الخاتمة

84 7 4
                                    

نعم سنحيا...مادام الحلم في قلوب الشعوب مقيما..

..............

_وحشتيني اوي.

اسند شاهين ظهره الى حافة السرير وهو يحتضن الوسادة بين ذراعيه هامساً لجويرية عبر الهاتف بنبرة مثقلة بالعاطفة بتلك الكلمات فتضرجت وجنتاها خجلاً وأغمضت عيناها مبتسمة لتجيبه بهمس أشد من همسه لكن نبرتها تحمل من المشاكسة قليلاً :
_شاهيين اتلم.

_اتلم مين يا حبيبتي انا مش عارف هصبر ازاي لحد ما يجي بكرا .

القى كلماته بتذمر واضح فضحكت هي بخفوت ثم قامت بنزع تلك العصابة السوداء التي على عينها اليسرى والتي تشبه تلك التي يرتدينها القراصنه واضعة اياها على الطاولة التي امام سريرها، ثم قالت ببعض الدلال :
_طاااب ما انت استنيت شهرين اهو...اشمعنا يعني الليلة دي.

زفر ببطء وهو لا يعلم حقاً كيف تحمل طوال الشهران الماضيان فبعد انتهاء العملية بايام قاموا بتحديد موعد الزفاف بإن يكون بعد شهرين من يومهم...والله وحده يعلم ماعاناه في بعدها عنه ، نزع هو الآخر عصابة عينه اليسرى المشابهة لخاصة جويرية فقد اشتروها معاً ودائماً ما يرتدوها معاً أيضاً ..ثم قال بتنهيدة :
_والله محدش يعلم اللي عانيته الا ربنا...انتي بجد وحشتيني اوي يا جوريتي.

ابتسمت هذه المرة بحنان وشوق يماثل شوقه وربما اكثر ثم أردفت :
_وانت والله وحشتني اوي ...ومستنيا بكرا بفااارغ الصبر.

_طب يلا خشي نامي بقا علشان تصحي بكرا مصحصحة كدا.

عادت ضحكاتها تعزف اجمل السيمفونيات على اوتار قلبه وهي تتمنى له ليلة سعيدة فأغمض عيناه يحاول تهدئة ثوران قلبه وبادلها التمنى ثم اغلقوا سوياً ، استلقت هي واسلقى هو وكلٌ في أحلامه غرق.

                         *****

لقد بلغ التوتر عنده أقصاه اثناء وقوفه منتظراً إياها في آخر الممر الموجود في صالة الزفاف وبجانبه سيف يحاول تهدئته ضاحكاً فهم أن يتكلم بغضب لكنه تلاشى عندما فُتِح باب الصالة فجأة ودخلت منه كالملاك تتأبط ذراع والدها المبتسم فاتسعت عيناه وعلى ثغره ظهرت ابتسامة بلهاء لا يكاد يصدق أنها بكل هذا الجمال وكل تلك البراءة ، كانت تتهادى بفستانها الأبيض الرقيق ويزين وجهها ذلك الحجاب الذي تنساب منه طرحتها اللامعة وبالطبع عصابة عيناها التي لم ينساها هو ايضاً ، وصلت هي ووالداها واصبحوا واقفين امامه مباشرتاً فوضع محمد يد جويرية في يد شاهين وقد امتلئت مقلتاه في الدموع ممسكاً بكفيهم معاً ، ثم قال بابتسامة حنونة وصوت مثقل بالبكاء :
_بنتي امانة فرقبتك يا شاهين ، جويرية بنتي الوحيدة وعهد عليا لو زعلتها فيوم مش هسامحك.

حاولت جويرية السيطرة على دموعها وقد احتضنته بشدة فبادلها ذلك لتتقدم منهم رحمة التي قد مسحت دموعها للتو تشاركهم ذلك العناق ، امسك شاهين بيدها بعد ان ابتعدت عن والدها ثم قبل باطنها بعشق سيطر على فؤاده وكيانه امام الجميع، ثم قال بصوت عالي نسبياً :
_عهد عليا انا يا عمي ان جويرية هتعيش ملكة معايا وعمري ما هزعلها ، وربنا شاهد اني هتقي الله فيها .

ابتسم محمد بفخر وقد اطمئن قلبه على ابنته التي سلمها لرجل يُفخر به وبدينه واخلاقه ، اتجه شاهين ومعه جويرية تتأبطه الى مكان جلوسهم وقد بدأت مراسم الزفاف الذي طالت مدته لأول ساعات الصباح ...لكن للعجب..بدون وجود العروسين فما إن مضت ساعة على وجودهم حتى نهض شاهين فجأة وباغت جويرية بحملها على ظهره كالشوال راكضاً بها الى خارج الصالة تحت ضحكات الجميع المتجلجبة في المكان على هذا العاشق المجنون ، اما في الخارج فقام شاهين بوضع جويرية في السيارة عنوة وهي لم تستطيع ااسيطرة على ضحكاتها فركب بجانبها ثم التفت اليها قائلاً بغمزة شقية :
_جاهز ياجميل.

بادلته الغمزة بشقاوة اكثر وهي تتدلل قائلة :
_ولدت جاهزة.

لتنطلق السيارة بعدها الى وجهتها وهنا......تكون البداية.

تمت بحمد الله.

ً

ً

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 28, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوفيلا أراك بقلبي ،بقلمي (سارا محمد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن