البدايه

39.9K 151 23
                                    

(همسات العقل القبيح ) الجزء الاول
الزمان :2001
المكان : مصر الجديدة القاهرة
نهى فتاة جامعية تبلغ من العمر 20 عام ..تدرس في كلية الهندسة جامعة عين الشمس.. يقال عنها انها تبتسم دائما.. تعيش نهي في عائلة متماسكة ..مكونة من اب مهندس وام مدرسة في المدارس الثانوية ..ولها 4 اخوة 3 بنات وطفل صغير..كانت تذهب نهي الى الجامعة ولديها عيون رقابية ..كانت تراقب كل شاب يمر امامها ودائما تهتم لرؤية .. ساعته وحذائه مظهره قوته.. تتامله كي تجد ما تحلم به ..مثلها مثل بنات جيلها ..كانت تحلم بشاب انيق ، قوي ، ذو شخصية قوية.. كان لديها احساس داخلي وقناعة بان الانثى خلقت مطيعة.. وكانت اذا دخلت نقاش مع صديقاتها او اصدقاءها كانت تاتي له بدليلها ان اجدادها كانو مطيعين ولهذا كانت تستمر حياتهم.. وان ما يحدث الان هو الشئ الشاذ .. وكانت على قناعة تامة انها في يوم ما ستجد ما تبحت عنه .. حاول الجميع لفت نظرها اليه لكن لم يقدر احد .. كانت اذا ذهبت الى احد المناسبات تعود سعيدة على عكس الباقين .. وكلها يقين على انها سوف تجد فتى أحلامها ..تعود الى المنزل وتتحدت مع عائلتها واخوتها في كل شي .. هذه حياة نهى قبل يوم 18 مارس 2001 وبعد هذا اليوم تحولت حياة نهى تحولا تاما .. في صباح اليوم التالي كانت نهى في طريقها الى الجامعة .. وكادت ان تصدمها سيارة ..وقفت منزعجة و سبت من يقودها .. فنزل منها شاب وسيم ذو نظرة حادة اخترقت نظراته عقلها.. ذهب اليها في خطوات تابتة.. و قبل ان يصل اليها تفاجى الجميع من الماره والذين انتبهوا لصوت السياره بان نهى هي من اعتذرت .. اقترب منها .
نهى :متاسفه جدا لقد كنت افكر فى شيئا ما
وسال : هل انت بخير ؟
اجابت : نعم
(اقترب منها اكثر وضم يدها بقوة)
وقال : انتبهي الى نفسك في المرة القادمة
(وبدون تفكير) قالت : امرك
ابتسم الشاب وعاد الى سيارته ..ثم ذهب وبقيت نهي في مكانها وهي تسال نفسها من هذا ؟ وما الذي حدث لي ؟ ولماذا لم انهره.؟ على جنون قيادته ؟..لم تدري بنفسها الا وهى ذاهبه الى منزلها بدلا من الجامعة ..وصلت الى المنزل ودخلت الى غرفتها و نامت على سريرها .. و ظلت تفكر في الموقف وعلى وجهها ابتسامه .. لاول مره تشعر بهذا الاحساس .. وقالت " لماذا قلت له امرك " .. هذه الكلمة العفوية التي خرجت دون ارادتي .. الى ان دخلت اختها مسرعة ..وقالت الم تؤكد عليك امنا انه يجب علينا الذهاب الى زفاف بنت خالتك باكرا.. لقد تاخر الوقت انت تجلسين شاردة هنا ..
اعتذرت نهى عن الذهاب .. لكن اختها اصرت عليها خوفا من ان تتعرض نهى للتوبيخ من طرف والدها ..نهضت نهى مسرعة ..و ارتدت واحد من بين اجمل فساتينها ..ووضعت لمسة خفيفة من مساحيق التجميل مع احمر شفاه يبرز شفتيها الجميلتين ..اخدت حقيبتها واتجهت الى الزفاف .. كانت اول مرة تذهب فيها الى زفاف وهي مرغمة على ذلك .. كل ما كانت تحتاجه وقتها هي انت تغلق عليها غرفتها و تتذكر حادثتها الجميلة - جلست ساهية في عالم اخر .. بينما الجميع مندمج مع اجواء الزفاف .. جلست تتامل الحضور فمن الوارد ان تجد صاحب السياره هناك .. اصبحت نهى مجنونة به الى ان وصلت انها تتخيله فى بعض الحضور .. وكان من الحضور فواد وهو شاب يتعامل مع الجميع بطريقه مستفزه ل نهى .. انسان يضحك كثيرا على اى شئ لا يوجد عنده رزانة الراجل الشرقى التى وجدتها فى الدقائق التى عاشتها اثناء الحادث .. يبدو عليه الكبر السن رغم انه فى الثانيه والثلاثون من عمره سمين ويرتدى نظاره نظر ..وسرعان ما غيرت نظرتها من المكان المتواجد به فؤاد .. وبعد ان اكتمل الزفاف ذهب كل الحضور الى منازلهم .. وانتظرت نهى ان ياتي الصباح وذهبت لمكان الحادثة وجلست هناك طوال اليوم لعلها تري صاحب السيارة مجددا .. لكن دون جدوى الى ان اتى المساء واضطرت الى الرجوع الى المنزل .. ولكن كانت هناك مفاجاه .. فحين فتحت باب المنزل وجدت شيئا لم تكن تتوقعه فقد رات فؤاد يجلس مع والدها وعلى وجه ابتسامه صفراء .. فتركت الجميع وذهبت الى غرفتها حتى دخلت امها موبخة اياها .. قال لها امها .. الرجل هنا من اجل طلب يدك وانت لم تسلمي عليه لماذا..اجابت .. لكنني لم اكن اعلم يا امي على كل حال اخبريه انني لا اريد الزواج منه ولا افكر في الموضوع الان ..خرجت امها منزعجة .. لكن نهى على غير عادتها لم تعتذر لامها .. بل غيرت ثيابها ونامت وهى تقول فى نفسها من المستحيل ان اتزوج شخص عادى لم يكن لديه الشجاعه حتى ان يقتحمنى ويطلب الزواج منى شخصيا ..تتالت الايام ونهى على نفس الحال .. تذهب كل يوم الى نفس المكان وتنتظر نفس الشخص وتعود في نفس الوقت .. وتحولت نهى من فتاة كثيرة الابتسام الى فتاة حزينة تنتظر شخصا لاتعلم من يكون ؟ .. وفي الصباح ايقظها والدها من النوم ..  وقال نهى التصرف الذي قمتي به يوم جاء فؤاد لخطبتك لم يكن لائقا .. المهم انا لم اتي لتوبيخك لكن اريد ان اخبرك باننا وافقنا على خطبتك من فواد وخرج .. صعقت نهى بقرار ولدها وبدات بالبكاء .. لم تتوقع من ابيها يوما ما ان يفرض عليها قرارا كهذا ..  الى ان دق الباب‬‬ .. مسحت دموعها واتجهت الى فتح الباب فاذا بها تجد صاحب السيارة و فواد عند باب المنزل .. لم تستوعب نهى ما تراه عيناها .. لم تتوقع ان تجد صاحب السيارة الذي انتظرت رؤيته طوال الايام السابقه يقف امام باب منزلها ..  ومع من مع خطيبها المزعوم قاطع فواد سهوتها قائلا .. صباح الخير اتمنى ان لا تنزعجي من مجيئنا الباكر لكن الموضوع عاجل ..اجابته نهى .. ابدا تفضلوا واشارت بيدها متجهة الى الصالون .. وذهبت لجلب والدتها واستغلت ذهابها لاخفاء ارتباكها وهى لا تعرف ما الذى يحث .. هل هذا حقيقة ام خيال .. ام هى اصبحت تعانى من وسواس داخلها ..  بعد دقائق قليلة عادت رفقت امها .. فاذا بالشبان يقفان لتحيتها و قال
فؤاد .. اقدم لكما اخي الاصغر شادى ..  وقد جئنا لسبب هام .. وهو انه سيسافر بعد خمس ايام لانتهاء اجازته..  وقرر المجي بنفسه لتعجيل موعد الزفاف .. وجلس الجميع فاذ ب شادى يوجه الكلام الى نهى ..  اعلم ان هذه الامور تحتاج الكتير من الوقت لكنني اريد الاطمئنان على اخي قبل ان اسافر .. لذالك قررت المجي بنفسي لاخباركم بتاريخ الزفاف المقرر الخميس المقبل اي بعد خمسة ايام اجابت .. قالت نهى الي تشوفه حضرتك واحنت راسها ..  ابتسمت الام وتنفس فواد الصعداء.. واكمل شادى اذا سوف نذهب الان وغدا سياتي اخي لاصطحابك لتجهيز المستلزمات الخاصه بكما .. ولا تحملوا اى هم بخصوص هذه الاشياء ..  وفى هذه اللحظه دقق شادى فى نهى وسالها الم نتقابل قبل ذلك فى اى مكان .. فاجابته وفى عينها نظرة ضعف لا اعتقد اننا تقابلنا ابدا.. ذهبت نهي مسرعة الى غرفتها وهي مصدومة مرة اخرى كيف وافقت دون مناقشة ؟ لماذا وافقت ؟ وانا اصلا كنت رافضة للموضوع ؟ ..حزنت كثيرا على قدرها .. وكيف ان الرجل الذي تمنته طوال الايام سوف يصبح اخ زوجها .. اي ليس من حقها حتى ان تفكر فيه .. ساهم الجميع في تجهيز الفرح وتكلفت هي اوخواتها بتجهيز ملابس العروس وثيابها و مستلزماتها و جهازها .. وتكلف اهل العريس بالفرح و مستلزماته‬‬ الى ان جاء يوم الزفاف .. وبينما هي جالسة فكرسي العروسين واذا بها تتلقى صدمة كبرى في وسط الزفاف..  فؤاد يحاول مسك يدها لكنها تشدها بسرعة .. لم يهتم فؤاد لرد فعلها و أمسك يدها مجددا و قبلها .. في هذه اللحظة صغر كتيرا في نظرها .. وقالت في نفسها  من المستحيل أن يكون هذا هو الرجل الذي حلمت به .. أنا دائما كنت أحلم بأنني انا من سيقبل يد زوجي وليس هو .. لا ليس هذا ما حلمت به .. وزادتها هذا التصرف شعور بعدم الرضا على ما هى فيه ..  حاولت اخفاء ذلك كثيرا وبدون ان تشعر أدارت وجهها عن فؤاد..  وبدأت بالبحث عن شادي وسط المدعوين .. و إذا بها تلمحه واقفا مع فتاة و من الواضح أنها تتكلم معه في موضوع مهم .. وبعد دقائق خرجت الفتاة و خرج وراءها مسرعا دون ان تلمح عينه كى تعاتبه على صمته .. او هذا ما كانت تتخيله .. انتهى الزفاف وهم في الطريق إلى منزلهما .. كانت كل أسئلة نهى عن شادي ماذا يفعل ؟ ماذا يحب ؟ كيف يتصرف ؟ هل له علاقات ؟ كيف يعامل صديقاته ؟ وظلت تكرر الاسئله إلى أن اختنق فؤاد وقال الم تلاحظي انك تسألين عن شادي اكتر من سوالك عني ؟ ادركت نهى وقتها ان المتحدثه هى تلك الجاريه التى بداخلها .. وحاولت احتواء الموضوع حتى
وصلوا إلى المنزل ثم  قاموا بتغير ملابسهم فإذا بأحد يدق على الباب بقوة .. فتح فؤاذ الباب ليجد شادي فقال له ماذا هناك رد شادي هناك مفاجاة لكما .. امامكما ساعتين لتجهز نفسكما .. فلقد حجزت لكما لتقضيا معي شهر العسل في لندن .. كانت نهى واقفة تسمع كلا منهما قالت  انا آسفة لا يمكنني القبول ودخلت إلى غرفتها تبعها فؤاد ليقنعها لكنها لم تقتنع .. مما جعل شادي يطلب من فؤاد أن يدخل شخصيا لاقناعها وافق فواد ودخل عندها شادي وقال لها بعد ان امسكها من يديها "انت الآن زوجة أخي اي في مقام أختي .. ويجب أن تعرفي أنني لم أنسى اليوم الذي كنت سأصدمك فيه بالسيارة "صدمت نهى من كلامه وقالت  " إذا كنت تعرف أنني أريدك ولا أريد فؤاد قام بصفعها ومسكها بقوة وقال " من الآن فصاعدا يجب أن تعرفي انك أختي فقط لا أقل ولا اكتر " افلت يدها صمتت نهى قليلا وقالت :" منذ زمن وانا أنتظر هذا .. ولو كنت تظن انك بهذا القلم ستبعدني عنك .. فأنت لأتعرف انك بتصرفك هذا امتلكتني اكتر "سكتت قليلا
وقالت " بماذا تأمرني الآن ؟ " ابتسم وقال : "حسنا سأخرج عند فؤاد واخبره بانك لم توافقي و سوف اطلب منه اقناعك مجددا و ستوافقين مفهوم ؟ أجابت : " مفهوم "
سافر الجميع وفي اول يوم من وصولهم حاول فواد التقرب من نهى .. لكنها اعتذرت بسبب شعورها بتعب السفر .. وفي اليوم التاني وفي الصباح الباكر رأت شادي وهو يخرج من المنزل المقابل لهم .. و جلست تنتظره طوال اليوم لكنه لم يعد حتى تاخر الوقت .. وذهبت لتنام وهنا حاول فؤاد ان يقترب منها الا انها تحججت مره اخرى .. وهو فى حاله من الجنان .. ولكن قرر ان يتركها على راحتها وذهب لينام فى غرفه اخرى وفي اليوم التالت في الصباح الباكر خرج شادي من المنزل .. وخرجت نهى وراءه كانت قد اخذت قرار بداخلها بانها لا يمكن ان تجامع اخوه لانها اعتبرت نفسها من ملكا له هو فقط .. وكانت تريد ان تعرض عليه عدم الرجوع والتطليق من فؤاد والعيش فى لندن دون ان يعرف احد .. اخد سيارة أجرى واخدت سيارة أجرى هي أيضا طلبت من صاحب السيارة ان يتبعه إلى ان وصل إلى جاليرى.. توقفت سيارة الاجرى و نزل شادي وخلفه نزلت نهى وراه .. دخل شادي إلى المكان وهى تراقبه وكانت سعيده بانه مكان من الممكن ان يتقابلوا فيه لكى تعرض عليه فكرتها وقرارها .. اختفى عن نظرها وبحثت عنه ولما راته لم تتخيل ان مايحدث امامها حقيقه ام كابوس مفزع .. فلقد رات شادى وإذا به ينزل لتقبيل قدم صاحبة ال جاليرى الذى يظهر عليها العنفوان .. وتعامله بمنتهى العنف وتبصق فى وجه ثم تصفعه على وجه وهو مستسلم لها دون ان يتحرك من مكانه .. صدمت نهى من المنظر وذهبت مسرعة لكي لا يرها .. كانت غير قادره على النطق ما هذا هل هذا هو من ملكته نفسى .. هل هذا هو الذى اخرج منى الكلمه التى حلمت طوال حياتى ان تخرج منى .. لمن يكون قادر على احتوائى قبل عقابى ان اخطأت .. وسرعان ما تداركت الامر واخدت سيارة اجرة ورجعت الى المنزل .. وطلبت من زوجها فواد معاشرتها وحالا .. فرح فؤاد لطلبها وناما مع بعضهما وبعد انتهاءهما طلبت منه أن يدعو شادي للعشاء .. ولم يعرف احد ما تنويه نهى مع شادى .. ولكن طلبها هذا ورائه الكثير فيجب ان يعلم ان الجاريه هى فى الاساس ملكه على الجميع ولكنها تكون مملوكه لملك واحد .. وفى هذه اللحظه قررت ان تاخذ حقها بطريقتها ...

انتظرونى فى الجزء القادم

همسات العقل القبيح +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن