ورقة شجر🍃

بَـابُـهُ الْـعَّـالِ

16-

بابهُ العالِ!

أريدُ أن أرتدي حبك
لا قيد حبك ..

أريدُ أن أدخل في فضائك الشاسع
لا في قفصك الذهبي ..

لا أريدُ أن تحبني حتى الموت ..
أحبني حتى الحياة ..

لا أريدُ أن تحبني إلى الأبد..
أحبني الآن

'

هل فكرتَ يوماً .. إلى أين؟

المراكبُ تعرف إلى أين..

والأسماكُ تعرف إلى أين..

وأسراب السنونو تعرف إلى أين..

إلا نحن..

نحن نتخبط في الماء ولا نغرق..

ونلبس ثياب السفر ولا نسافر

ونكتب المكاتيب, ولا نرسلها..

ونحجز تذكرتين..

على كل الطائرات المسافرة..

ونبقى في المطار.

أنت ,وأنا, أجبن مسافرين

عرفهما العصر..

أوراق الخريف السالف باتت قليلة مبعثرة منثورة بطول الأزقة وشقوق الأرصفة، البرد ينسلي بين الجنابات ويصفق سرائرها كما تتغلغل الكآبة طيات البطائن والذمم, اغرورقت الأمطار كبد السماء ونهشت الغيوم صكها لتهيمن الرؤية الرمادية دُجى الليلة الخرساء ، انطفأت عواميد الإنارة وخمدت ضجة الشوارع إلى مضجعها.. كانت الليلة هادئة ولكنه هدوء تحبه .. نوتات السلام يعزفها صمت الليل وإيقاعات قطرات المطر تنوح بالشوارع والأحياء..

هل كان علينا أن نسقط من عُلو شاهق, ونرى دمنا على أيدينا لنُدرك أننا لسنا ملائكة كما كنا نظن؟

وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عوراتنا أمام الملأ كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟