلمه.. أني سأفتقدكَ جدًا.."
.
.
خذني معك من غير ما تفكر