.
.
.
.
.
1897
_ ترينتو ، شمال إيطاليا _ ( فيرونا حاليا )يُقال عن المرء الذي لم يَذُق عذابًا _ أيا كان نوعه _ هنيئ البال مرتاح البدن ، عقل لا تشوبه شائبة ، ذو قلب صافي لم يستطعم ثقلاً و لا همًا.
هذا المرء ، من يجده لي فَله مني كنوز لا تُعد و لا تُفنى.ماذا عن الاطفال؟ تلك البراءة، لا تعرف حسدًا و لا بغضاء، على وجوههم بسمة وضحكة تجعل المتشائم يبتسم و تزور قلبه تلك الدغدغة اللطيفة، تلك التي تجعل الانسان يبتسم رغمًا عن انفه بأي موقف كان! حتى لو كان جنازة!.. لكن ، قلوب الاطفال ترى الهم و الحزن ، نعم تراه ، تراه حينما تشتهي لعبة يملكها طفل اخر ثري،ذلك الذي يملك والده اموالا طائلة لمنصبه المرموق .
ماذا عن ذلك المسكين الذي مات والِده في الحرب،فإضطرّت والِدته للخروج تارِكةً بيتها و أولادها لتعمل ،لعلّها تقتات من الرغيف الدافئ الذي تبيعه للدكاكين، أو تنضيف بيوت السّادة و التعرّض للإهانة بسبب أسمالِها الرثة البالية، لنظرات العنصرية وسط مجتمع بورجوازيٍ قذر خالٍ من الرحمة..نحن نبحث عن الرحمة، نعم نحن نبحث عنها! .
أين العيب في أن تُرخِفوا الشروط، او تقللون الضرائب على فئة الفقراء، ذلك الطفل المسكين، هل يركز في الحَرفِ و الرَقم الذي يدرسه أمْ يمرض وسط البرد و هو يتوسل الناس في أن يُلمِع أحذيتهم و يمسحها من الطين..أين الرحمة في قلوبكم! هل ترضونها لأولادكم، ذوي الجسد البدين السمين و الخدود المحمرة، من ما يأكلون و يُلقون نصف السفرة _ إن لم تكن أغلبها _ في القمامة،متعمدين تعفينه و تلطيخه حتى لا يستنعم به الفقير، بل حتى الكلاب تتقرف منه..أين الرحمة..أين الرحمة..
كلنا نعلم، كلنا ندرك انكم لستم سعداء، لا وجود لغني سعيد..الغني فقير الاخلاق _ التي يتصنعها _ فقير السعادة فقير العطف، فقير.. أما نحن الفقراء فأغنياء كثيرا، نملك ما لا تملكون، نملك رحمة الرب فرحمة الإنسان ليتركها لنفسه..و ليكتب كلماته العطوفة _ المتصنعة _ بورقة، و ليكورها ثم يُحشرها بمؤخرته.
تتهمون الحب بالعار، تتهمون العشاق بالداعرين ثم تهينونهم في ساحة الكنيسة و تشنقونهم تحت إسم الشرف و تطبيق كلام الرب و الكتاب المقدس.. لم يقل الكتاب المقدس هذا، و لم يقله الرب، هذا المجتمع ، هذا المجتمع يجب عليه أن يُحرق حيا بالبنزين!
سياسة الترهيب هذه، و ان كانت تُخضع الجميع، لن تخصعني أنا ، أنا آنستازيا كالفين..اقسم بشرفي..أنني سأعيش وفق مبادئي و قوانيني أنا ، أنا من ستغير هذا المجتمع، انا من ستنظف عقولكم القذرة التي تتبع أسلوب القطيع..ألوي ذيله فيتبع أمرك .
أحبّ من أحب، و كرِه من كره.
أنت تقرأ
نجمة فيكتوريا
Actionماذا لو جمع القدر بين قاتل متسلسل وفتاة تسعى إلى جعل بلدها مكانًا آمنًا للعيش فيه؟ صغيرتي ما كان عليكِ الاصرار ، أنا ثُقبٌ أسودٌ ، ما إن أبتلعك لا نجاة لكِ مني. تدور أحداث الرواية في حقبة زمن العصر الفيكتوري..تحديدا إيطاليا