اخفيت ابنة الدوق

الفصل الخامس

دوى صوت زقزقة الطيور في ارجاء الغابة الفسيحة ،ايسلاي الذي كان يمشي بهدوء توقف فجأة و لم يستطع التوقف عن التفكير بايفلين بعد رؤيته لتلك الفتاة الصغيرة التي تبدو طبق الاصل عنها (يا بني ذي بنتك ) ,كلما كان يعاني من الصمت و الوحدة كلما زاد تفكيره بايفلين و بالتالي زيادة معاناته تلك اللحظة التي اختفت فيها و لم يعرف ماذا يفعل ،شيئا فشيئا ذكرى سيرة بدأت تتردد في ذهنه
"سيدة تستحق عائلة نيدهارت؟"
كلامها هذا أكان يعني أن ايفلين بلا قيمة؟
شحذت عيون ايسلاي
الجدة:" الا توافق الم تكن تتظاهر بحبك لتلك المتواضعة ؟"
بمجرد أن سمع ايسلاي ذلك شعر بأن جدته قد تكون متورطة في اختفاء محبوبته
الجدة:"في المقام الأول هي ليست شخصا مهما لتكون حزينا أو غاضبا من أجلها" تحدثت متبسمة ابتسامة ثعلب لحفيدها
"هي اصلا لم تكن تعرف من تكون ،من الجيد أنه مر وقت طويل على ذهابها، عزيزي هذه المرأة المتواضعة لا تناسبك ،الآن يحب أن تقابل سيدة حقيقية تستحق مكانة زوجة نيدهارت المستقبلية"
تجمد وجه ايسلاي وتصلب عند تلك الملاحظة
ايسلاي:" اختفت لمدة طويلة ؟"
الجدة:"بالطبع المبلغ الذي طلبته كان مبالغا فيه أكثر مما تستحق "
جدته أعطتها المال ؟ مستحيل لا يمكن أنها ألقت المال على ايفلين و طردتها بعيدا
شعر لاي و كأنه غمر في جليد بارد
الجدة :"هل يعقل أن حفيدي مهتم و يفعل كل هذا من أجل امرأة لا تساوي شيئا؟"
ايسلاي:" من فضلك غادري!"
الجدة:"ما..ماذا؟!..ما الذي تقوله لجدتك يا لاي؟!!"
ايسلاي:"انا لن اكلمك او اتصل بك !"
" لن يكون لي اتصال معك حتى أجد ايف!"
و بعد ذلك لم تقابل الجدة ايسلاي مرة أخرى ! كما أنه أعلن الامبراطوريه أنه لن يتزوج .ظهرت شائعات لا حصر لها حول ما يحدث للدوق و عن رغبته في أن يظل اعزبا لبقية حياته(في ذاك الوقت كان من غير الشائع انو النبلاء ما يتزوجوا )
لكن لاي لم يهتم بما كان يقال عنه ،كل همه كان ايفلين و التي اقسم على جعلها فردا من العائلة كما أن ايف نفسها كانت الوحيدة التي عاملته "كايسلاي" و ليس "كدوق نيدهارت" (يعني ايفلين ما فكرت ابدا في ثراء أو مصالحها الشخصية من ايسلاي بل عاملاته بحب و اخلاص و كان يهمها فيه شخصيته بس)
بينما كان يتذكر تلك الذاكرة المشؤومة أصبحت عواطفه في اضطراب ،رفع رأسه فجأة و لمح طفلة صغيرة
ايسلاي:"ماذا..؟"
توقف ايسلاي في مكانه ،شعر اشقر لامع يتلألأ تحت ظلال الشجرة المورقة مثل كتكوت اصفر صغير
كانت فتاة صغيرة جالسة على جذع شجرة و تحدق على الأرض كما لو كانت مفتونة بشيئ ما
تذكر ايسلاي من كانت تلك الطفلة أنها نفسها البنت التي تشبه ايف لما هي هنا؟
أليست هذه الفتاة صغيرة جدا التواجد هنا بمفردها؟
تردد ايسلاي قليلا و قال :"يا صغيرة ماذا تفعلين هناك؟"
نظرت الطفلة إليه غير قادرة عن اخفاء تعابير الاحراج

"صو..صو"
كلاهما نظر إلى يديها ،كانت الطفلة تحمل طائرا صغيرا بحرص شديد ،لقد كان يبدو مولودا حديثا و كان ذلك واضحا من جسمه الخالي من الريش و عم قدرته على فتح عيونه
بيانكا:"اعتقد أن هذا الصغير قد سقط من الشجرة و لا أدري إن كان بوسعي إكمال التسلق و إيصاله   لعشه!"
رفع ايسلاي رأسه لقد كان للعش هناك وسط اوراق الشجرة الباسقة بين أحد الفروع كانت الطاىر صغيرا جدا بحيث لا يمكنه الوصل إلى هناك و لا حتى الطفلة
ايسلاي:"بهذا الارتفاع ،،،هممم"
ربما لو كان ايسلاي الاعتيادي فما كان ليفكر باعادة الصغير لعشه ،ليس لانه يكره فعل هذا بل فقط لعدم امتلاكه الوقت بعد الفشل في العثور على ايفلين لمدة سبع سنوات لقد أصبح ايسلاي حساسا زيادة عن اللزوم لكن بعد رؤيته لطفلة تشبه ايف قرر إجراء استثناء
ايسلاي:"ايمكنك مناولتي الطائر؟"
بيانكا:"هاه؟
ايسلاي:"ساعيده إلى عشه "
مدد لاي يده لكن الطفلة لم تعطه الطائر لقد كانت تنظر في الارجاء كما لو كانت تفكر في قول شيئ ما
كان لاي في حيرة من أمر الطفلة التي كانت تفكر بعمق
بيانكا:"الأمر هو..."
تلاشت كلمات الطفلة و فجأة بدت يائسة مما دفع ايسلاي للاستغراب
بيانكا:"و لكن يا سيد .."
ايسلاي:"همم؟"
بيانكا:"هذا الطائر... إلا يمكنني تربيته ؟"
آه صحيح،الان بعد التفكير بالأمر الطفلة يحب أن تكون في سن ترغب به أن تربي الحيوانات الصغيرة ،عندما كان لاي صغيرا كان لديه الكلاب و القطط و بعض الطيور ،لقد كان حتى معجبا بعد تلقيه بعض المهور
لابد أنها تشعر بنفس الطريقة
ايسلاي:"اسمعيني يا صغيرة ،ماذا لو كنت في لغابة لوحدك قم فجأة ظهر عملاق ضخم ؟"
بيانكا:"لكن العمالقة غير حقيقية !"
حدقت الطفلة في ايسلاي بازدراء، و هو ابتسم من تعابير وجهها
ايسلاي :"لا تقولي هذا ،اسمعيني جيدا!"
ماذا لو أن هذا العملاق أراد اخذك بعيدا دون إذن من عائلتك و هذا فقط لأنه أراد أن ينشأك"
حدقت الطفلة في لاي لدقائق و بدت جادة ثم أضاف:"هل ستكونين سعيدة بمفارقة اهلك؟"
غير قادرة على إخفاء حزنها على وقع كلماته ، مررت الطائر إلى يديه و قالت:"لا...اعتقد ان هذا الطائر الصغير يحتاج إلى أمه جدا!"
ابتسمت الطفلة ببراءة ،ربت ايسلاي على رأسها ثم التفت إلى الشجرة
ايسلاي:"انتظري هنا ،ساعيد الفرخ لعشه"
على الرغم من أن ايسلاي لم يتسلق شجرة من ذلك الحين ،عندما كان عمره 12لكن لم يكن صعبا للغاية ،صعد إلى غصن الشجرة في حركات سريعة،ابعد الفروع و الاوراق التي تغطي العش برفق وضع الفرخ في عشه ،فحأة أتت الام على عجل و احتضنت صغيرا بقلق
على هذا المنظر نزل لاي بهدوء نحو الأرض
ولكن بينما كان يهبط إلى أسفل التفتت الصغيرة نحو الأرض ملاحظة شيئا ما
بيانكا:"أوه!"
انزلق صندوق صغير من ايسلاي نحوها ارتطم بالأرض و ارتد عدة مرات متدحرجا حتى أصاب اصبع قدمها ،انحنت نحوه و التقطت الصندوق
بيانكا:"ماذا يمكن ان يكون ..؟"
كانت علبة خاتم مغطاة بالمخمل