^❤الفصل الخامس❤^

12.3K 517 154
                                    

مر أسبوعين على قدر تفكر ..تفكر بمستقبلها ..بقدرها ..رغم قلقها وخوفها ..الا ان سعيد كان دائماً ما يطمئنها
وكانت هى دائماً تبتسم له بإصطناع وبداخلها بركان خوف
ظنت انه خوفها الطبيعى الذى يأتى لها دائماً
لذلك حاولت السيطرة على خوفها

جاء يوم كتب الكتاب
كانت قدر فى أقصى مراحل توترها ..تمشى بالغرفة ذهاباً واياباً وهى تفرك يدها بتوتر
لتدخل يمنى بسرعة قائلة بحماس:
المأذون وصل
اتسعت عين قدر بخوف ..وهى تعض شفتيها بقلق
اصبحت دقات قلبها تعلو بشدة وكأنها طبول تقرع دون توقف
ظلت تطلق شهيقاً وزفيراً
حتى تنهدت ورسمت ابتسامة على شفتيها وتوجهت للأسفل برداء بسيط للغاية

توجهت للمكان الذى يجلس به كلا من سعيد وكامل وفهد والمأذون
جلست بتوتر على الكرسى وهى تفرك يديها ..ظل فهد ينظر لها ولحركتها تلك التى جعلته يبتسم بداخله عليها ..
بدأ المأذون بالكلام وفهد لا ينزل عينيه من على قدر مما جعلها تخفض عينيها خجلاً
وضع يده بيد كامل ،والمأذون يتحدث ويجعلهم يرددون ..
التقطت أذن قدر بعض الكلمات
(زوجتك ابنتى البكر الرشيد ،
على مذهب الأمام ابى حنيفة النعمان )
كانت تود ان تصرخ بهم قائلة بأنها لاتريد الزواج خوفاً
ولكن نفسها قالت انتظرى ي فتاة ..انتظرى ي قدر
وقفت لكى تمضى بإسمها وتبصم على صورتها
ومن ثم عادت جالسة على الكرسي مرة اخرى
وهى تغمض عينيها بقوة ومن ثم فتحتها على جملة جعلت قلبها يكاد يقف
( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ، بالرفاء والبنين ان شاء الله)
وقف فهد واتجه لها محتضناً اياها ..اقنع نفسه انه يفعل هذا لكى يصدقه الجميع
همس لها: اخيراً...اخيراً ي قدر بقيتى ملكى
استعدى للجحيم ي قدرى
اختفت ابتسامتها مع ابتعاده عنها، نظرت له بعدم فهم ..بينما هو بادلها بإبتسامة كعادته ..معها

استأذن فهد ليرحل وهو يودعهم قالت نغم بخبث: روحى وصلى جوزك ي قدر
تعمدت نغم ان تضغط على كلمة(جوزك) ..لتؤكد لقدر حقيقة ما حدث
نظرت لها قدر بغيظ ومن ثم ذهبت الى فهد قائلة برقة: يلا ..اتفضل
تلذذ هو بصوتها الرقيق الهادئ ..وألف صراع وصراع بين قلبه وعقله
تمشا الاثنان معا ..هى تفرك يدها وتنظر للأرض بينما هو ينظر أمامه
تشدق فهد بعد مدة من الصمت:
لا ما هو احنا مش كاتبين الكتاب عشان تقفيلى تتأملى في جمال الأسفلت!
نظرت له قدر بخجل واردفت:
اعمل اي يعنى
فهد بحنان:
ما تعمليش حاجة ..مش مهم
ها يا ستى هتروحى الجامعة بكرا؟
اومأت له قدر بصمت..فأعاد السؤال مرة اخرى فأومأت مرة اخرى
فهد بضيق:
يا قدر اتكلمى معايا مش معقول كده
شعرت بقلبها يرفرف عالياً بعد ذكره لإسمها
ابتلعت ريقها وقالت وما زال للخجل مكان على وجنتها:
ااه ..عندى بكرا جامعة
فهد :
طاب اعملى حسابك بقا هاجى اخدك بكرا بعد الجامعة اوديكى الحتة اللى تعجبك
عقدت حاجببها بإستغراب قائلة بتساؤل :
اي حته اي حته؟!
ابتسم فهد وقال وهو يحرك رأسه للتأكيد:
اي حته اي حته
قدر بحماس :
طاب حيث كدا بقا كان عايزة اروح الملاهى
وأشوف الساحرة او الدجالة اللى بيقولوا عليها دى
تعرف بيقولوا انها بتتنبأ بالمستقبل
فهد بعدم تصديق:
لاااا ...انتى بتصدقى الخرفات دى
قدر بضيق طفولى:
دى مش خرفات
فهد وهو يقرص انفها برقة :
خلاص مش خرافات ..عامتاً هاجى اخدك بكرا ونروح للدجالة بتاعتك دى ..ماشى
ابتسمت قدر بحماس واردفت:
ماشى ..بس استأذن بابا الأول
ضحك فهد بصخب وهو يقول :
ياااربى منك
يا هبلة انتى بقيتى مراتى ..يعنى مسؤلة منى
ثم امسك يدها وقبلها بحنان قائلاً :
تصبحى على خير يا قدري
قدر بخجل : ممكن تبطل تقول قدرى دى
ظهرت شبح ابتسامة على شفتيه وقال:
لأ مش هبطل ..لأن شكلك كده هتكونى قدري بجد
نظرت له بعدم فهم وقالت بإستغراب:
انت ليه كلامك كله غموض ..وبعدين انت ..انت ليه قولت جوه استعد للجحيم؟؟!
فهد بهدوء:
بهزر ..اي ممنوع اهزر
قبل جبهتها وقال:
يلا بقا ادخلى وانا همشى
اومأت قدر ودلفت للداخل بينما توجه فهد لسيارته بشرود

قـدر الفـهـد « مِـيـثَاق العَـاشِـقِـيـن1»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن