part 26

826 72 4
                                    

دهشت رايزي لوهلة قصيرة ولكن سرعان ما استعادت تلك النظرة الباردة على وجهها.

حركت قدمها من فوق كومة الأشخاص، وأمسكت بيدها البيضاء الشفافة خصلة شعرها التي تمردت وسقطت على وجهها الجميل وأرجعتها لخلف أذنها.. والتفت متجهة للخروج من الساحة الكبيرة.

وضعت سيفها الخشبي مع باقي سيوف التدريب الموضوعة عموديًا في صندوق ضخم، ومتجاهلة جميع التهامسات التي بدأت بين الطلاب عندما كانت متوجهة للخارج وكأنها ليست هي نفسها التي تسببت بهذه المجزرة التي حدثت للتو، ومتجاهلة الأصوات التي كانت تعلو شيئًا فشيئًا حتى بات الأمر أشبه للصراخ.

بينما هي متوجهة للخارج، فتحت لها مجموعة الأشخاص الذين كانوا يصعب عدّهم لكثرتهم وتراكمهم.. ممرًا لتعبر منه. عندما كانوا متراكمين وملتصقين حيث بالكاد يوجد أي مساحة صغيرة بينهم، ولكن فور أن رأوا تلك الفتاة التي كانت فوق عدة أكوام من الطلاب، بعينيها الزرقاء المتوهّجة ببرود التي تبعث القشعريرة داخل أجسادهم، تسير نحوهم بتلك الطريقة الفخورة وهالتها التي تشع بالهيمنة والقوة، خاجلهم شعور بالخوف والضغط ينبعث منها، مما دفعهم لا إراديًا لفتح مساحة لها للعبور.

سارت للخارج عندما أوقفها صوت ليا تسير بصعوبة نحوها بأقصى ما تستطيع.

"رايزي.. راايزي.. انتظري قليلًا" صرخت ليا.

كادت تتعثر عدة مرات،ولكن أمسكها كانز في كل مرة مانعًا إياها من السقوط.

-كانز: "تمهلي.. قلت لكِ ألا تركضي بقدمك المصابة،كدتِ تقعين ثلاث مرات بالفعل، لن تهرب رايزي منك، لذا امشي بمهل."

قال هذا، ولكن تفكيره كان بمكان آخر.. ضاقت عيناه وهو ينظر نحو رايزي بعيون متشككة.

-كانز: < يبدو أنك تخفين الكثير، يا آنسة رايزي.. وأكثر مما يجب، يا ترى من أنتِ! >

التفتت رايزي الى يمينها لترى ليا التي تكافح لتصل بسرعة نحوها، وكانز الذي يمشي وراءها ممسكًا بمعصمها كلما كادت تقع.

-رايزي: < آه.. يبدو أنني نسيت أمرها، ولكن ما الذي يفعله هذا الشخص وراءها هنا؟ اممم ماذا كان اسمه مجددًا..؟! همم حسنًا لا يهم >

وصلت ليا وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة.. وكانز الذي بدا صامتًا وعيونه تحملق برايزي التي كانت تنظر نحو ليا.

"ماذا هناك؟" قالت رايزي وهي تبدو كما لو انها متعجلة للذهاب لمكان ما.

-" أمم.. أمم، اه انه.." تلعثمت ليا، كما لو أن الكلمات قد ضاعت من فمها ولم تجد ما تقوله.

-رايزي: " اذا لم يكن لديكِ شيء لتقوليه،اذًا سأذهب الآن"

"آه.. لكن" بدت ليا التي كانت مشوشة ولم تعلم ما تقول، عندها ربت كانز على كتفها.. " حسنًا اذا كان لديك شيء تريدين قوله فتكلمي معها عندما تعودين لغرفة السكن"

"اهه؟؟ وكيف علمت أنني بنفس الغرفة معها؟" قالت ليا

"وهل هنالك شيء لا أعلمه؟ هاها" ابتسم كانز بلطف ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته وضاقت عيناه < ما عداها بالطبع، فلا أعلم كم تُخبئ من الأشياء بعد.. لقد تحريت عنها وبعثت عدة أشخاص نحو قريتها، ولكن جلّ ما استطعت اكتشافه هو أنها كانت عبقرية منذ صغرها، وأنها لم تتعلم السحر مطلقًا، فكيف علمت ليا انها تستخدم السحر، أيعقل انها كانت تتوهم فقط؟ وأيضًا قيل أنها تفوقت على معلمها في سن مبكرة، وقيل أنها قد كانت شخصًا فذًّا وذكيًا منذ أن كانت صغيرة وقد كانت تساعد أحيانًا في شؤون أهل القرية،ولكن ذلك لا يفسر سبب تغلبها على المئات من الطلاب المدربين من دون أن تصاب بخدشٍ واحد.. إذا استثنينا أنها تستخدم السحر وهو ليس احتمالًا مؤكد،فيجب علي التحقيق أكثر بشأن الأمر، فيبقى أنها فتاة في السادسة عشر من العمر فقط ولم تخض معارك حقيقية أبدًا عدا تلك المرة في البلدة، وهم كانوا مجرد لصوص يستهدفون او يتنمرون على أبناء الأغنياء لكي يحصلوا على بعض المال، وبالكثير سيكونون من المرتزقة منخفضي المستوى(عندما أنقذت كاي)، ولكن هذا كثير أن تقوم بطرح جميع هؤلاء التلاميذ من دون أن تصاب. وتلك الحركات الغريبة فلم أرى شخصًا يبارز هكذا، ولم تستخدم السيف كثيرًا في قتالهم،كما لو كانت تستخف بهم.. اللعنة فقط ما الذي يحدث هنا.. يجب علي العودة والإبلاغ بذلك.>
.
.

"إذًا؟ هل قمت بما طلبته منك؟" قال الشخص الذي يرتدي رداءًا بقبعة كبيرة تغطي نصف وجهه.. بجسد نحيل يختبئ داخل ذلك الرداء الأسود الكبير الشبيه بالمعطف.. نعم إنها رايزي متنكرة في داخل تلك الغرفة المظلمة.

في تلك الغرفة الواسعة كانت رايزي جالسة على مقعد خشبي وأمامها رجل غامض بإبتسامة تشبه الثعلب الماكر. وقع ضوء الشموع الخفيفة على وجه جميل بعيون ذهبية جذّابة، تسحر بجمالها أي شخص يراها من الوهلة الأولى،والأهداب الطويلة المتألقة فوق العينين الذهبيتين.. وذلك الأنف الحاد المتناسق فوق الفم الجميل الذي يبعث بإبتسامة ماكرة على محياه، وخصلات شعره السوداء الحريرية تسقط على وجهه الوسيم.. وجسده الجذاب المتناسق.. فهو لم يكن ضخمًا ولم يكن صغير الحجم بل كان متوسطًا ولكن تلك العضلات الجميلة التي تبرز من خلال قميصه الأبيض الذي كان مشدودًا على جسده ليظهر مفاتن مفاصله وعضلاته، والقميص المفتوح الذي كان يبرز كلًا من معدته المنحوتة بعضلاته وصدره المتناسق جيدًا، فمهما نظرت اليه لن تجد به عيبًا.. فكم من شخص قد سُحر بوسامته من أول نظرة؟.

"هل أول شيء تسألينني اياه في أول لقاء لنا منذ فترة طويلة جدًا، هو *هل قمت بما طلبته منك؟* يا لكِ من عديمة احساس كما عهدتك دائمًا، كيف سمح لكِ قلبك بإرسال رسالة فقط وليس القدوم لرؤيتي."

ابتسمت رايزي ابتسامة طفيفة قائلة:
" هممم، لقد كبرت حقًا يا برايدن"

انحنى برايدن ومسك يدها وقبلها.. ونظر نحوها بإبتسامة جذابة "وأنتِ ما زلت جميلة كما كنتِ دائمًا..يا معلمتي رايديونا ريدكوين... لقد جعلتِني أنتظر وقتًا طويلًا جدًا"
.







كومنت وفوت بليز..🖤🌸


رايزي أميرة الصقيع/The Princess Of Frost Raizyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن