الفصل الثاني

125 13 9
                                    

مع اختفاء اخر سبب لك للعيش في هذه الحياة....يرسل الله لك طرف خيط جديد لتكمل به ماخلقت لاجله.

محمود بكري

.....................

أنارت الشمس الدنيا بخيوطها الذهبية المشعة لتبعث في نفوس الناس الأمل ولتكون بداية ليوم جديد...وحياة جديدة.

استيقظ من نومه على صوت طرقات على الباب ليفتح عيناه ببطء يحاول استيعاب ما يحدث من حوله فيكتشف انه في غرفته التي تقبع في فيلته في مصر ، عادت تلك الطرقات لتنبهه وتوقظه من شروده ..حسنا...يبدو ان أخته الصغرى من الأم صاحبة ال16 ربيعا قد علمت بوجوده وعادت من إقامتها عند عمتها ، حاول النهوض من السرير لكن يبدو ان ارهاق السفر لازال مسيطر عليه ليُفتح باب غرفته فجأة تطل منه تلك المشاكسة بطلتها المبهجة لقلبه تركض اليه صائحة :
_شاااااهين اصحى يا عم بقى كل ده نوم.

تثائب بكسل وهو ينظر اليها بعسليتيه الناعسة لترفع هي احدى حاجبيها بتذمر طفولي فصدح صوت ضحكاته الرجولية وهو يقفز من على السرير يريد الامساك بها لتنتفض هي بفزع راكضة الى خارج الغرفة لكن فات الاوان وقد أمسكها ليسحبها الى احضانه مدغدغا اياها بمرح فتلك الاخت هي ما تبقى له من عائلته فبعد موت والده بسنوات تزوجت والدته من احدى زملائها في العمل والذي قد طلب يدها من شاهين وقد وافق الاخير برحابة معلنا عن حق والدته في الزواج لتنجب له تلك الاخت قبل ان ترحل عن تلك الدنيا منذ 6 سنوات ،صدحت ضحكاتها الطفولية وهي تترجاه ان يتوقف فاحتضنها بحب وهم يلتقطون انفاسهم قائلا بحب : _وحشتيني اوي يا للياني.

ابتعدت عنه تبتسم له بحنان قائلة :
_وانت وحشتني اكتر ومصر وحشة أوي من غيرك.

_خلاص يا قطة قاعدلك مش هرجع امريكا.

قال كلماته الأخيرة بعبث لتصرخ هي بفرح  محاوطة عنقه :
_اخيرااااااا.

فتعلو تلك الابتسامة الجذابة ثغره ،وعندما ابتعدت عنه اخذت تدفعه الى الحمام قائلة بسعادة :
_طب خد شاور وغير هدومك بسرعة عشان انا عاملالك احلى فطار في الدنيا وحظك ان معنديش مدرسة النهاردة.

انصاع هو لاوامرها ليبدأ روتينه اليومي استعدادا للمرح مع اخته .

                          ****

انتهت ندى من توزيع الطلبات على رواد المكان وهي تمشي بينهم بكل رشاقة وحيوية تنشر البهجة بابتسامتها الجميلة ، ثم توجهت الى جويرية التي تمسح طاولة العمل ببطء قليلا اثناء تحسسها للمكان وبعد دقائق دخل سيف ومعه شاهين الذي اتى برفقة الصغيرة لليان فتستقبلهم ندى بابتسامتها التي خطفت لب زوجها المتيم قائلة :
_نورتونا يا جماعة.

اقترب منها سيف يحاوط كتفها هاتفا بفخر : اعرفكو ،خطيبتي ندى ، ندى ده يبقى صاحبي شاهين اللي حكتلك عنو ودي اختو الانسة لليان.

نوفيلا أراك بقلبي ،بقلمي (سارا محمد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن