الفصل الاول

2.2K 78 30
                                    

... الفصل الأول ....

فـي منزل جميل، وراقي يدُل على الفخامة، والرفاهية، فهو مَنزل المُحمدي.

يهبط آدم الدرج بكُلِّ هدوءٍ، ووقار، بجانبه زوجته الجميلة، الّتِي مازالت تعشقه على الرغمِ مِنْ كُلِّ هذه السنوات.

أردفت آدم بهدوءٍ للموجودين أمامه؛ فجميع العائلة تقبع في القصرِ ذاتِه : صباح الخير.

أردف الجميع في آنٍ واحد : صباح النور.

تحدثت حبيبة باستفسار لـكوكي عن ابنتها الغائبة : فين حلا؟

_ أنا أهو يا ست الكُل.

أردفت بها تِلكَ الجميلة، الرائعة مِنْ خلفٍ والدتها، أمسكت يد والدتها مُلثِّمة إيَّاها بحنوٍ شديد، وفعلت المِثل مع والدها.

وبعد وقتٍ قليل، تحدث آدم لــ آدم محمد قائلًا : هتوصل حلا النهاردة يا آدم.

آدم محمد بهدوء، وهو يحتسى قهوته : أكيد يا عمي.

آدم برزانة : تمام، وأنتَ يا يزيد، إبقى هات ريم تدرب معاك النهاردة.

يزيد بهدوءٍ شديد : حاضر.

وبعد انتهاء الفطور، غادر كُلُّ من آدم محمد، ويزيد، والفتيات أيضًا.

___________

في سيارة آدم.

تحدثت حلا بهدوء : آدم

آدم بهدوءٍ شديد، وهو يعلم عن ماذا ستتحدث: خير يا حلا في حاجة؟

حلا، وهي تُحاول أن تهدئ مِن نبرةٍ صوتها : إنتَ فعلًا شغَّلت سكرتيرة جديدة عندك؟

آدم بثقة : آه، ليه في حاجة؟

حلا بحنق شديد : على فكرة أنا قلت ليك مهما حصل بينا متكلمنيش بالطريقة دي!

آدم بغضبٍ شديد : أتكلم زي مـا أنا عاوز، وشكلك اتجننتِي إنتِي بتعلي صوتِك عليا؟! نسيتِي نفسك يا هانم؟

حلا، وقد أغرقت الدموع وجهها : أنا.. أنا يا آدم نسيت نفسي، أ.. أنا اتأسفت ليك وقلت مش هخرج مع صحابي تاني، لكن إنتِ مِش عاوز تسامحني.

آدم ببرودٍ شديد، فعلى الرغمِ مِن حزنه بسبب بُكائها ألا أنه أراد أن يظل بارد كما هو : ممكن تبطلي عياط، المرة الجاية أقسم بالله لأكسر رقبتك لو خرجتي مِن غير إذني.

حلا وهي تمسح دموعها : حاضر.
________________
بقلم حبيبة محمد.

في الشركة عند يزيد، يجلس بمكتبهِ، فركع الباب بهدوء، أمر للراكع بالدخول، فدخلت المُساعدة مُردفةً بنبرة ماكرة :

_ مستر يزيد، مستر آدم لسه واصِل، وطلب حضرتك.

يزيد بوقار : طيب روحي إنتِ.

المساعدة (منى) بضيق : حاضر يا فندم.

عقب خروج المساعدة، خروج يزيد مِن مكتبهِ، وسار صوب مكتب آدم، دخل المكتب بثقته المُعتادة، أردف آدم بهدوء بعد جلس يزيد أمامه :

_ عملت إيه في الصفقة؟

يزيد بثقة : عيب عليك، أكيد هنكسبها كُل حاجة جاهزة.

آدم بهدوء : طيب تمام، وريم مين اللي هيدربها؟

يزيد بلامُبالاة : إسلام.

آدم بغضب شديد : أنتَ مـجنون؟! إسلام! إنـــتَ مــش عارف إنــه بتاع بــنات، آمِنت إنك تخليه يدربها أنتَ بتهــزر؟!

يزيد بضيق : يووه خلاص، هخلي منى تدربها.

آدم وهو يهدأ : يكون أحسن.

يزيد وهو يقف، ويُغلق زِر حِلته السوداء : تمام أنا هروح أكمل شُعلي.

آدم وهو ينظر في الورقِ أمامه :  تمام.

__________________
في منتصف الليل كان الجميع مجتمعون؛ لإن غدًا أجازة، والكل يجتمعون سويًّا ليلًا.

أردف أدهم وهو يغمِز بعيناه لحنين : هو اللي بيكبر بيحلو كِده؟

حنين بخجل : بطل بقى يا أدهم الله.

أدهم ببراءة : هو أنا اتكلمت دلوقتي؟

محمد بسخرية : متتهد بقى يابني بنتك بقت طولك.

أدهم بثقة : حبيبة أبوها دي، وبعدين أنا مهما هكبر هفضل صغير، مش كده يا جماعة؟

السيدات في صوتٍ واحد : حصل.

آدم الكَبير وهو على وشك الغضب : نعم بتقولي إيه يا روحي؟

حبيبة بسرعة : ها لا بقول مفيش زي آدم حبيبي أبدًا.

ابتسم آدم بحب، فأردفت حلا بثقة : طبعًا يا مامي بابا مفيش منه اتنين.

ريم بضحك : لا مفيش زي أدهومي بقى.

حبيبة وحنين في آنٍ واحد :  بنات.

ريم وحلا بتعجُّل : خلاص يا رياسة سكتنا.

حلا وهي تُحدِّث والدها : بابي كنت عاوزة أقولك حاجة.

آدم، وهو ينظر إليها وينتبه لحديثها : قولي يا حبيبتي.

حلا بتوتر : ف..في رحلة عندنا في الكلية، كنت عاوزة أروح أنا وريم.

آدم الكبير بهدوء : فين الرحلة دي؟

حلا : ش..شرم الشيخ.

آدم محمد بغضب : نعم ياختي؟! ش إيه؟

ريم بقلق : ش..شرم الشيخ يا آدم.

ذعرت حلا من ملامح آدم الّتِي تقلصت بغضب، اختبئت خلف والدها، مُتحاشية النظر لعينِ آدم.

حلا بخوف : و..وفيها إيه ي..يا آدم؟

آدم بحنق شديد : هو حد قالك أنك مخطوبة لسوسن وأنا معرفش، تعالي نتكلم بره أحسن.

أنهى حديثه، وهو يُمسك يدها بقوة ساحِبًا إياها خلفه، بعد استأذن من والدها.

الجميع ينظر أمامه بصمت، وينظر آدم أمامه بغموض شديد، كأنه يُدبر لإحدى الحروب.

أوصاب الهوي (الجزء التاني روايه عشق ادم) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن