«لـقد كَـانَ حُــبِّـى الأوَّل(٢)»

25 1 0
                                    

مَرحَــبًــا مــجَـــددًا
ألـم أخبِـرك أنِـي سَـأكـتب لكَ ثـانِيَـةً؟
لقـد وَفيــت بِوعـدِي وهَــا أنَـا أكتــب
مَـاذَا عَنــك ؟ ألـن تَفِـي بِوَعـدك الذي لم ولن أنسَـاه أبـدًا؟

اليَـوم كُــنت أَصنَـع كُـوب القَهـوَة فِـي الصَبـاح، حَسنًـا لا تَبتسِـم سَــاخِـرًا هَكـذا، أعلَـم أنـكَ سَتوبِخنـي لأنِي كُـل مـرة أتذَوقهَـا أبصِقهَـا بِوَجهَـك رَغـمًا عـنِي لشِـدّة مَـرَارَتها، أحَـاوِل أنْ أُحِبـهـا كما أنـتَ تُحبهـا ولكـن مَاذا عسَـاي أن أفعَـل؟ إنهَـا لا تُطـاق.

دَائمًـا مَـا كُنّـا مُختلفِـيـن يَـا هَــذا، أنـتَ تُحِـب الصَّيـف وأنـا أُحِـب الشِـتَــاء، أنـتَ غَـاضِـب وأنَـا بَـارِدة، أنـتَ هَــادِئ وأنـا صَاخِـبـة.. لكِـن كُـل واحِـد مِـنَـا بِطَـريقـةٍ مَــا استطَـاع أن يُكمّـل الآخــر.

أنَـا كُـنـت أنظـر دائمًـا للصَّيـف أنّـه فَـصـل للإحتِـرَاق فقَـط، بَـينـما أنـتَ تَـراه فـصـل الأمَـل حَـيثُ كلّمـا كَانـت تَشـرِق الشَمـس أطـوَل كَـان أمـلَك يَـزيِـد.

كُنـتَ دائـمًا تُحِـب رُؤيّـة شـرُوق الشَّمـس عَن غُـروبها، لأن قبل شرُوقها عِـتمـة الفَجـر تكُـون أشّـد ظَـلامًا مِـن أيّ وقـت، ورُؤيـة النُــور يَـمـحِـي الظَـلام كَـان يَبعَـث شـعُــور الـدِفء داخِــلك.

أنـتَ تَنظُــر إلـي الشِتَـاء بأنّـه فَـصـل كَـئِيـب، تَنظـر إلـي قَطـرَات المطـر مَـا هِـي إلا دمُـوع السـمَـاء، فكُنـت تَشعـر بالاستيـاء كلّما سَـقطـت الأمطـار.

لكِـن أنَـا كُنـت أنظُـر لقطـرَات المطـر مَـا هِـي إلا قطـرَات طَـاهِـرة مِـن الجنَّـة لا يَجِـب عَلـينـا الإختبَــاء مِنهَــا، إنهـا تَـهطِـل عليـنـا لتُطَهِرنَـا مِن ذنُـوبِنـا.

فكلّمـا جَــاء فَـصـل الصَّيـف كنّـا نَـجلِـس سـويًا نَتأمَـل شـرُوق الشمـس وكُـل مِـنـا يَـضَع كفّـه عَلـي قَلـبِـه يتمنَي أمنـيتـه وعلـي أمَـل أنّهـا سَتتحـقق قَـرِيـبًـا.

وكلّـما جَــاء فـصـل الشِتَـاء، كنّـا نَنتظِـر سقُـوط الأمطَـار بِفَـارِغ الصّبـر لِـنركـض سَـويًـا إلـي الخَـارِج نَـستمتـع بقطـرَات المـاء وهِـي تَهطِـل عَـلينـا، لنـلوّح للسـحَاب مبتسمِـين بِسعَــادة.

كَــان لكُــل مِنَــا نَظــرَة أُخــري للأشيَــاء التِــي يُحِبَـهــا.

والآن هَـذا الفصـل العَاشِـر الذي سَـأنظُـر فِيـه لشـرُوق الشَّمـس وَحـــــدِي،
أتسَـاءَل أحيـانًا هَـلّ مَـازِلتْ تُـلوّح للسحّـاب؟ هل مَـازِلتْ تُـرَاقب شرُوق الشَّمـس وأنـتَ تَتمنَـي أمنيّـة جَـدِيدَة؟

أنـتَ تُـؤمِـن دائـمًـا أن الأمنيـات لا تَتحـقق ولكِـن مَع ذلك تَتمـني علي أمَـل أنّه سيَخِـيـب ظَنّـك وتَتحـقق.

أريـد أن أخـبِرَك أنّـكَ طَـالمَـا تحـلَم وتَتمـني تَـأكّـد أنّـه لازال يُـوجـد أمَـل، تَـأكَد أن كُـل شَـيء سَيكُـون عَلي مـا يُـرَام.

وتَـأكَـد أنِّـي سَـأنتَظِـرَك دائمًـــا، وستكُـون أمنيتـي الـوَحِيـدَة هـو أنْ نـلـتَـقِــي مُــجَــــددًا.

إلـي اللِّـقـــاء
أيّـهـا البَـعِـيـد عَــن العَــيـن
وقَــرِيــبٌ جِـــدًا مِــن القَــلـــبْ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 05, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مـا لا يُـحكـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن