الفصل الثاني... التحدي الجميل

2K 100 24
                                    

                   ~...التحدي الجميل...~

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

                  

مزق البرق صفحة السماء الحالكة بالعتمة....ورعدت الغمائم گ أسود تتنازع ببعضها..والبعض الآخر يتناوش من بعيد مشجعـًا القتال فيما بينهما....!

ومطر الليل يأتي بالدفء أحيانـًا ! ..خاصةً بالقلوب التي يملأها الحنين
دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ..وذهب ليل كان مقداره عشرة أعوام بالنسبة له....

وفي ظل السكون بمكتبه....وبزاويةً ما  فيه... على بُعد ليس أقل من مترين بين سريرها وبين النافذة الزجاجية المغلقة.. الذي يقف ثابتٍ أمامها يتأمل وابل من المطر الذي يضرب النافذة ويحجب عنها حقيقة قسوته...
يقف هو كأنه يجمع شيء تائه به ...أو يفرق شوق عنيف غمر روحه منذ رؤياها من جديد... حتى يستطع أن يقف أمامها دون أن يطرف بريق اللهفة بعينيه..ولا أن يترك هذا الميل إليها يعود..
وحلم سريع مر أمام عينيه في أقل من الدقيقة...
وهو يركض إليها في عناق طويل لا فراق فيه..وأعتراف آخير كالحقيقة المثبتة لا ريب فيها...
ولكن يظل الحلم حلم ويُنقل تحت قضاء القدر إلى أن يتحقق.
يا الله..لما كل هذا الحب في قلبه لخائنة ؟!
ثقيل هذا الحمل من العشق والانتقام ...
ودّ لو يصفع صوت بداخله صاح منذ ساعات أنه لن يتذكرها مجددًا ...سخرية من الثقة بأنفسنا لهذا الحد !
أين القوة على الرحيل من شيء وهذا الشيء  داخل القلب كالأنفاس؟!
أغمض عينيه بقوة وبتنهيدة أخذ منها بعض القوة على المواجهة...والقلب يقسم أنه لن يضعف....كاذب يا قلب ويعرف!

كانت ليلى تغمض عينيها في ثباتٍ تام ...وبجانبها أبنتها النائمة أيضًا...
كأنها تختبر الغفوة الهادئة بعد غربة نفسية ذاقت مرارها طيلة عشرة أعوام ....

ويحدث أن تكون الغربة...غربة من ذاتك..وتبتعد عن كل آمالك وطموحاتك.....لتستطع التأقلم فقط مع واقع ارحم ما فيـه ..أنك تشعر بالوحدة...! 

رويدًا رويدًا بدأت تفتح عينيها ...ونهض الإدراك مع ايقاظها ببطء...حتى انتفضت من مكانها عندما نطق لسان الرعد مرةً أخرى...وصرخت الطفلة بجانبها ويديها المرتعشتين تبحث عن سبيل لـ طيف لمسة من أمها....أخذتها ليلى بين ذراعيها بضمة خاطفة ....وبدأت الطفلة تهدأ بالفعل ...

 رواية قلبي وعيناكِ والأيام 💙للكاتبة رحاب إبراهيم حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن