المقدمــــــة

5.5K 93 8
                                    

المقدمــــــة

"النسيان "
"التناسي "
"الذكريات"

أن كان النسيان قوة لا ترهقنا بالتفسير وتحمل عنا أثقالنا ..فالتناسي مثل الضباب الذي يخفي كل شيء..
يرتفع ويرتفع...ويحجب عن أنظارنا الأشياء جميعها
نتوهم بالتجاوز ...!
ننخدع مؤقتـًا ...!
نغتر بقوة زائفة لا نحملها..!

ومن ثم الهدوء الهدوء...ونرى الذكريات ضاحكة ساخرة، وتفتح الصفحات من جديد لتخبرنا فقط أننا لازلنا على قيد التمنّي..والشوق والحب...!
اللعنة !

والذكريات أكثر وفاء من أصحابها...رثاء ليوم ابتسمنا أو بكينا فيه يومًا من قلوبنا..
كأن الذكريات طفلة متمردة، صارخة، عاصية، لا تكبر لتعقل ، ولا تلين لترحم ! .....
كل ما تنعم به علينا..هو أن تغفو مؤقتـًا ثم تعود إلى صحوتها المفزعة وتصرخ من جديد!

ومن بين مائة رجل ستجد رجل واحد لا تفلح معه الإغراءات..ولا يستميل قلبه بسهولة...ولا تلفت نظره إلا امراة مميزة..استثنائية...لا يرى غيره استثنائها!
وغالبـًا لا يحب سوى مرة واحدة....مهما مرت السنوات..سيبقى على العهد قائمـًا مقام المحارب...المقاتل في عشقه.
نوعية نادرة من الرجال..... لا تُقدم قلوبهم سوى تجربة واحدة بالحب... يسخرون من التنقل بالقلوب.
وقلوبهم تأبى الزحام...ولا تتخطى المشاعر بسهولة!
قلوب دقة الحب فيها گ الموت! لا يحدث إلا مرة واحدة.
فماذا لو أحب هذا الرجل بمنتهى الصدق، وقُبلت كل مشاعره وعشقه بالغدر ؟
منتهى الصدق يواجه منتهى الخيانة !
النقيضان !

لوحة شطرنج على منضدة الحب...كل شيء متوقع !
أيا النسيان أين أنــت ؟!!
يبدو أن عشر سنوات لم تكن كافية ليأتي النسيان على حصانه الجامح، ويبتر نبته الحزن والضجيج المؤلم بالقلب !
ذاكرة القلب أكثر شراسة من ذاكرة العقل!
ونتحلى بالصمت عند منتهى الألم...
فأصبح هو كل هذا...رجل الصمت الأسود....

 رواية قلبي وعيناكِ والأيام 💙للكاتبة رحاب إبراهيم حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن