حب و جزاء

9 2 2
                                    

صعب شعور الانتقام ممن عشقه قلبك و ما اصعب استيعاب الحقيقة المؤلمة ...تقتحم اشعة الشمس تلك الغرفة لتتسلل خيوطها الذهبية منيرة للمكان ......يستيقظ ذلك الغرابي ..تتوسط احضانه تلك الفتاة الفاتنة ذات الشعر الكستنائي ....ليتأمل وجهها البريء و ما قد كان سيصيبه من اذى لو لم تقتل جون ....فمن كان يظن ان هذا الوجه البريء قد تلامسه الدماء يوما ...لكن شاءت الاقدار لتخترق قواعد السلم و السلام ... انه حقا يريد الانتقام عقله من اراد ذلك لكن لقلبه رأي آخر من ما نتج صراعا لا يسمعه احدا سواه ..... ضجة داخله فوضى عارمة تجتاح فكره ... يجب عليه قتل عقله للاستمرار بهدوء ...لكنه عاجز عاجز عن محو تلك الافكار من باطن تفكيره و الذي هو نفسه يجده غير منطقي عقدة ما ؟؟؟ جزء ما مفقود يجب عليه اكتشافه ...؟؟ لربما يخرجه من العتمة المحيطة به ........
بدأت اماليا  تتحرك  يمينا و شمالا  لتنهض و اخيرا يبدو انها كانت تواجه كابوسا ما ......"صباح الخير " قال ذلك الجيون بابتسامة ففرحة اجتاحت قلبه عند رؤية حالتها  التي تحسنت  بقيت تناظره الاخرى لتبتسم له مغادرة تجاه الحمام للاغتسال فبقي الآخر يناظر الفراغ بجمود و حيرة .... "يجب علي التحقق من الامر كي لا اتسرع " هو لا يريد ظلمها او باختصار لا يريد الانتقام منها او لمسها بسوء هو فعلا يحبها حبا انقى من برائة الطفولة
هو فقط يريد البحث .....بل ....سيبحث انتشل ذلك الهاتف من جيبه ليحادث حارسه آمرا اياه ان يجلب كل من ملف اماليا و جون و كل ما يخصهما ...فهو يشعر ان هنالك حلق مفقود ....لكن ...حظه عثر فعلا سمعته الاخرى لتخرج من الحمام بخوف بعد ان استحمت و بدلت ملابسها ....و فور ما نظره لها الآخر رمته تلك النظرات الخائفة بمئة خندق .....قبل ان يفكر النطق بحرف واحد .....غادرت الغرفة ....غسل الآخر وجهه على عجل ليلحق بها ...كانت بالمطبخ تجلس على الطاولة بينما تحاول تهدئة نفسها و استرجاع احداث الماضي المؤلم فخشيت ان يكون ذلك الصديق الاخوي لجون هو جونغكوك.. حصل ما تخشاه جيون الصديق الاخوي لجون يقف امامها بهيبته ليسألها عن احوالها ....ما هذه التراهات ؟؟ ايعتقد انها طفلة ..؟؟ بالتأكيد هي كل ما تعلمه الآن هو ان حبها ذهب سدى ...و ها هي اخطأت الظن .. بقي ينظر لها الآخر باستغراب ليدنو منها قائلا "اماليا ما بك صغيرتي؟؟" مهلا صغيرتك ...صغيرة من ؟؟ اه قاتلة أخاك و ليست صديقتك لقد أخطأت الظن ايها الخارق لن ابقى صغيرتك بعد الآن لقد خيبت ظنك لتنهض من مضجعها تحت نظرات استغراب الآخر التي تخترقها "جونغكوك اعلم انك هنا من اجل الانتقام ..اقصد.....كفاك تظاهرا انك تحبني .." "انا لا اتظاهر لو لم اكن احبك ..لقتلتك صديقيني.." لقد كان رده سريع فعلا ....."اذن ما الحل سيد جونغكوك.." "لن اتخلى عنك " مهلا " كفاك مزاح ....نحن لا نمر سوى بعلاقة عابرة " "علاقة عابرة ؟؟ انا لا اعتبرها كذلك " "انا افعل .انت لن تستطيع نسيان كيف قتلت صديقك " "لن افعل لكنه حاول اغتصابك" "لقد حاول بالفعل " كلمة تلو الاخرى جمل تليها اعتراض يغضب ذلك الغرابي ليكسر ايناء موجودا بالمطبخ فترتعب ليمسكها من رسغها بقوة .....كان ينوي الصراخ بوجهها ليفيض مشاعره المرهقة نحوها ...الا ان صوت ما بالخلف قاطعه ...."ما الذي يحصل هنا بحق " وسعت الاخرى مقلتيها كيف لا و اخيها الذي جاء لتوه من صفقة مهمة امضاها باليابان ليجد جيون بمنزله و يشد على رسغ اخته و الطامة ....الاثنان من المافيا لكنها استغربت من ردة فعله .....هيونجين "جيون ماذا تفعل ..بمنزلي .؟" ليقاطعه جونغكوك "مع حبيبتي التي تكون اختك اتمانع سيد هوانغ" ..... "بالطبع  انت تعلم ماضيك سيد جيون فلنتحدث بالموضوع لاحقا انا متعب ....اثق بم اياك و فعل شيء يؤدي اماليا..." احس جيون بالغضب من كلامه بعض الشيء لكنه فضل اخفاء الامر بجملته الشهيرة "ادعو الله لانك صديقي ..." اما الآخر فذهب دون الالتفات له  ..... اماليا اصيبت بدهشة هما يعرفان بعضيهما جيدا و هيونجين يعلم ماضيه اذن هم اصدقاء يمكن استنتاج ذلك ببساطة من خلال محادثتهما فعند ارتكابها لذلك الخطأ اتهمها اباها بالعهر الا ان هيونجين فضل الاستقلال بنفسه و بأخته  لان اباهم لم يكن بالفعل ابا جيد  ....قاطع سهوتها صوت جيون ...."اماليا دعينا نرتبط ...اقصد ... فلنواعد .."
"يستحيل الامر جيون " بملل استرسلت "لما ...انا احبك " باعتراض  متملك نطق الآخر ....فنظرت اليه ببرود يكاد لا يرى ذرة حب بحادقيتيها  كعينان قاتلة تماما لا يريد تصديق برائتها .....
"جونغكوك ما هو الحب "
"اماليا"
"اه كفاك كذب انت هنا من اجل الانتقام "
"لم اعد اريد ذلك "
"و ماذا تريد ؟؟.."
"اريدك"
.....مرت اسابيع فبحث جونغكوك بالامر و لانه لا يجد أثرا لموت جون ..وجد فقط ما هو ضده قرر الانسحاب عن فكرة الانتقام  ...الحب حقا يغير من شخصية المرء ..كل شيء على ما يرام اماليا تحبه و هو يعشقها ..
فماذا لو اكتشفت اماليا ان مشاعرها اتجاهه نزوة عابرة و انها احبت غيره ؟؟.... ....تلك الفتاة و ذاك الرجل لن تنطلي عليهما قواعد العشق ...
كل ذلك الهوس ليأتي شخص مجرد انسان عادي ليخطف فؤاد الاخرى فتنقلب الموازين ..... علاقتهم غير ناجحة فهما عاقلين و الحب مدينة لا يسكنها العقلاء .......
فكيف هي علاقة رجل الفانيلا و الفاتنة ؟؟؟ و من هو هذا الشخص الذي سيقتحم حياتهم ..؟؟ و ما السر الذي يخبأه هيونجين .؟؟
ما هي الحقيقة ....؟
و ما هو الحب ...؟

الڤانيلا المُرَّة....||ج.ج.محيث تعيش القصص. اكتشف الآن