أشعر بوحش لا مرئي يطاردني لا يريد أن يلتهمني بسرعة و لا ببطء و لا أعلم صراحة كيف يفضل فريسته لكنني متيقنة من شيء واحد ألا وهو حب المطاردة الذي يسكن فؤاده بجانب عقليته الماكرة و تفكيره الكبير و لدي شك أن هدفه الأول هو اللهو و اللعب بتلك البائسة لا الإفتراس بحد ذاته لربما هذه غريزته الأولى و فقط
أمره عجيب بصراحة يلازمني طوال الوقت يتتغلغل إلى باطن عقلي فيتلاعب بأفكاري كماشاء كيفماشاء و وقتماشاء
هاأنا أشق طريقي عبر هذا النفق المظلم او لايوجد غيري إلا الفطريات وغيرها من الكائنات الحية الذكية التي إختارت أن تكون مجهرية بعيدا عن تلك اللأعين المجنونة الرطوبة نعمة عليها و نقمة علي يصعب علي التنفس يصعب علي التحمل و تصعب المواصلة أريد أن أختفي
لكن يجب ألا أخضع لشهوات نفسي أتقدم خطوة إثنان ثلاث خطوات إني مرهقة لا أستطيع بعد الآن هذا الظلام يتعبني إنه يخفي الطريق الوعرة وعقباتها ثم لما أحاول التنفس أتنفس ماذا غير هواء نتن لماذا لا أتوقف على التنفس و أختفي أريد أن أختفي
لكني أستحق نعم أنا أستحق أن أشق هذا النفق الشرير من أجلي و ألف نعم أنا أستحق أن أحارب المجهول لأجلي لا ضير في المعاناة كلها عدد لامعلوم من الخطوات المتهالكة سأفقد بصري على هذا النحو ماهذا هل فاقد البصر يرى نقطة بيضاء هناك هل فقدت صوابي أخيرا لا هذا حقيقي إنها النهاية السعيدة و أنا أقترب منها متلهفة قلبي يكاد ينفجر سرورا إبتسامة رسمت على وجهي الشاحب عيناي جافتان لذلك لا أقدر على ذرف الدموع أنا اقترب من نهاية النفق على بعد بضع الخطوات سأخرج من هنا و أرتاح
خطوة خطوتان ثلاث خطوات أربع خطوات لماذا أنا محاطة بالظلام من جديد أين أختفى النور طبعا لم يوجد نور من الأساس بالتأكيد إنها فعلة الساقط ابن الساقطة خارت قواي أريد الصراخ و النحيب لكني أختنق فقط و ما معنى الإختفاء أريد ألا أكون
كان لدي أمل ظننت أن الأمر إستحق كل ذلك الشقاء سأنال الثمار لكنه كاذب هو أيضا ياللعار و يالدهشتي والتي أصبحت هي الأخرى كاذبة بمرور الأيام او السنوات لا أدري
يا الهي وقاحة الوحش النذل تعدت كل الحدود هل لكم أن تصدقو أنه تحكم بأهم عضلة في جسمي غذاها بسمه و تركها تنبض كناتج عمل أنجزه عجوز كئيب نال منه الملل ... التفكير يقتلني ما غاية الحقير غير اللهو ؟هل يتغذى على حالي الميؤوس منه أم أني أقدم له عرضا حصريا دون درايتي؟ حسنا إذا كان يستمتع لهذا الحد عليه بشكري هاه. يخال نفسه صاحب اليد العليا هنا وقد غفل عن تفصيل صغير يقلب كل طاولات الدنيا ضده ...غريزتي الأولى غريزة البقاء لاتقارن أبدا بأولى غرائزه فبالنسبة لي و لأمثالي الحياة تستحق أن يحارب من أجلها و الموت يستحق أن تعاش الحياة من أجله بأفضل شكل و لذا ها أنا أترك كل هذا داخل ما أحمله فوق كتفاي و أعيش حياتي اليومية بكل بساطة بحلوها ومرها و رتابتها و جنونها أمر بجانبكم لا ينتبه لي معظمكم فأنا مجرد كيان في هذا الكون الفسيح و قلة منكم تنتبه إلى أدق تفاصيلي من نظراتي ألى ملامح وجهي تدرس تحركاتي و تترقب وصولي فبالنسبة لهم أنا شخص مميز أحتل مساحة مهمة في حياتهم فبعد كل شيء لست انا الوحيدة التي تعاني من هذا الوحش يعيش هذا المخادع عصره الذهبي بدون شك بل الملايير من بني الإنس
