2

103 12 9
                                    



...


___________

تنفتحُ عيناي لتقابل بنظرةٍ ثابتة عيون التي تقابل عينَي غامضة ومخففة، لكنها زرقاء.

أزرق مثل البِرَك الممطرة في الشارع، مِما يثير الغبار والأوساخ التي تدور وتتدفق.

يمتدُ إنتباهي الآن إلى وجه الشخص بالكامِل، وجه المطر، وجهه المليء بقطرات الماء المتلألئة مثل العديد من النجومِ المتناثرة في السماء.

لاحظت الطريقة التي تتشبث بها القطرات الصغيرة برموشه وتتدحرج على وجههُ عندما يرمشها بعيدًا.

شعرهُ الأشقر البلاتيني مبلل ويلتصق بشكلاٍ فوضوي على جبهته، ورغمُ أننا لا نقولُ شيئًا، فأن الصمتُ بيننا ليسَ فارِغًا ومربكًا.

إنهُ مليئٌا بقرعِ قطرات المطر، الشعورِ البارد على بشرتنا.

"إعتقدتُ أنك لا تحب المطر"
الكلمات بالكاد أكثر من همس، لكنني سعيدًا لأنها على الأقل مفهومة لأنها تمرُ عبر شفتي.

يُمرر يده على شعره، ويزيدُ من العبث به، ثم يسقط يده على جانبة.
"أنا لا أحبهُ حقًا، لكن ماذا تفعل هنا ؟!"
يسأل عندما يقتربُ، جسدي يصبح جامدًا.

يعبس بسبب الأغراضِ الموجودة بيدي ثم ينظر إلى الأعلى ليلتقي بعينيَ، ويرفعُ حاجبيه نحوي. قلبي لا يسعه إلا أن يرفرف بسبب النظرة المحببه إليَ في عينيه.

"أغراضك غارقة بسبب المطر !."
يقول وهوَ يشير إليها، التسليه تتسلل إلى صوته الناعم، رغمُ أنه يبدو قلِقًا في الغالب.

أنَا أنظر ألى الأسفل لأدرك وعقلي وجسدي يتجمد، غير متأكد مما أفعله أو أقوله.

ربما هوَ يدرك ذاك، لأنهُ يقوم بإيمائةً صغيرة، يتصرف كما لو كان يلمسُ ذراعي، لكنهُ أختار فقط تحريكها هناك للحظة بدل ذلك.

يعيد يده إلى جنبه ويبتسم إبتسامة لطيفةً.
"أنَا متأكدًا من أن معظمها ستكون على ما يُرام ولم تبتل، فقط تأكَد من العودة الى المنزل."

يوجّه نظرهُ نحو السماء وتزداد إبتسامته إتساعًا قليلًا بينما يضحك على نفسهُ..

"كيف يُمكن للمرء أن يشتت إنتباهه بسبب شيئًا مُزعج مثل المطر؟"

فجأة كانت هُناكَ مظلة وردية فاتحةِ اللون فوق رأس جيمين، وأنَا أشاهدهُ بصمت وهو يدور ليواجه الفتاة التي تحملها هناك.
شفتاها مثبتتان بخط متشدد وتعبيرها قاتِم.

𝐋𝐎𝐒𝐓 | 𝐘𝐌حيث تعيش القصص. اكتشف الآن