"3"

260 52 130
                                    

تعلَّقَ بصَرُها بِمحياهُ و لِتلكَ الوهلةِ إِنقبضَ صدرهُ حينَ سَكتت .. تسائلَ أَخابَ ظَنُها و تخشى بيتاً لا أُمَّ فيه ?
إِرتَعشَت حدقتاهُ و زمَّ شفتيهِ ثُمَّ همَّ بالوقوف..
أَنانِي...

يالها مِن أَنانيةٍ أَدركَها فيِ خيبةِ أعيُنِها..
إرتَعشَت إِبتسامتهُ و ما عادت تطالُ زوايا عَينيه..
و لكِنَ قلبه إِرتَعشَ و لانَت عيناهُ إِذ تَشبَثَت بساقِهِ و نَبسَت ..

" هَل ..سَيُحِبُني راين ؟؟"

رَفعَت رأسَها تَتأملُ جوابَ عينَيه , و كَكُلِ مرةٍ يُبهرُ بصرهُ بِزُرقةِ عينَيها إِذ إِشتَّد إلتماعتُها..
" سأفعَل... مَن يستطيعُ ألَّا يُحِبك ماري?"

"سَتَعتَني بِماري?.."

" سأفعَل.."

حِينها مَدَّت ذراعيها لهُ فإِنحنَّي ليحمِلها..

" خُذنِي مَعك.."

أَشرقَ محياهُ بِضحكةٍ خافتةٍ و شدَّ إحتِضانها ..
"هذا ما جِئتُ لفِعله.."

ثُمَّ ها هوَ ذا يَخطو إِلى الخارجِ يحنِي رأسهُ بخفةٍ يومئُ لحشدِ المُراهِقات في الممر..
لا يتنَهدونَ لِفراقِ ماري , شوشَ الأَصهبُ الوسيمُ مشَاعِرهُن..

"فاتن~"

_____________


ترجلّ عن سيارتهِ و إستدارَ ليحمِلها..
وصلَ إِلى دارهِ و سُرعانَ ما شَهقت ماري و هتَفت ..

" وااااه ، إنَّه قصرٌ صغير.. "
بناءٌ لا تغربُ الشمس عَن غُرفهِ و بهيةٍ كالقصورِ القديمةِ كمَّا تَمنَت فَقيدَتهُ يوماً...
النرجِسُ و اللَّافندر يُمهدانِ المسيرَ مِن البوابةِ حتى الحديقة.. و تُسَوِرُ الحديقةَ أَشجارُ صنوبرٍ فارعةٌ و يُهيئُ لِزوارهِ أَنَّ الزمنَ يتراجعُ عُقوداً هُنا..

" هذا مَنزِلُك.."

"جَميل..."

إنهُ يُطابقُ خيالاتِها و قصورَ قِصَصِ رويَت لَها قبلَ النوم.. 

" لِندخُل..."

نطقَ بينما يَخطو مُتقدِماً إلى البوابةِ و طولهُ الفارعُ يُهيءُ لها أنهُ لا يدوسُ على الأرضِ بل يخطو طافِياً في الهواءِ و ما كادَ يَضعُها أرضاً حينَ دلفَ حتَى هتفَ صوتٌ نبرتهُ حالمه..

"سُكرة..ها قد وَصلتي!!"

أطلَّ حِنطِيُ البشرةِ يَسيرُ ناحِيةَ بل بِالأَصحِ يُهرولُ و تَبسُمهُ يكادُ يَصلُ إلى أُذنِه.
دنى يأَخذُ كفها الصغيرةَ المتوردةَ و قبلَّها برفقٍ مُردفاً..

" أنا كيفين , صَدِيقُ راين"

"ألم يَقُل راين بأنهُ سَيكونُ الوَحِيدَ معَ ماري ؟"

•°تهويدة أبوية •°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن