^الفصل الثالث^
...................
فتحت جفنيها بثقل شديد وقد استفاقت لتوها من ذلك المُخدر الذي كان بجسمها .. نظرت حولها بتعب وهي تشاهد والدتها وخالها وزوجته حولها ولكنها لم تجده .. ابتسمت داخلها ساخره كيف يمكن ان تفكر به الان بعدما كان هو سبب وجودها هنا ...اقتربت منها والدتها سريعا وهي تنظر اليها بلهفه قبل ان تتحدث : حبيبة ماما .. عامله ايه دلوقتي يا اميره ؟؟
نظرت اليها اميره دون حديث وكأنها قد فقدت قدرتها علي الشرح والتوضيح .. اقترب خالها منها وهو يتحدث بضيق : دي عامله تعمليها يا بنتي في انسان عاقل مينتبهش وهو ماسك السكينه .
نظرت اليه بدهشه من جملته تلك وهي تستوعب الان انه قد اخبرهم انها كانت ساهيه وهي تتعامل مع السكين ولم يخبرهم انه سبب هذا .. يا لـ السخريه !!
تحدثت زوجه خالها بقلق عندما امتنعت الاخري عن الحديث : بت يا اميره انطقي .. انتي مبتتكلميش ليه ؟؟
كانت جملتها الاولي وهي تتحدث بجمود : ليه مسبتونيش اموت واخلص .
نظر اليها الجميع بصدمه مما تفوهت به .. فـ اخذ صوتها يتعالي : ليه جبتوني المستشفي .. انا خلاص كنت هموت واسيبكم وارتاح ليه انقذتوني ليه؟؟
اقتربت سحر منها وهي تمسك يدها وتتحدث بتوتر : اميره حبيبتي اهدي يا بنتي .
صرخت اميره بوجع : انا مش بنتك .. لو كنت بنتك مكنتيش بعتيني بالفلوس لـ رحيم مكنتيش سبتيه يبيع ويشتري فيا ويعذبني زي ما بيعمل .. مكنتيش عملتي فيا كل ده .
تحدثت سُهير بعدم فهم : رحيم يعذبك .. انتي بتقولي ايه يا بنتي ؟؟
بكت اميره وهي تتحدث : ايه مستغربه دي الحقيقه .. انا كنت عامله زي اللي وقعت في جحر الشيطان .. ابنك كل يوم بيضربني بيعاملني كأني خدامه .. وانا مكنتش سرحانه انا اللي طعنت نفسي عارفه ليه عشان اخلص من ابنك واخلص من امي واخلص من الدنيا دي كلها .. الدنيا اللي انتوا اتحكمتوا فيها بمزاجكم وعملتوني لعبه سواء ابنك او امي او حتي خالي كلكم استغلتوني .
اخذت تبكي بشده فـ اقترب منها ناصر وهو يتحدث بغضب : قوليلي عمل ايه الوسخ ده فيكي ؟
ضحكت رغد من بين دموعها وهي تتحدث : قول معملش فيا ايه يا خالو قول هو معملش فيا ايه .. يعني انت مثلا مش مستغرب ان المفروض انا بموت وهو مش موجود .. ده مش شاغل بالكم .
تراجع الجميع بصمت دون حديث مما جعلها تنظر اليها وهي تراقب تلك المعالم التي تغيرت بعدما ذكرت عدم وجوده وتحدثت باستفهام : فيه ايه ؟؟ انا قولت حاجه غلط !
لم يتحدث احد وبقت تلك النظرات المتبادله بينهم فقط دون حديث فصرخت بهم : فهموني فيه ايه ؟؟
بكت سُهير قبل ان تردف بحزن : رحيم مستحملش وقع من طوله .. وحاليا هو في العنايه يا اميره .