اليوم يوم جميل بالنسبة لأني أحب غرازة الأمطار الهاطلة و غيوم السماء الملبدة، كما أنني أبكي و هذا يعني أن نفسي القاسية قررت أن تتعاطف معي اليوم إلا و أن هذا البكاء جاء في غير وقته المناسب فاظطررت أن أحبس هذه الدموع و أبكي هنا.
سأقولها للمرة المليون ...أنا مرهقة، جد مرهقة، مهما حاولت سابقا لم أتغلب عن هذا الإرهاق، لم أجد علاجه المناسب ....ربما لا أعرف كيف أرتاح كما لا أعرف كيف أتخلص من التوتر و القلق الذي في الغالب لازمني طول حياتي ... بمرور الأيام أصبح الأمر لا يطاق بكل ما أوتيت الكلمة من معنى ... لا أدري كيف أنهض كل صباح و أعيش يومي بحذافيره بينما أحمل بين أضلاعي ألما ناتجا عن قواي الخائرة ... لا أدري كيف لم أنهر كليا حتى الآن، أو ربما إنهرت بدون دراية أو إنتباه.
فقدت الرغبة في كل شيء ( الشكلاطة و القهوة إستثناء)... ببساطة أصبحت أتجول فقط دون الرغبة في فعل أبسط ما كنت أرغب في فعله أو القدرة على فعله حتى ....
أنا متعبة بدون أي سبب يذكر .... ربما لم أعد أعرف كيف أعيش بعد الآن .....
مضحك .... الموقف بأكمله مضحك كيف أنني أبكي هنا بسبب الإرهاق بينما سافرت من مدينتي إلى هنا و أنا الآن أستقل الترامواي إلى الإقامة الجامعية من الخارج أبدو بأفضل أحوالي، على الأرجح وجهي محمر من البرد لا البكاء الصامت .... أبدو طفلة مدللة ناقمة لأحدهم، ساذجة للآخر، حجرا صخريا لذلك الذي لايعطي لعنة لمن حوله مثلي تماما.ذات ليلة حظيت بكابوس أسميه حلما ... جسمي كله كان يقشعر من رأسي حتى أخمص قدمي شعرت كل خلية في جسمي بالبرد رغم دفئ الجو حولي و لباسي جيد الجودة بحيث يحميني من البرد و حتى الأغطية و الفراش الدافئ! رغم كل هذا شعرت بالبرد، شعرت أن شخصا يقتلع نخاعي الشوكي من عمودي الفقري المعوج لم أستطع فتح عيناي رغما عني، لم تكن أول مرة لي مع هذه الحالة التي لم أستطع لحد الآن أن أصفها أو أشرحها كما ينبغي، لقد بدأت منذ حوالي سنة و نصف أو سنتين لا أدري تحديدا لأنني مررت بالكثير في السنوات الأخيرة ... أول مرة ظننت أنها الموت زارتني لذا ظللت أشهد و أذكر الله حتى فتحت عيناي مجددا و أصبحت قادرة عن الحركة ...إندهشت ...لم أعرف إن كنت واعية أم غائبة عن الوعي ربما كنت بينهما ... الآن لقد إعتدت عنها بالرغم أني في كل مرة أظن أنها الموت ...
لكن تلك الليلة كانت أول مرة تزورني بينما كنت أحظى بكابوس جميل أو حلم غريب بالتأكيد تلك الليلة كنت بين الوعي و اللاوعي أحلم و أشعر أن الموت إقتربت بينما أسمع مايدور حولي في ذلك الحلم منت في غرفتي المظلمة في سريري أمام بابي نور القمر المنبعث خارج نافذتي يضيء ما يحيطني بخفوت و أنا جالسة على السرير أريد أن أضع رأسي على الوسادة لكن لم أستطع الوصول إليها و كأنني سقطت في حفرة لا نهاية لها! أردت الصراخ بكل قوتي لكن لم أستطع إخراج سوى آهات غير مسموعة بصعوبة، عقلي المغلوب عن أمره لم يستطع سوى تذكيري بكيفية التنفس حتى ينتهي الكابوس لكنه بدى أبدي شعرت تلك اللحظة بما يشعر المحكوم بالسجن مدى الحياة. و الآن أريد أن أصرخ أيضا لكن لا شيء يخرج من فاهي سوى كلمات إعتيادية و إبتسامات مجاملة للناس حولي، و تماما مثل تلك الليلة بعد إنتهاء الكابوس أكملت نومي العميق، هذه الفتاة المشوشة الأفكار تعيش يومها باحثة عن طريقة للتعامل مع وضعها هذا لعلها تنجح هذه المرة.إستودعتكم الله و حفظه.