9-
الطيور المهاجرة!
-الأول
وللأسف سأبقى محبوسة في صنديد العذاب كطائر حُبس في القفص ودُنِس تحت التراب
رثاءٌ لنفسي مابعده رثاء ومابعد الرثاء القنوط
يقول الأطفال حين تموت الطيور تدفنها الملائكة في السماء
'كُل ما في الدُنيا فانٍ ، ذلك واقع تلك الدنيا المُرة , عمرٌ من الرحيل .. الجميع راحلون ..
الصبر على الجروحِ لن يودي بِالطيبينَ إلا لحتفِهم ، لا فائدة ..
الصبر بلا فائدة , مزيد من الألم لا غير ..تنهدت فخرج بخار الماء خفيف عبر ثغرها الذابل, الأنفاس ضعيفة ومرتجفة
تسير بتأني , تغرز قدماها بشكل عميق والأرض مدفونة من تحتها بسبع طبقات من الثلج, لم يغمر الثلج الأرض فحسب بل أسطح المنازل وحتى أبوابها , الأشجار و الطرقات بأكملها ,إنه يأكل الشاشة حد أن ترك شمس الصباح بلا فائدة ولاحتى عواميد الإنارة لها دور يُذكر أو تُثنى عليه, حل فبراير وحش الثلج بردائه الأبيض لاأهلاً ولاسهلاًتتساقط ذرات الثلج بشكل ناعم وغزير , رفعت رأسها للسماء لينكشف وجهها الملائكي الناعم ,سطعت بشرتها البيضاء مسفرة عن شحوب وجهها البالي, تراجعت خصلات شعرها للخلف فاضحة ختم اللعنة على يمين عنقها وأما في المقابل قليلاً إلى أسفل اليسار تجلى خياطة جرح حديث مابين العنق والترقوة ,وبعرض وجهها الطفولي يتبين انبوب تنفس يخترق فتحتي أنفها ؛مع بروز تلك الضمادات أسفل غرتها اللطيفة والتي تشوه منظر وجهها الجميل
بسبابتها وإبهامها تقبض على طرف ثوبه يسير أمامها وتتبعه هي ملاحقة خطاه بهدوء وافٍ
ترتدي ملابس شتوية ثقيلة , أثقل من جميع المَّارين بجوارها , في الآونة الأخيرة إضافةً فوق أوجاعها ومشاكلها الصحية وبعيداً عن مشكلة الضماد الذي يلف عينيها إنخفض تمثيلها الغذائي وأداء جهازها المناعي فأصبحت معرضة لأنواع كثيرة من الأخطار
جميلة الهيوجا, أيقونة جمال قرى التحالف وأميرة البياكوجان, سيدة عشيرتها على الأرض وحتى على القمر.. تحول بها الحال وآل بها المآل إلى عمياء ,مريضة ,نحيلة وشاحبة كعباد شمس ذابلةتوقفت فورما توقفت خطاه عن المُضي قِدماً ,سحب يديه من جيبيه وأطبق يدها بين كفيه وبحركة سريعة حك كفيه حول خاصتها واهباً إياها قبس من حرارته ,ربت عليها أخيراً ثم رفعها إلى النصب الحجري الماثل أمامها
مررت أصابعها لتتحسس حروف إسمه المحفورة على ذلك النصب
"هــــيوجـــــا نيــــجي"
إتسعت إبتسامتها وأدارت وجهها إلى جانبها , اومأت رأسها بامتنان لتشكر رفيقها الذي هداها إلى الطريق,من الصعب الوصول بدون عينين بالتحديد لقبر أحدهم من وسط كل القبور المجاورة
تنهد بحزن صاحب العيون الذهبية وهو ينظر إليها وإلى حالها يتأمل تلك الإبتسامة اللطيفة , هل مازالت قادرة على التبسم بعد كل شيئ؟

أنت تقرأ
ورقة شجر🍃
Fanficماذا لو اخترعنا طريقة مغايرة في الحب، لِمَ لا نبدأ من الخاتمة، نفترق ثم نلتقي إلى الأبد..❤️