ماذا اكون بالنسبة إليكِ؟

830 31 5
                                    

حرق مانجا هجوم العمالقة الفصل 123
.
.
.
.
.
.

كلاهما يقفان ينظران إلى مخيمات اللاجئين، ينظران إلى الذين قد فقدوا سلامهم ومنازلهم، وحياتهم التي تغيرت بسبب الحرب، كما حدث معه و"ميكاسا" و"ارمين" ،

يمعن النظر في تلك المخيمات التي تحمي لاجئيها، ليتذكر حماية "ميكاسا" له الدائمة، تحميه في كل وقت وكل زمان، لم تتركه قط، بجانبه يجدها، هي عونه وسنده. لكن لمَ تفعل ذلك؟ لمَ كل هذا الاهتمام الذي تحاوطه به؟

قطع هو الصمت المخيم عليهما:

-"ميكاسا" لماذا تشغلي نفسك بي كثيرًا؟

لتنظر له بعينين واسعتين وهي لا تصدق سؤاله، وتتهدج أنفاسها، وتتلعثم نظراتها، ليكمل هو وخلف سؤاله يكمن الكثير:

-هل لأنني انقذتكِ وانتِ طفلة؟ ام لأنني عائلتك؟

وهي لا تعرف بماذا تجيب! ماذا تخبره! تنظر اليه بتيهٍ، عيناها تجوب المكان من حولها، والعرق يكاد يتصبب منها، هل تجيبه؟
لتصدر رغمًا عنها همهمة ارتباك:

-هااااه!

يكمل تساؤله، وفي عينيه رجاء لإجابة صادقة منها، لإجابة تريحه، لإجابة تمنعه مما هو قد يُقدِم عليه، لو تطببين الجرح بجوابك، لو تطهري الفؤاد من ذنبه، فقد تكون كلمة فاصلة:

-من انا.. بالنسبة لك؟

لتصدر منها همهمة ارتباك أخرى:
-هاااه!

هل كنتُ اول طفل تعرفينه! ثم أصبحتُ لكِ اخًا امينًا! هل كنتُ ذلك الطفل الذي قدم لكِ يد العون في الماضي! هل كنتُ لكِ رفيقًا ام انتِ كنتِ المرافقة! هل كنتُ عونًا ام اصبحتُ عبئًا!

انت كل شيء يا "ايرين"،

انت من ملك قلبي، انت كل ما أملك في هذه الحياة، فأنت المأوى والملجأ، انت المنقذ والملهم، صديقي، اخي، وابني انت، بل ورفيق الطفولة الذي اطمح، انت الحبيب يا "ايرين"،

انت كل ما سبق وأكثر،

تتلعثم قبل أن تخرج الحروف متقطعة من شفتيها لتشمل تلك الكلمة ما بداخلها، لتضم حروفها السابقة، لتضم كل معاني الحب:

-انتَ.. أنتَ… عائلـ…
ليقطع تكملة جملتها، احد الباعة اللاجئين وهو يعرض عليهما - بلغة غريبة فهماها- ان يذهبا إلى الخيمة معه ليشربا مشروبًا.
فيهمس هو بنبرة حانقة خائبة:

-توقيت مثالي

لكنه فهم تكملة كلمتها، هل العائلة فحسب "ميكاسا"! ، فلم يفهم الباطن، بل اهتم بالقشرة التي لا تظهر خبايا الكلمة، لم ينظر للعمق، فقد كان يأمل لو حتى كلمه تريح قلبه،

او حتى كلمة يبتسم لها قلبه!..

وهي تتساءل في قرارة نفسها ان كان ما فعلته صحيحًا، وإن كان جوابها قد فهمه ام لا!!

ثم يسمعا صوت رفاقهما يطلبون منهما المجيء سريعًا مع توبيخهم الحانق لـ "ايرين" بأنه ماذا يفعل هنا هكذا! ، ثم يلجوا جميعًا إلى إحدى المخيمات

يبدأون بشرب الخمر سويًا وقد احمرت وجوههم جميعًا سواه، فقد بدأ الخمر مفعوله معهم، لكنه هو كان ثابتًا ينظرون اليه بإندهاش! لتتفرق الجلسة الدائرية وتعم الضجة ويتخذ هو مكانًا بعيدًا عنهم، بينما تجمعوا مرة أخرى ولكن بعشوائية.

فقد كان هناك يجلس في الركن وحده، ينظر إليهم وهم يتضاحكون وقد تملكت الخمر على عقولهم وشبح ابتسامة على شفتيه،

ينظر إليها وهي تتضاحك مع "ارمين" ونظرة حانية من عينيه الخضراء تخصها،

يتمنى بكل جوارحه ان تظل دائمًا هكذا، سعيدة وفرحة، على الرغم من عمره الذي تبقى به أربعة أعوام فقط!

تختفي ابتسامته وهو يفكر مليًا، أربعة أعوام حقًا!! ألن اراكِ بعدها "ميكاسا"!! ألن أرى ابتسامتكِ التي أتمناها! 

غصة تتملك من قلبه، ويعتصر عينيه المًا، متمنيًا لها ما يجعلها دائما مبتسمة..

وبعد انتهاء حفل الخمر هذا، يرتمون جميعًا منهكين على الفراش الأرضي، وقد غطوا في نوم عميق، ويستلقى هو وقد وضع ساقه على عنق "چان" يكاد يخنقه،

وتستلقى "ميكاسا" وقد التصقت رأسها بجانب رأس "ايرين"،

ليتملكهما شعور من الدفء والأمان.

Attack On Titan one Shots || By: Veronica Micheal حيث تعيش القصص. اكتشف الآن