4

51 6 0
                                    


...

_____________

"لا بأس!."
ترددَ صدى كلِماته اللطِيفة في رأسي وأنا أحدِق بِشدة عليه..
لا يزال مِثالي وعيناهُ تحجبهُما شعره الأشقر عليه القليلُ من اللون الفضّي، أنفه المنحدر يظهر بِرفق من ستارة شعره..
شفتيه مثبتتان على شكل خطّ رفيع.

وبينما أنا على وشك أن أهمِس بأسمه يهتز جسده بشِدّة مع شهيق يائِس، يقوّس شفتيه وهو يرتجِف، يضغط على أسنانه عند أول دمعة صامِتة تتدحرَج على خدّه المُضيء بضوء القمر.

"سيكون كُل شيئًا على ما يُرام."
همسَ مرةً أخرى، لا أعرف ما إذا كانَ يتحدث إلي أم إلى نفسه وأطلق تنهيدةً ثقيلة بعدها..

إقتربتُ مِنه بهدُوء
"جيمين"

يبتسِم بألم وأخيرًا رفعَ بصره إلى وجهي..
عيناه.. عيناه مُبهِرة
مُغلقَة تقريبًا وتمِد خطوط رفيعةً بالدموع، ماءها يستمِر بالنزول.

وعلى الرغمِ من كُل هذا، يبتسِم إلي !.
هوَ إضطر الإبتسام لي رُغم كُل الألم الذي يملأ عينيه !.

"أنا أسف.. أنا أسف"
هوُ ظل يرددها بشفتيه كالتعويذة تلقِي علي السحر لأقع بحبها.

"لِما تتأسف؟!."
همستُ وقد لاحظتُ أن صوتِي يرتجِف لأنني لا أستطيعُ التحمّل أراه ينهار هكذا وأنا لا أفهم لِما.. لا أعرِف ما يجِب علي فِعلة !.

"أنا مُتعبًا للغاية"
يهمِس بصعوبة ويرخي كتفيه

أمِد يدي وأضع أصابعي على كتفيه.. لا أعلم ماذا أفعل !.
قمتُ بسحبِ ذِقنه لأسنده على كتفي وأصابعه تمسك بخاصرتي.

نحنُ نقف هُناك منذ فترةً طويلة، لا نتنفس، لا نتحدث.. فقط ساكنين.
تذكرتَ مقته للمس وأفكر في إفلاته وإبعاده عني، لكن مثل أي شخص عندما تُصاب نقطة ضعفه.. سيضعف أمام العالم
أصابعه تقبض على قميصي بقوّة، يغمر نفسه في كتفي ويبكي.

نحن نقف هكذا لمدة، لا أحد يعرف إلى متى..

حتى هدأ بُكاءه وأصبحَ تنفسه مُنتظِم، حتى إرتخت أصابعه بِبطء ولم تعد تتشبث بي بحق الحياة !.

لم أكُن لأمسك بأي شخصٌ آخر، أو لأحتضِن شخصًا آخر، لكن جيمين.. شخصًا مُميّز.

قد تجعلُني لمستهُ ونظرته أرتعِش بِخفة، ليسَ كما يحدثُ في العادة،
إنهُ شعور عصبيًا جيد، وليسَ الأرتِعاش من التوتر التي تأتي من التفاعُل الإجتِماعي مع الآخرين.

"من الصعب جِدًا أن تكونَ قويًا."
يهمِسُ بأذني وتنفجِر أفكاري في مُخيلتي..
يبتعِد بِبطء، لذلك أرخِي قبضتي مع كل حركةً من حركاتهُ البطيئة.

يتحرك حتى تلتقي أعيُننا ولا يفصل بينَ أنوفنا سِوى بضع بُوصات..
أشعُر بأنفاسهُ الناعِمة على وجهِي..

لا أستطيعُ التنفُس وهوَ يُحدِق بي بهذا القُربِ!!.

يبقى فقط الصمتُ بيننا، قريبًا جِدًا لِفعلها..
ولكن عندما إقترب الأمرُ أكثر لِفعلها، تنهدَ فقط وتراجع لأفلته تمامًا كما فعل الشيء نفسه لي.

"هل ستكونُ بِخير؟!."
سألتهُ بِهدُوء وهوَ يخفِضُ بصره على حِذائه.

أومأ بِرأسِه ولونٍ أحمر جميل يزحفُ على عِظام خدّه الرخوة.

"أشعُر بِتحسُن الآن، شكرًا لكَ.. يونقي."
تمتمَ بصوتًا أجش بينما أومِأ برأسي بِمعنى لا بأس سأعطيك ما تُريد إن طلبت.

"يجب أن نعودُ إلى المنزل."
يقولُ ونحن نسيرُ بِبطء إلى مخرج الحديقة..

لم يمضِ وقت طويل حتى وصِلنا إلى البوابة وتوقفنا لنتبادل بضع كلِمات.

"سيكونُ الأمر على ما يُرام، حسنًا؟."
يهمسُ لي بصوته الناعِم وأومأتُ برأسي مُبتسِمًا بِهدوء على الكلِمات التي بدت وكأنها تُحطِمه.

طرق وقت الفُراق وكلٌا منا يسيرُ في إتجاهه الخاص.

يبدو أن الوقتُ اللي قضيتهُ مع جيمين يلحقُ بي ليصل لدِماغي فأتذكر كل التفاصيل.

لقد أنهار ذاك الفتى الذي يسيرُ دربه الى بيته الآن أمامُ عينيَ قبل بِضع دقائق وأظهرَ نِقاط ضعفه أمام غريبٌ مثلي!.

لقد أشعرتهُ بالراحة وهذا ما يسعدني حقًا!!.

حتى جيمين لديهُ عيوب، كنتُ خائفًا بأن عيوبهُ ستُغير نظرتي لهُ،
لكنني أحببت عيوبه معه!.
فقد أصبحت خداي حمراء على الرُغم من أنهُ رجلًا وليس ضد جنسي..

لقد مرّ الكثير منذ أن كنتُ في علاقةً حقيقية، وكانَ آخِرها فتاةً لطيفة وطفولية، كانت السبب في إداركي أنني مثلي الجنس.

كانت مُستاءةً حقًا، لكن كِلانا كان يعلمُ أنهُ الأفضل لنا ترك بعض وأن كلٌا منا سيجد علاقةً أفضل من هذهِ.

أظنني بتّ أعرف ما المعنى من هذا.. ف جيمين حقًا جعل قلبي ينبض.

فقط صدره المُسطح ضدِي، وشفتاه المُمتلئتان بشكلٍ يُذهل،
وشخصيتهُ الرقيقة.. خدّي فجأة زادت حرارته وصعد الدم عليه ليتجمد هُناك فقط لِتخيُل صفات جمالهُ بِمُخيلتي.
بارك جيمين بالفعِل في علاقة.

وعلى الرغمِ من أنهُ كان قريبًا مني قبل بضعِ دقائق،
إلا أنهُ أصبح بعيدًا عني الآن..
لا بأس يونقي.

...








__________
ʙᴇ ғɪɴᴇ.

𝐋𝐎𝐒𝐓 | 𝐘𝐌حيث تعيش القصص. اكتشف الآن