المطر يهطل بغزارة ...
كهل في أواخر الأربعينات ينفث دخان أعقاب سيجارته الأخيرة ..
عينان لامعتان و شعر اسود لم يتخلى عنه بعض الشيب ، و بالرغم من مظهره هذا يمكنك أن تدرك إلى أي درجة هو مبتهج ..راح يقلب صفحات جريدته الإلكترونية من هاتفه المحمول ،هو ليس من النوع الذي يحب التواصل مع الخارج و لا فهم ما يحدث في الإرجاء لكن في بعض الأحيان نضطر لللعب بمعتقداتنا .
يدفع جسدها الباب لتخترق المقهى الفارغ ، لولا وجوده ، بسرعة و يحتفل الجرس المعدني بقدومها .
" مساء الخير كارين سان ! " حيت الفتاة صاحبة المقهى و هي تنفض قطرات المطر من على معطفها .
" مجددا تنسين مظلتك ، يبدو أن انتظارك سيطول هذه المرة " ابتسمت ذات الشعر المشتعل للمراهقة التي امامها و ركزت انتباهها لشاشة التلفاز مجددا .
مشت الى طاولة الطلب و اتخذت كرسيا قريبا ..
" دراما جديدة ؟!" سألت .
" أجل " هزت رأسها تقضم قطعة الاوريو " البطل يموت في النهاية " .
" حقا ! و كيف تعرفين ؟ " مدت يدها لصحن البسكوبت باهتمام .
" لقد اكتشف لتوه أنه باخر مراحل السرطان " قربت جسدها للامام و تهمس لها " ثم إنني سمعت أن كاتب السيناريو يقتل الابطال بالنهاية في كل أعماله "
همهمت سارادا بأسف و اتكأت كارين ثانية .
" لما تكون نهاية الرجال الوسيمين سيئة للغاية ؟، الا يكفينا أنهم خارج إمكانياتنا و كذالك يجب أن نراهم يعبثون مع فتيات أقل من المستوى العام و يبكين دائما ؟ "
رمشت سارادا بعينيها بتعجب ...
" إذن ، هل يجب أن أجيب على هذا ؟"" تجاهلي الأمر فحسب ، سأحضر لك شايا .. لا بد أنك تشعرين بالبرد "
" اوه ، نعم .. شكرا ! " ..
انسحبت كارين للمطبخ بينما أشارت لها أن تلقي بالا للعميل الغريب بالزاوية .
اتسعت عيناها بحماس لما أدركت هوية الرجل ...لما لا تتحدث إليه ، قد تبدو فرصة جيدة ..
لكن ماذا أن كانت تزعجه ؟ .. قد تبدوا إحدى المطاردات المهووسات كذالك .. حتى انه قد يتجاهلها و تظهر بموقف سيء امامه .
حتى لو حدث هذا .. ما المشكلة ؟
هي لن تترك وجهها عنده ، صحيح ؟استقامت ترتب تنورتها المدرسية و تنزع معطفها المبتل ثم تسوي وشاحها حول شعرها .. الشكل الغير مرتب قد لا يساعدها ايظا .
اقتربت نحو طاولته تنظم تنفسها ، توقفت على بعد خطوات ..
" مرحبا !" وجهت كف يدها تحييه بابتسامة ، رفع عينيه تجاهها بهدوء .
تحركت شفتاه بتوتر ..
أنت تقرأ
انت فقط ! 💙💚 Only You
Romanceعندما تجتمع الارواح في حادث مأساوي ، هل تتكيف القلوب و تقع في الحب مجددا ؟ في الليلة التي يخسر فيها كليهما كنزهما الثمين ، يواجه بوروتو و سارادا صراعات الحياة بجد و تفترق طرقهما .. و كأنها لم تفعل ... يلتقيان مجددا .. أما يدا بيد إلى نهاية العمر ،...