راقبت سارادا الحركة في حديقة المشفى من خلف نافذتها و زجاج نظارتها ... كان هذا نشاطها المعتاد منذ أن أصبحت قادرة أن تقف منتصبة بلا الم و لا خطر على صحتها ، بسبب إصابة ظهرها ، و مع هذا كان عليها أن تأخذ حذرها .
تخلصت من جبيرتي ساقيها و كانت تلك الإشارة الاولى على اقتراب موعد رحيلها ... بعد دقائق .
كانت تتألق في فستان اسود فضفاض على كامل خط جسدها ، يستر ركبتيها بالكاد مع طيات تزين قطره ... كم كانت قصته العليا تناسب تسريحة شعرها الأسود الذي يتدلى على كتفي سترتها الصوفية البيضاء التي كسرت بها جو الجنازة .
حاولت السيطرة على غرتها بواسطة شريطة شعر سوداء حول رأسها ... فأصبحت ملامح وجهها المرتب و المزين بحمرة الخدود واضحة .لكن بالرغم من هذا لم تستطع اخفاء حيرتها و ضياعها ، أعادت انظارها لهاتفها بين يديها و إلى شاشته التي تعرض جهة اتصال معينة .
- اوزوماكي بوروتو .
هي لم تره منذ اسبوعين ! منذ حادثة القبلة الغريبة تلك أرادت أن تحدثه ، توبخه و تبين الحدود بينهما التي تجاوزها لكنه لم يأتي كالعادة و تجاهلها بالكامل . و منها فهمت أنه كذلك يعلم خطئه و نادم و يخجل أن يقابلها ... فخف غضبها و شعرت بالمقابل بالذنب .
منذ ايام ، كان يوم مولده ! و كانت تريد أن تكون الفتاة الكبيرة هنا ، فقررت أن تزوره تهنئه و تخبره أنها لا تحمل ضغائن و يمكنهما العودة التسكع معا كالعادة .
استحمت ، سرحت شعرها ، وضعت بعض من الزينة و رشت من عطرها الثمين و كانت تلك الخطوات من اداب الزيارة و عيادة المريض ... فلم تجده.
كان قد غادر قبلها بأسبوع بلا أن يكلف نفسه عناء توديعها و هو سبب دخولها لهذا المكان في الأصل.و الان تريد أن تتصل به و تسبه و تفرغ غضبها !
قد اتصلت بالفعل و بوروتو بالجهة الاخرى خرج قلبه من صدره .
كان يدرس في امان الله ، متجاهلا فوضى حياته و ضاربا بها عرض الحائط ، لكن اهتزاز هاتفه قاطعه و لما رآى اسم المتصل خطف لونه .كانت خطته كالتالي .. سيتجاهلها فقط ... إلى أن يتما سنوات الجامعة الخمس القادمة ، و حتى تتوفاه المنية .
و كنتيجة قرر تركه للجانب و العودة لما كان يفعله و سرعان ما استسلمت الفتاة .
" ما باله ؟... لم لا يجيب ؟" حدقت سارادا بالهاتف ييأس .
" من هذا الذي لا يجيب ؟" سألت تشوتشو أثناء دخولها الغرفة .
" انه بوروتو !.. تشوتشو " أجابت ببساطة و لم تجد خيارا افضل من أن تشتكي " أنه لا يجيب على اتصالاتي و لم اره منذ ايام "
" ما الذي فعلته ؟ ... هل تشاجرتما ؟ "
" لا ! اقسم ! "
همهمت الاخرى و جلست على السرير المرتب واضعة رجلا على اخرى .
أنت تقرأ
انت فقط ! 💙💚 Only You
Romanceعندما تجتمع الارواح في حادث مأساوي ، هل تتكيف القلوب و تقع في الحب مجددا ؟ في الليلة التي يخسر فيها كليهما كنزهما الثمين ، يواجه بوروتو و سارادا صراعات الحياة بجد و تفترق طرقهما .. و كأنها لم تفعل ... يلتقيان مجددا .. أما يدا بيد إلى نهاية العمر ،...