الفصل الاول..

179 13 12
                                    

تلك القلوب التي تتعمد الهروب دائما من اي جديد ماهي الا قلوب هشة اخترقتها اعيرة الماضي

محمود بكري..

................

ما هذه الأصوات التي تصدح من حولها...وما تلك الرائحة الغريبة التي تتسلل الى انفها....
مهلا....اهذا صوت والدها؟؟ لكن من هو ذلك الرجل الذي يتحدث معه...

لماذا الظلام يحاوط المكان هكذا بالرغم من انها فتحت عيناها ، اعادة اغماض عيناها ثم عاودت فتحها لكن للاسف نفس النتيجة ، يا الهي رأسها يكاد ينفجر فهي لا تتذكر شيء سوى انها كانت عائدة مع والدها من مخبز الحلوة الخاص بهم وهم يضحكون بسعادة ولكن عندما رأت شابا على الجانب الاخر من الشارع وهو يقوم ببيع البلالين لم تستطيع تمالك نفسها لتركض كالاطفال اليه وهي تقطع الشارع وهنا لم تشعر سوى بسيارة مسرعة تصدمها لتقع من فورها وقد كان اخر شيء تعيه هو صراخ والدها المذعور...
وهنا قد وقعت الصدمة الكبرى عليها عندما سمعت صوت ذلك الغريب يقول بأسف محدثاً والدها :
_للأسف يا فندم الآنسة فقدت بصرها بسبب الحادثة ، للاسف الضربة جت قوية جدا والقزحية تضررت بشدة .

                          *****

بعد مرور سنتين....

اشرقت شمس يوم جديد لتنير حياتها التي ملأتها الظلمة ، لكن مؤمنة بقضاء الله وراضية بما كتبه لها .

فتحت عيناها لتقابلها ذات الظلمة التي تقابلها كل يوم لتنهض من فراشها تتوجه الى المرحاض وقد حفظت تفاصيل المنزل لدرجة انها تستطيع التجول بكل حرية ، بعد ان مرت ساعة تقريبا كانت تخرج من غرفتها متوجهة الى شرفة المنزل ببطء تتحسس الطريق امامها بعد ان ارتدت ملابسها المحتشمة للخروج ثم القت تحية الصباح على والداها بهدوء لتستقبلعا والدتها حاضنتاً اياها وهي تقول بحب :
_صباحك ورد يا حبيبتي

احتضنتها جويرية قائلا بابتسامتها الهادئة :
_صباحك عسل يا ماما

ثم اقتربت من والدها تحاوط كتفاه ليمسك هو كفاها قائلا بمرح :
_ايه الجمال ده كلو يا جوجو

_نازلة الشغل يا حبيبي

_ربنا ينورلك طريقك يا بنتي

القى والدها كلماته الاخيرة بحنانه المعتاد ليرن هاتف جويرية فتلتقطه من جيبها لينظر له محمد (والدها) فيخبرها انها صديقتها ندى لتعلم هي ان الاخيرة قد وصلت بسيارتها الى اسفل المنزل وتطلب منها الهبوط فودعت جويرية رحمة (والدتها) وساعدها محمد على النزول ثم قام بتوصيلها الى السيارة ملقياً التحية على ندى لتنطلق الاخيرة متجهة الى متجر الحلوى الذي تعمل به وخلال دقائق كانوا قد دخلوا الى ذلك المتجر الكبير نوعا ما يتصدره مكان العمل وفي وسطه بعض الطاولات التي يجلس عليها الرواد لتبدأ جويرية بمسح الطاولات ببطء وهي تتحسس خطواتها فذلك المتجر قد شهد طفولتها اثناء عمل والدها به قبلا وهي تحفظ تفاصيله عن ظهر قلب اما ندى فبدأت بصنع تلك الكعكات اللذيذة التي لا يستطيع احد سواها صنعها ، وفي خلال لحظات كان الزبائن قد بدأوا بالولوج.

نوفيلا أراك بقلبي ،بقلمي (سارا محمد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن