الفصل السابع
مر يومين لم يلن قلب محمد ليطلق سراح أخيه بينما عزفت نفس محمود عن الحياة تماما وفى اليوم الثانى رفض تناول تلك اللقيمات المزرية التى يلقيها أخيه أمامه كأنه حيوانا يجود عليه بلقمة عفنة .
كاد شاكر يفقد عقله وقد بحث عن ولده فى كل مكان يتوقع وجوده فيه ثم فى اى مكان قد يلجأ إليه واخيرا هام يبحث عنه فى الطرقات يسانده حسين الذى بدأ يشك أن غياب محمود به شبهة جنائية وحامت كل ظنونه حول مسعد وسمير .
ظنت سعاد أن ولديها قاما بطرد شقيقهما واكتفت بهذا الظن دون أن تحاول التأكد من صحته أو نفيه وكأن غياب محمود لا يعنى لها الكثير .
فى صباح اليوم الثالث قرر محمد عقاب أخيه لرفضه الطعام فلم يفك قيده ليقضى حاجته بل تركه وتوجه لعمله . وزاد جحوده فهدد حامد رافضا تفقده له و أكد عليه ألا يقترب منه إلا حين يطلب منه ذلك بنفسه فرضخ حامد خوفا من تحول محمد للبطش له أيضا .
كان محمود ملقى أرضا يرتجف بدنه ألما لتلك الأرضية الباردة الصلبة التى يراها أحن من قلبى شقيقيه فبرودتها رغما عنها وقسوتها جزء منها ورغم ذلك لم تلفظه عنها .
ارتفع ناظريه نحو رغيف الخبز او ما تبقى منه ليرى بعض الفئران وقد اجتمعوا حوله ليأتوا على ما تبقى من إخوانهم ليلا .
ابتسم رغم كل ما يمر به وهو يرى تلك الأجسام المغطاة بالشعر القذر تأكل ما يفترض به أكله ؛ ألهذه الدرجة لا قيمة له !!
أبهذه الحقارة يراه أخويه !!
شدد من جمع فخذيه محاولا للمرة التى لا يتذكر عددها حبس بوله الذى أصبح حبسه شديد الألم .
قطرات ساخنة جادت بها عينيه تزامنا مع القطرات الساخنة التي بللت بنطاله ، شهق بألم شهقا شق صدره مباشرة ثم أجهش بالبكاء وبدأ فى الهزيان مناجيا أبيه يرجوه النجدة : انت فين يا بابا ؟؟ نسيت حودة ؟؟ جعان يا بابا .. جعااان يا بابا .. هنموت يا بابا ..جعان يا بابا .
********
اقترب حسين بعد جولة بحثية فاشلة من المكان الذى يقف فيه مسعد دائما يوزع تلك السموم يرافقه سمير والذى يقوم بحراسته لقاء ما يجود به مسعد من مخدر .
تقدم منهما حسين ليهاجم مسعد فورا ممسكا رقبته : وديتو حودة فين ؟ انطق احسن وسيدى المرسى نخلص عليك وقتى .
شهق مسعد : وانى نعرف منين يا جدع ؟؟ ماشوفناش وشه من يوم ما دخل المصحة .
اسرع سمير يحاول تخليص رقبة مسعد من قبضتى حسين : جرى إيه يا حسين !! مش عاوزين نأذوك بلاش جنان .
دفع حسين مسعد للخلف متسائلا بصراخ : امال الأرض انشقت وبلعته !! انتو الاتنين ورا غيبته طبعا خوفتوا يبلغ عنكم .
أنت تقرأ
كدت أزل / كاملة
Romanceشاب بمقتبل عمره تحكمت به نفسه وكاد يهوى فى بئر لا نجاة منه .. من يتقبله ؟؟ ومن يمد له يد العون ؟؟ وما النهاية التى سيصل إليها ؟؟ لنبحث عن الإجابات بين طيات السطور / قسمة الشبينى
