4

6 0 0
                                    

الفصل الرابع
.......
لم نعرف أن الفراق مخيف لتلك الدرجة
وأن الموت أشد درجات الخوف حتي لا نفارق من نحب
.........
يجلس في مكتبه يفكر في خطواته القادمة ليجد هاتفه يهتز و بالطبع لم تكن سواها ليجيبها بهدوء:الو يا أمي
لتردف صفاء بعتاب:كدة تخرج يا زياد من غير ما تقولي ولا حتي تفطر مع ابنك
ليتحدث زياد:معلش يا أمي الشركة في شغل كتير متأخر وكان لازم أنزل بدري
لتبتسم صفاء:حاضر يا حبيبي بس متتأخرش
ليبتسم زياد و ينهي معاها المكالمة عند دخول حازم و هو يحمل بين يده ذلك الملف الذي يعني له الكثير
........
تقف نور بجوار اختها ولازال وجهه محمراً لتسألها منة بقلق:مالك يا نور فيكي حاجة
لتنتبه لها نور:ها لا ابدا أنا كويسة اهو بس حصل حاجة كدة وانا بنمضي العقود
لتردف منة وهي تعتقد أنها أخطات في عملها:أهدي بس كله هيتصلح
نور:أن شاء الله
ليقطع حديثهم دخول فارس و بجواره زياد الذي بمجرد دخوله حتي أعطته نور ظهره فهي لا تريد النظر لها حتي لا تشعر بالأحراج ولكن هيهات فلقد لمحها فارس و ذهب لها ليخبرها:نور أستاذ زياد في ضيفتك تفضلي معاه لحد ما الحفلة تخلص
نور:بس
فارس:مفيش بس لينظر لمنة الواقفة بجوارها أما بالنشبة للقمر ده هيجي معايا
لتبتسم له منة و تذهب حتي تجلس معه
لتزفر نور بضيق لتجد من يضع يده علي أكتافها وهو يردف:لو وجودي مزعلك اووي كدة أنا ممكن أمشي
لتلف نور للخلف لتجده يقف أمامها بابتسامته الجذابة لتتحدث بلطافة: ها لا أبدا حضرتك منور
ليقف زياد بجوارها و يردف:انا زياد الهلالي
لتردف نور برسمية:انا نور الفارسي
زياد بتفكير:الاسم مش غريب عليا أظن سمعته قبل كدة
لتردف نور:اكيد في الاخبار لاني بنت الفارسي صاخب شركات الاستيراد و التصدير
ليردف زياد :انا قولت الأسم مش غريب عليا
مور:أكيد احنا اتشهرنا اووي أخر سنتين
ليتذكر زياد ما دار عنهم في الاخبار:بس الشركة هنا حلوة والاجواء كمان بين الموظفين شكلها لذيذة
لتفهم نور أنه يغير مجري الحديث:فعلا
لتصدع في الارجاء أحد الأغاني الهادئة ليبداء الجميع بالرقص ليردف زياد و هو يمد يده لها: تسمحيلي بالرقصة دي
لتضع نور يدها بيده ليبداء زياد بالتمايل بها بخفة حتي وصل بها لمنتصف القاعة ليسرع من الرقص ليقف الجميع يشاهدهم وهم يتراقصون ببراعة كأنهم يتدربون منذ عدة أشهر
لتنتهي الراقصة بتصفيق حار من الجميع
لينظر زياد لنور
لتركض نور من أمامه لتختفي عن أنظار الجميع وسط ابتسامته
و وسط نظارات فارس المراقبة لهم منذ البداية
.........
يجلس زياد و تركيزه علي تلك الأوراق بين يديه يقرأها بصمت يشوبه الغضب و الحنين الي الماضي
لم يخطر ببالي حبيبتي أنهم سيسلبُ روحك من بين يدي دون شعور
ليردف حازم:دي كل المعلومات اللي قدرت أتوصل ليها وللأسف المعلومات غير مبشرة لان المنظمة قدرت تُدخل مصر و يكون ليها مقر هنا
ليضع زياد الأوراق أمامه:أمممم محتاجين تفكير عميق قبل تنفيذ أي خطوة
حازم:اللعب معاهم هيكون صعب ولازم نكون وخدين حذرنا من كل الجوانب
زياد بتفكير:عاوز أعرف كل حاجة عن الظابط بأسرع وقت يا حازم
ليهب حازم واقفا:قربت أوصل ليه
ليخرج حازم تاركه يغوص في بحر الماضي يتذكر كل تفاصيلها المحفوظه بداخله
........
ينتفض جسده فتلك الليلة لا يستطيع نسيانها فهو يحلم بها يوميا حتي لا ينساها ولكنه يفتح عيناه بسرعه فتلك المسات ليست لنوره ليجد فاروق يحاول ان يوقظه ليخبره:زياد بيه حضرتك كويس
لينهض زياد:انا كويس
فاروق:طب حضرتك كل مواعيد النهاردة خلصت و
لينهض و يخرج بسرعة غير مبالي بذلك الواقف خلفه يتحدث
ليستغرب فاروق كثيرا ولكنه يلملم تلك الأوراق و يضعها مكانها
...........
تستيقظ نور كالعادة في موعد عملها لتردف بهمس:منة يا منة
لتنهض منة بكسل فاليوم ستذهب للجامعة
لتردف:صباح الخير
لتبتسم نور: صباح الهنا يلا معاد الجامعة
لتتحدث منة:برضو مش هتروحي الشغل أنتِ من يوم الحفلة مروحتيش يا نور و بعدين فيها أيه لما رقصتي معاه في الحفلة أنتي معملتيش جريمة
لتشعر نور أنها أعطت للموضوع أكبر من حجمه لتردف: أنتِ معاكي حق أنا هروح الشغل و فيها ايه يعني
لتردف منة وهي تقف بجوار باب الغرفة:بس ده ميمنعش أن شكلك أنتِ وهو كان زي سيندريلا و الأمير
لتحاول نور النهوض لها لتركض منة للمرحاض وتغلق الباب جيدا و تردف من خلفه:ايه يا نور عوزاني أكدب يعني انا بقول الحق
لتردف نور بحدة :منة خلصي و بلاش كلام في الموضوع ده تاني مفهموم
لتردف كنة بزفرة:مفهوووم هو ايه ده ياربي ما هما اللي كان شكلهم حلو مع بعض
لتبتسم نور بهدوء و تكمل ما تفعله
........
تجلس تقي يكاد عقلها يجن تود أن تعرف ما سبب ذلك التغير و ما علاقة المافيا بذلك و ما تخبئه صفاء عنها
لتجد زياد يدخل وعلي وجه علامات الغضب ليدخل غرفته دون حديث ليبداء يكسر في بعض الاشياء بقوة لتأتي صفاء و طفله علي أثر تلك الأصوات العالية لشعر نور بالذعر ليختبئ خلف صفاء و يردف:هو بابا رجع تعب تاني يا تيتة
لتحتضنه صفاء بقوة وتردف:لا يا حبيبي هو أكيد زعلان بس شويه
لتتدخل تقي في الحديث: هو بابا لسة تعبان أصلا
لتنهض صفاء بقوة و تردف :سيبي أبني في حاله يا تقي انا مصدقت يرجع لحضني و حضن أبنه وأتمني تشيلي الخرفات دي من دماغك
تقي:انا بقولك الحقيقة في حاجة غلط بتحصل و لازم أعرفها
لتردف صفاء ببرود:شغلك هنا أنتهي يا دكتورة تقي شرفتينا الفترة دي
لتشعر تقي بالحرج لتصعد حتي تلملم أشىياءها و ترحل و لكن بداخلها تقسم أنها ستعود و تعرف ما هي الحقيقة
......
يجلس زياد بتعب فقد أخرج ما به من غضب في تكسير تلك الاشياء ليخرج ذلك الصندوق ويحتضن تلك الصور بقوة و يذهب في ثبات عميق
.........
تدخل نور مقر الشركة تشعر بأن الجميع ينظر لها لتذهب لمكتبها بسرعة فائقة لتجد فارس في أنتظارها:اخيرا قررتي تشيلي الخرفات من دماغك و تنزلي
لتردف نور بحرج:احم انا كبرت الموضوع اووي
فارس بصراحة :اه بس كويس أنك جيتي عيد جوازي الأسبوع الجاي و عاوز هدية حلوة و كمان تنظيم الحفلة عليكي كالعادة
لتقف نور وقفة عسكرية:تحت أمرك يا فندم أي اومر تانية
ليضحك فارس:لا أنصراف
لتتحرك نور وعلي وجهها أبتسامة هادئة لتبداء تمارس عملها كالعادة
............
النهاية
بقلم مها محمود

هلاك منتقم.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن