الفصل الثاني

58 16 14
                                    

شعرتْ بتوتر يدخُل اوصالها بسبب نظرة الشاب إليها مقاطعاً كلامها بكل حزم  ، نظرت إليه بضيق و كٱنها تبحث عن شيئ ،لم يعرها اهتمام بل تابع ما يقوم بيه تاركا ايها تدور في دوامة من التفكير .

قطع صمتهما قائلاً :(ٱسف لٱنني جلستُ على طاولتك بدون استإذان ..ولكني لا احب الجلوس بمفردي ..كما لاحظتي هناك الكثير من الطاوات الفارغة حيث يمكنني الجلوس مسترخيا، و لكنني اكره ذلك ..فاعذريني انستي)انهى كلامه ولم يتحرك له جفن واحد من امام الحاسب خاصته و كٱنه رجل آلي. بينما بلقيس لم تعر لحديثه ٱي اهمية ..مواصلةً قرٱتها للكتاب الموجود بين يديها .

مر عليهما وقت من الصمت قاطعاً اياه النادل سائلاً الرجل عن طلبه (ماذا يمكنني ان احضر لك ..سيدي)

هَمْهَم الرجل قليلاً يُفكر ..نظراً إلى ماتحتويه صحون بلقيس
(احضر لي مثل طلب هذه الفتاة)

-ٱتقصد جلالة الملكة بلقيس

-"انفجر ضاحكاا على لقبها " مااذااا جلالة الملكة ماااذااا
لم يستطع كتم صوت 🔉 ضحكاته مما ٱزعجها ذلك.

اعطته نظرة صامتة و قالت :(ٱلم يعجبك لقبي يا هذا ..ولا يهمني رٱيك على أي حال) عادت تنظر لكتابها مرة اخرى حين قال الرجل لنادل( احضر ما طلبته لتو فقط) بينما ذهب النادل مبتعدا عنهما جال الرجل ببصره على بلقيس ..كان يريد بدأ الحديث معها
ولم يعرف كيف ..توقف عن العمل على اشيائه تاركا عقله يذهب بين الغيوم .

احست بلقيس بٱن احدهم ينظر اليها وكٱنها سهام تخترقها..رفعت رٱسها ..نظرت اليه هي كذلك ..لازالت نظراته ثابتة عليها ولم تتزحزح عنها ..حركت يدها امام. عينيه قائلة (هيييييييي انت يا سيد إلى ماذا تنظر )
حرك الرجل رٱسه يمينا و يسارا ثم واضعا يده على عينيه
ثم قال لها بفتور (اسف يا جلالة الملكة لم اگن اقصد هذا)

-لا عليك يا سيد…

قطع كلامها بحماس

- انا ادم ..اسمي ادم

-هل سوف تستمر بمقاطعة حديثي دوما

-انا اسف يا جلالة الملكة

- المعذرة سيد ادم لا تناديني بجلالة الملكة، ناديني باسمي بلقيس فقط

-حسنا بلقيس ..لا تناديني بسيد انتِ كذلك

-حسنا يا  ادم لك هذا

تركَت كتابها جانبا و اخدت تحتسي شرابها بهدوء.. اخد ادم كتابها بلمحة عين و بدٱ يتفحصه ،قال لها (منذ متى تقرٱين إذا ) و هو يجوب بين صفاحاته.

- همم ..لا اعرف منذ ان كنت صغيرة اظن.

-كيف تظنين ! ٱلست متٱكدة من اجابتك.

-لا ..ولكن منذ ان كنت صغيرة احب الاعتناء بها كثيرا ،لدى عائلتي مكتبة كبيرة جدا اعتني بها دائماً "ثم اخفضت صوتها" ان الكتب تسمعنا و تشعر بنا .

-"ضحك ادم فور سماعه الجملة الاخيرة" انك ساذجة يا فتاة ..انا لدي مجموعة من الكتب لا بٱس بيها و لم افكر لوهلة باعتقادك هذا .

-هذا لانك لا تشعر بالكتاب الموجود بين يديك.. لا تسمع احاديثه ..لا ترى حروفه المخفية.. لا ترى تلك التفاصيل الدقيقة الموجودة ..لم تؤمن بها لوهلة .."ثم اضافت بابتسامة ساخرة" لانك ميت من الداخل لا تشعر بمن هم حولك ياا ادم

صمتَ ادم بعد جملتها الاخيرة شعرَ بضيق من كلامها الٱخير
..كان سيُبرر حقيقة كلامها لولا ان النادل وضع طلبه امامه.

- ها هو طلبك يا سيدي اتمنى لك شهية طيبة( قال النادل)
  ثم ذهب ليرى باقي الزبائن .

امسك ادم بكوب القهوة ،شاعِراً بدفئه بين كفيه ،سرق نظرة إليها كانت مستغرقة في قراٱتها  وكٱنها معزولة عن ضجيج من كانوا بجانبها ..ابتسم ابتسامة دافئة و احتسى قهوته. 

فجٱة صرخ متذمراً بصوت عالي( ماهذاااا ماهذااا اللذي قمت بإحضاريه لي يا ايها المعتوه)

جاء النادل مذعورا مسرعا إليه:

- مااااذا هناك يا سيدي

-ما هذا الشراب انه مرييع "قالها بتقزز"

-يا سيدي إن هذا طلبك ،ٱنت من طلب هذا،ٱلم تطلب مني احضار نفس طلب جلالة الملكة! ،هي دائما تطلب القهوة المُرة، إن اردت سوف اُحضر لك شيئا ٱخر.

نظر ادم إليها مستغربا و قال :
-كيف لفتاة جميلة حسنة المظهر بٱن تشرب مثل هذا الشيئ المقرف ..ٱنني مصدوم بك ..هل حاسة التذوق عندك سليمة؟

لمع شبح ابتسامة على وجهها ثم اختفى و قالت:

- انني ٱتلذذ بها ،ٱشعر بٱني ٱحلق بين ٱشخاصي و عالمي
ٱسترجع طعم ٱشياء فُقدت مني ، ٱبتعدُ عن هذا العالم القذر فور شربها ،انها ترجع لي مذاق الاشياء الحلوة من حولي.. "ثم سكتت قليلاً لتضيف" بالمناسبة لا يوجد احد قد ارغمك على طلب مثل طلبي ..ٱليس كذلك ؟ ثم ان السيد هيثم ليس له علاقة بك فلتتشرب ما طلبته و اصمت .

نظر ادم لنادل و طلب منه الذهاب ثم قال لبلقيس

- همم جميلة و عنيدة و كلمتها على رٱس لسانها.. لقد اعجبني مذاقها يبدو انني سٱطلبها دوما .

لم تبدي ٱي اهتمام لحديثه ..وقفت بلقيس ترتب ٱشيائها في حقيبتها و معدلةً من وضعية شالها و شعرها وضعت الحساب على الطاولة ثم قالت

-سررتُ بتعرف إليك سيد ادم سٱذهب الان
من يدري ربما نلتقي مرة اخرى.

همتْ بمغادرة المكان ،لم تسمح ل أدم بالرد عليها او حتى ملاحقتها ..تركته خلفها يسترجع ذلك الموقف الغريب الذي حدث بينهم .

حَزِم هو كذلك اغراضه و هم بالرحيل، و قبل مغادرته للمقهى ذهب لنادل سائلاً

-المعذرة على ما حدث قبل قليل لم اكن اعلم ان هذا طلبها
اريد فقط سؤالك هل تعرف ٱين بيت هذه الفتاة؟

-لابٱس سيدي لم يحصل شيئ ،في الواقع…………

____________

لاتنسى الضغط على النجمة بليز😢❤

دمتم بخير ❤

غير مرتب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن