الفصل الرابع..

91 11 2
                                    

ذراعاك ارجوحة نسيان....وداخل عينيك دروب اركض فيها الى الطفولة وبحيرات كالمرايا امشي فوق مياهها ولا ابتل...

غادة سمان...

.........

بعد مرور أسبوع..

نائمة في سريرها تنتظر يوم غد بفارغ الصبر فرغم فشل عمليتها إلا ان ماحدث في نفس ذلك اليوم قد انساها تلك العتمة التي يظهر انها ستلازمها كثيرا بعد عندما علمت بتلك المفاجأة التي حدثها عنها والدها...

فلاش باك..

كان محمد واقفا امام سرير ابنته يتأملها بحزن بعد ان اطمئن على زوجته التي اغمى عليها من كثرة البكاء وقد ترك ندى برفقتها ، قطع تأمله دخول شاهين بعد ان طرق الباب وسمح له محمد بالدخول ليتقدم واقفا امامه والحزن يكسو ملامحه فأخذ يربت على كتف محمد بقوة خفيفة مواسياً له فالتفت له الاخير متحمحماً ثم قال بهدوء يشوبه الحزن :
_أنا عارف إن كان عندك ان العملية تنجح زي ما احنا كان عندنا الامل ده ، وانت على الاساس ده اتقدمت لجويرية وطلبت ايدها مني وانا وعدتك ان بعد العملية هكلمها في الموضوع واشوف رأيها ، بس الي حصل ان العملية منجحتش وانا مش مستعد اشوف ملامح الكسرة على وش بنتي الوحيدة ،عشان كدا يبني...لو انت غيرت رأيك انا بعفيك وده حق....

_عمي ارجووووك متكملش.

صاح شاهين مقاطعاً ليكمل بعدها :
_انا مش حقير للدرجة دي يا عمي واكيد مش عشان سبب زي ده انا هسحب كلمتي ، انا شفت في الانسة جويرية البنت الي عاوز اكمل حياتي معاها وميهمنيش مهما كانت عيوبها ده شيء مش بإيدها .

صمت محمد قليلا ليهتف بعدها بحيرة :
_بصراحة يبني مش عارف اقولك ايه ، انا يهمني سعادة بنتي اكتر من اي حاجة عشان كدا خايف عليها وانا مش بقولك كدا علشان هي فيها عيوب وللا حاجة لا ابدا بالعكس بنتي انا عارف تربيتها واللي فيها مش حاجة تسببلها اي احراج دي ارادة ربنا ، انا بقول الكلام ده عشان ميجيش يوم وتيجي تقولي انا زهقت واشوفها مكسورة .

_انا لا يمكن اعمل كدا عشان انا مؤمن وعارف ان ده قضاء وقدر ولو مكنتش مقتنع بكلمتي مكنتش قلتها ، وانا اصلا كنت عارف حتى قبل ما اقولك ان العملية 40 % يمكن متنجحش ،عمي.... انا برجع بجدد طلبي وبقولها لحضرتك اهو انا عاوز اتجوز بنت حضرتك على سنة الله ورسوله ولو عليا اروح حالا اجيب المأذون اكتب عليها .

القى كلماته باندفاع وهو مقتنع تماما بكل كلمة قد نطق لسان حاله بها ...يحبها نعم وعقله لا يأبى الاعتراف بل جثى مستسلما امام رغبة فؤاده ، ابتسم محمد برضى وقد علم الآن مدى شهامة ذلك الشاهين .
وما لا يعلمه هم الاثنان ان تلك الراقدة على السرير قد فتحت عيناها لتقابلها ذات الظلمة....لكن النور الذي قد شق تلك العتمة لم يكن سوى حديثه الذي جعل فؤادها يدوي فرحا لا تعلم سببه..

نوفيلا أراك بقلبي ،بقلمي (سارا محمد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن