رمية مثالية

123 5 1
                                    

جلس الفتى يراقب الأجهزة الطبية صامتا ... رسوم بيانية ، ارقام ،  تخطيط للمؤشرات الحيوية و اشياء لا يفهمها ، كل ما يعرفه أنه لاشيء يتغير و بقدر ماكان هذا الثبات مخيفا إلا أنه كان جيدا .

" على الاقل حالتها لا تزيد سوءا "

تنهد و هو يمسك يد هيناتا النائمة ... كالاميرة ، لا اصوات خطوات الممرضات في الممر و لا أشعة الشمس المتسللة من نافذة المستشفى و التى استقرت على بشرتها الباهتة ازعجت نومها هذا  ، كأنها من عالم اخر !

" قريبا ساخوض امتحان الدخول الى كلية الحقوق ، هنا بكونوها ! قريبا منك و عندما تناديني .. لبيك يا امي ! "

هتف بصوته المهتز ... كاتما غصته الخاصة .

" سأصبح قويا كفاية ، شابا صالحا ! و أجبر ذاك العجوز على السفر ،انا و انت و هيماواري و و نستقر  بإيطاليا ، بفلورنسا ! تواصلين انت الرسم و ادير انا هذه العائلة ، و نترك كواكي لحراسة البيت .. "

اخذ نفسا عميقا ، و طفق يحك جفونه ... يمنعهما عن ذرف الدموع ، فما من سبب يجعله يبكي .
انزل يديه إلى حجره ، ضاغطا على قماش سراويل بزته المدرسية و يلفح الهواء الرطب مقلتا عينيه الحمراوتين ،و ندم فجأة على حكهما سابقا بخشونة .

" فقط .. ابقي معي .. هنا ! "

و ما أن تركت قطرة ساخنة غدتها و انطلقت نحو العالم في رحلة مريرة على وجنتيه حتى استقام منسحبا بعد أن خسر أمامها كالعادة ، و غادر مسرعا من أن ترى أمه ، التى في غيبوبة لا تسمع و لا ترى ، دموعه فتشعر بالاسى على نفسها !
ركضا نحو الباب انطلق ، و للحظة ارتد الى الوراء ، بعد أن اصطدم بحاجز .

ايتاتشي يعرف هذه اللقطة جيدا ، حيث البطلة تصطدم بجذع البطل الوسيم الشهم الغني الرياضي و يمنعها من السقوط في أحضانه و تشتغل موسيقى الخلفية ..
كتب هذا المشهد في مسلسلاته كلها و من الصدفة أنها جميعا تقع في المستشفى !

لكن لا بوروتو وقع و لا ايتاتشي له رغبة بامساكه ، حتى أنه عاد إلى الخلف و استعاد توازنه بصعوبة .
لا جسده رياضي كفاية و الفتى كان كالطلقة النارية ، سريعا و قويا !

تعرفا على بعضهما جيدا ، تقابلا عديد المرات .. و لسبب غير واضح هناك عداء غريزي واضح بين الاوتشيها و الاوزوماكي .

لم يهتم الاشقر بالأمر قبلا ، أمور اعمال ابيه و جده لا تهمه . لكن مع ظهور سارادا و والدتها خاصة في حياته أدرك أن الموضوع اكبر بكثير من منافسة غير شريفة في السوق ، بل انه إحدى أمور القلب و الصداقة  .

ربط الموضوع بطريقة ما ، سارادا تسكن بمدينته منذ ولدا ، و لم يحدثه والده عن أمها سابقا و قد عرف أنهما كانا مقربين جدا و قد سافروا معا في رحلة ما ، كانت إلى ايطاليا هناك حيث تزوج بأمه و كانا لا يزالان يافعين .

انت فقط ! 💙💚 Only Youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن