"2"

306 56 138
                                    

°•_________°•







لَطالما أَدركَ مرارةَ الوحِدة , الجُدرانُ الصامتةُ و الصورُ و الواجِمةُ حولهُ زادتها مرارةً و يَتعالى صخبُ أفكارهِ و مامن أحدٍ يُخرِسُها ...و لا حَتى طيفُ إِيميليا .
قصرُه العتيقُ خاوٍ و لا حياةَ فيهِ , لا تُجدي أصُص الريحانِ و باقاتُ الأقحوانِ نفعاً .. موسيقى الساكسيفونِ القديمِ كئيبةٌ و تكتكةُ الساعةِ تشقُ رأسهُ في مُنتصفِ الليلِ حينَ تصدحُ في جوفِ الصمت.
مهمَّا أَعدَّ منَ الكعكُ و نثرَ الفانيليا عَمداً يتَطيبُ بِها لَا يزالُ  مُراً في حلقهِ و مَنسياً على الطاولةِ حتى يأتيهِ كيفين..
قصرهُ العتيقُ حيثُ لا مكانَ يخفَى عن الشمسِ و لاغُرفةً تخلو من الريحانِ  فيهِ باهتٌ و مريضٌ بَعد أَن دُفِنت روحهُ مع روحِها ...
بَعدَ أن أَسدلَّ ستائِرهُ و أقامَ حدادهُ ..





°•_______°•







سَكنت ماري و كفَت عن البُكاءِ , تعانقَت جُفونها و إنتظمَت أنفاسُها في أحضانِ الأصهب..

" لقد غَفت .."

همسَ بينَما يخشَى الحراكَ أو حتى زفرَ أنفاسهِ لئلا يُزعزعَ منامَها..

" كِدتُ أغَفو بدَوري ..ليداكَ مفعولٌ سِحري!!  .. مسحتَ على رأسِي مرهً و أصَابني نُعاسٌ لا أعلَمُ كيفَ فتكَ بي .."

قالَ كيفين مُنفعلاً بحقائِقهِ الَّتي يَطرحُها و ثغرهُ يتبسمُ من أذُنٍ إلى الأخرى..

" عذرٌ جديدٌ  لِتنامَ فٗي مُنتصفِ عَملِك بعدَ سطرٍِ من المديح.."

لولا أَن راين المسؤولُ لَماتَ كيفِين عاطِلاً..

" إصمُت راين سَتوقِظُها..."

سَد فَمَهُ بَينما يبتسِمُ مُتكلِفاً فزفرَ الأصهبُ بقلةِ حيلة..



قادَ بِسيارتهِ إلى الميتمِ الذي بالكادِ تَذكرت اسمهُ  ، هي حتماََ سارت طَويلاً فالمكانُ بعيدٌ عَن هُنا...
في المَقعدِ جِاورهُ مُتلحِفةً بمعطَفهِ نائمةً بسلامٍ و أنامِلُ كيفين تَنقرُ وجنتها المُمتلِئةَ و حينَ تهتزُ بخفةٍ ينهارُ ضاحِكاً في الخَلف و يعودُ ثانيةً فينقرُ أنفها فإن كَشرَت أَخذَ يضربُ كتفَ راين و يكبحُ صراخهُ لفرطِ إستلطافهِ لها .. يشبهها بكلِ أنواعِ الحلوى الَّتي يَعرِفها .

" راين..هل هُناكَ بالفعلِ من يتبناها?"

نطقَ  بعد نوبةِ الضربِ و الضَحِك فَتنهَد الآخرُ بوجهٍ ذابلِ التعابيرِ..  يَجولُ الأمرُ في خاطِرهِ مُنذُ نطقَ بوعدهِ لكِن من أينَ سيجلِبُ المُتبَني??..

" ألا تَستَطيعُ إِقناعَ عائِلتك بتبنيها ?..تُحبُ والِدتُكَ الأطفال"
سألَ مُتأمِلاً إجابةً مُبشرة و لَكِن وجهَ كيفين إِمتقعَ و أجابَ بينما لا يزالُ يعبثُ و ينقرُ خَدَّي ماري..

•°تهويدة أبوية •°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن