الفصل الثالث

1.2K 127 14
                                    

الفصل الثالث

انتفض شاكر تابعا صوت الصرخات الواردة من الخارج وما إن طل من شرفته مستطلعا الأمر حتى رجف قلبه قبل بدنه وهو يرى ولده الأوسط ممددا غارقا فى دمائه .

هرول للخارج ليصل فى لحظات وهو ينوح بألم : انا لسه منيمه فى فرشته بإيدى
جثى أرضا : محمود .. رد عليا يا حبيبي .
هزه أحد المتجمعين : قوم يا عم شاكر نودوه المستشفى .. دمه هيتصفى بالشكل ده .
وما إن همو بالتنفيذ حتى أوقفهم صوت معترض : اوعوا تحركوه لو مكسور تعملوا له عاهة .
توقفت الأيدى التى كانت تتسابق لحمل محمود وأسرع ذلك الشاب يطلب الإسعاف ليظل شاكر جواره وقلبه ينزف ربما أكثر من نزيف هذا البدن الذى تتخلى عنه الحياة في لحظات فيزداد شحوبا وبرودة .

***********

جلس شاكر تجاوره سعاد بصمت ويقف بالقرب بعض من شباب الحى منهم مسعد الذى يتوجس من القادم  فى إنتظار خروج الطبيب ، يمر الوقت بطيئا ولا يملك أى منهم سوى الانتظار .

استغرق تجبير قدمه وتدعيم ذراعه قرابه الساعتين ولم يتحدث أى منهم إليهم طيلة هذا الوقت .

أخيرا خرج الطبيب باحثا عن ذوى المريض ليتقدم إليه شاكر فيطلب التحدث إليه منفردا .

إستقر شاكر أمام الطبيب الذى لا تبدى ملامحه ما يبث الطمأنينة لقلب شاكر ويزيد صمته من مخاوفه ، ترك أوراقه التى إنشغل بها ثم نظر نحو شاكر : انا هقول لحضرتك على حاجة مهمة وارجو انك تتصرف بحكمة .
تلهف شاكر وزاد فزعه : فى إيه يا دكتور ؟ ابنى جرى له إيه ؟

تحدث الطبيب بهدوء : حاليا هو كويس ، كسر رجله هياخد تلت شهور تقريبا وهنتابعه ودعامة دراعه دى بسيطة اسبوعين بالكتير .

تنفس شاكر متمتما الحمد لله ليتابع الطبيب : الموضوع اللى هتكلم فيه مالوش علاقة بالحادث ولا الإصابة .

تقطب جبين شاكر بعدم فهم لينظر له الطبيب مباشرة ويقول : ابن حضرتك مدمن للاسف .

ظل شاكر ينظر له وكأنه لم يستمع أو يرفض عقله إستيعاب ما تفوه به الطبيب الذى قال : طبعا موضوع زى ده محتاج تتصرف بهدوء وتكون متفهم وصبور علشان تقدر تساعده يتجاوز المحنة دى من غير ما يفكر يرجع للأدمان .

هز شاكر رأسه بشرود ونهض متجها للخارج ليهز الطبيب رأسه بأسف تاركه يتعامل مع صدمته وهو يعلم أنه سيعود إليه لاحقا .

*********

إقترب شاكر من العنبر الذى يرقد فيه محمود ، تقدم متطلعا لوجهه الشاحب ، لقد رأى كل هذه العلامات سابقا ورفض عقله الربط بينها ليصل لتلك النتيجة التي صفعه الطبيب بها منذ قليل .

كان يعلم أنه ليس بخير ورغم ذلك لم يفكر فى التحدث إليه ، تركه يعانى إهمال والدته المتعمد دون أن يمد له يد المساعدة ، دون أن يقدم له دعما يدفعه للتحرر من أفكاره التى يثق أنها تسيطر عليه بشكل كامل كونه الأبن الأقل شئنا بين إخوته .

كدت أزل / كاملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن