مرحبا، لقد مرت فترة منذ ان كتبت هنا ...
لقد بدأت رحلة جديدة بعد رحلة التعافي خاصتي. أظن أني لازلت في فترة النقاهة ، لقد ارتحت قليلا و لملمت بعض الجراح.
أنا هنا في غرفتي الجديدة في المسكن الجامعي ، أجلس على طاولتي الجديدة، أقابل منظرا جديدا حيث تطل نافذتي على نخلة و الكثير من الاشجار اضافة الى المبنى القديم الذي يحوي قاعة المكتبة و من ثم فندق عصري راقي و شامخ على مرأى من عيني يفصل بين الاشجار المصحوبة بالبنايات الصغيرة و الجبل الذي يحمل على قمته أصرحة تاريخية، القليل من أضواء المدينة تزين المشهد هنا و هناك كما زينت النجوم لوحة فان غوخ الشهيرة. و اخترت هذا التشبيه لانك تعشقينها ياعزيزتي...
أتعلمين يا عزيزتي مقدار اشتياقي اليك؟ حيث انا الآن اسمع أداء من فرقة اندلوسيا تريو لأغنية محمد عبد الوهاب (كل ده كان ليه) و فجأة تذكرت تلك الأيام المشحونة و الليالي المثقلة التي كانت تمر كعليل الصباح بفضل سحرك، أتذكر تماما عندما كنا في غرفتنا أنا على الطاولة أمام حاسوبي و أنت جالسة بقربي على الطاولة البلاستيكية الصغيرة.
آه على تلك الطاولة، أتتذكرين أحاديثنا المطولة حول الحياة و الفن و الأدب و كل شيء و لاشيء ، نتسامر على كوبي القهوة و بعض البسكويت في تلك الليالي الشتوية أو عندما نقوم للسحور . أتذكر كل هته اللحظات و أتعجب كيف أننا نحن البشر نحن الى تلك الفواصل الصغيرة و البسيطة التي نقتطعها من الأيام فالسنين فالعمر كله و أتعجب بعد وصلة الإشتياق هذه كيف أن قلبي يحمل الكثير و العديد ،كيف يحمل الشجن و الحنين و الدفء و الامتنان ، ثم أتعجب أكثر كيف أنه وسط البكاء ينطق بكلمات الشكر و الحمد لله لمنحه مثل هذه النعمو لذا أقول هنا انني لست انا التي تكتب و انما فؤادي يفعل
الى الملتقى