5

54 6 3
                                    

...

________________

لقد وصِلتُ إلى المنزل ووضعتُ حقيبةُ الكاميرا الخاصة بي بِحذر قبلَ أن أعود إلى غُرفة نومي.

كُل شيء سلِس وهادئ للغاية، كمَا لو أن موجةً من السلامِ إجتاحت عالمي، والآن يُمكنني الأسترخاءُ حقًا!.

خلعتُ حِذائي وجوارِبي ومِعطفي وقميصي وسروالي قبل أن أتذكرَ إنني أعطيتُ جيمين السترة التي إرتديتها فوقَ مِعطفي.

أبتسِم قليلًا وأتخيل أن لا يزالَ لديهُ قطعةً صغيرة مني لأشقُ طريقي إلى الحمام لأستحِم.

..

لا زلتُ مُستيقظًا بعد أن إستحممتُ وأرتديتُ ملابِسًا مريحة..
تطِلُ الشمس على الأفق بينما أستقرُ على الطاوِلة وأتناول طعامي بِشوكةً في إحدى يدي، مُستخدِمًا الأخرى لأخذ الكاميرا وتشغيلها.

أتأملُ صورة جيمين عبر شاشة كاميرتي بيدي، إنها حقًا خرجت بِشكلًا جيد، أركز تمامًا عليه وعلى ملامِحه فيها، كانت مِثالية على الرُغمِ من الإضاءة السيئة، الشوكة في فمي وأنا أحدّق في مظهرِه..

وجهه المُبتسِم يظهرُ على الشاشة، لكن عقلي لا يُفكر سوى الدموع التي تُلطخ وجهه عندما كبرت الشاشة عليه.

لقد كانَ مُفاجِئًا وغير مُتوقَع للغاية، ولا يبدو أبدًا أنني كنت أخطط بما تسببته.

"لا تنزعِج أو تخافَ.. ليسَ منّي."
أتذكر ما قاله لي وصوته يملأ أفكاري

"ليسَ مني!."
هل كانَ يعتقِد أنه هوَ الذي جعلني خائفًا أو مُنزعِجًا؟!
هل كانَ إنزعاجي هو الذي جعلهُ مُنهارًا؟!.
هل أنا من تسببتُ في جعلهُ يبكي؟!.

الأفكار تحوم برأسي مرة أخرى، وشعرتُ بضيق في صدري لشعوري بالذنب.
يُمكنني أن أساعِده ولكن أشعر بأنهُ كان خطأي..

"جيمين كانَ يبكي عندما وصلتُ إلى هُناك."
أهمسُ بهدوء مُحاولًا إراحة نفسي بتفسيرات عقلي المنطقية.

"لقد كانَ على حافة الهاوية، سيؤلم أي شخص يهتم لأمره أن رآه بتلك الحالة"
أقولها بهدوء وببطء بينما أقِف وأضع صحنُ طعامي والشوكة في غسالة الصحون، إنتظر ولكن..

"شخصًا ما يهتمُ لأمره!."
أدركتُ الفِكرة التي خطرت في ذِهني وعبست

هل جيمين يهتمُ لأمري؟
هل هوَ كذلك؟!
لكن كيفَ يُمكنهُ ذلك؟؟!.
الشكُ مؤلِم ولكني أتجاهله بسهوله أكثر من المُعتاد.

𝐋𝐎𝐒𝐓 | 𝐘𝐌حيث تعيش القصص. اكتشف الآن