الفصل الثالث

2 0 0
                                    

نظر اليه طارق بعينين دامعتين وقال : مقدرتش ارد.. امي كانت هتروح مني
امسك إيلاف بياقة قمصيه ثم ادخله الى البناية المجاورة واتبعه الجميع لانهم يعلمون ان إيلاف يفقد اعصابه بسهولة .. دخل الى البناية وألصق طارق بالجدار ثم اردف : انطق اي الي حصل

*******************
في مكان اخر لم نذهب اليه قبلا...
- عارفة يا بت انتي... مشفتش واحدة فعلا زيك كده
= ولا عمرك هتشوف... وصدقني لما هطلع من هنا هجيبك وهوريك بنت الماهري هتعمل فيك ايه
- لا خفت اوي اوي اوي وركبي بتخبط في بعضها
= مش مكسوف من نفسك... ست الي مشغلاك... ده انت صبي الست... (الي بيمشي ورا كلام الست يعني هي الي ممشياه)
- انتي اتعديتي حدودك اوي. حقيقي محتاجه علقة تفوقك تاني.
= قلتلك مش بخاف.. اختي علمتني مخافش من اشكالك
- انت يبني... خدها على البسين (حوض السباحة) تاني وسيبها لحد ما تطلع في الروح
حملها الرجل ولكنها قامت بعضه فتركها فقامت بركله بين قدميه فسقط أرضا...
شخص آخر (شخص ٣) : بس بس اي الشقاوة دي.. انتي عايزة تشوفي اختك مش كده يا لمار؟
لمار بغضب : عارف لو لمست شعر منها هعمل فيك ايه
ضحك الأول ثم قال : دي بقت معجون سنان..
نظرت له لمارا نظرة جعلته يبتلع لسانه واردفت : فين اختي.
شخص ٣ : فكها يا حمدان..
حمدان : حاضر يا بيه
ثم قام بفك قيودها و هي قامت بصفعه على وجهه فكاد ان يضربها فأمسكت بيده و قالت : اتحداك تعملها
حمدان بغضب : ابعدي ايدك يا بت انتي
لمار: انا مش بت يا و##
- خلاااااااص انتو هتتخانقوا قدامي!
ثم سحب لمار من يدها و ادخلها إلى غرفة.. فوجدت اختها وما ان رات كل ما بها من كدمات ودماء فأبعدت يده وأسرعت اليها و بكت بشدة
**********
-سلام عليكم..
لم يجد ردا فأضاء النور و التفت فوجد امه مقيدة وهناك من يوجه المسدس باتجاهها... اخرج مسدسه ولكن هناك من ضربه على راسه فوقع أرضا... بعد مرور بعض الوقت.. فتح عيناه ونظر الى يده فوجدها مكبلة.. نظر أمامه فوجد انه وذلك الرجل.. حاول الحراك، ولكن دون فائدة..
- كل الي عايزينه نسمع مكالمة واحدة وهنمشي ومش هنأذي حد يا طارق.
طارق : طب بس فك امي دي ست كبيرة ومش حمل بهدلة والله و انا تحت امرك
- الأوامر الي عندي اسيبكو كده لحد م استنى المكالمة
طارق : ابوس ايدك والله ما هتعمل حاجه.. امي مريضة وعندها ضيق تنفس الله يباركلك شيل بس القماشة من فمها
نظر الرجل إلى زميله الذي سمح له بذلك فازال القماشة وتنفست الام الصعداء.. فارتاح قلب طارق قليلا ثم قال
طارق : ممكن افهم انت عرفت توصلي ازاي؟
- سكتك سهلة يا صاحبي والي يسأل ميتهش
طارق : طب مكالمة ايه؟
أجاب الرجل الاخر : انت بتتكلم كتير ليه.. لسانك دخله جوا بدل ما اقطعه
صمت طارق لثواني وما ان أضاء هاتفه معلنا عن مكالمة فوجد ان المتصل هي أليس!
طارق : أليس؟ سيبني ارد عليها
حاول طارق فك قيوده، ولكن اوقفه
- منصحكش تتحرك
ووجه الرجل المسدس ناحية أمه وحرك الزناد.. هدأ طارق إلى أن انتهت المكالمة.. فأخرج احد الرجال هاتفه وقال : " حد تاني؟ خلاص؟ طيب حلو... تحب اعمل فيه حاجه؟ طيب تمام يلا سلام" ثم وجه كلامه لزميله :( يلا خلصنا هنا..) ثم خرجوا من المنزل...دون أن يفكوا قيود طارق او امه .. فقام طارق بهز الكرسي الخشبي بقوه ثم تركه يسقط على الأرض فتهشم الكرسي وحرر يداه ثم حرر امه وقبلها وتأسف لها ثم انتظر ان ترن أليس مرة أخرى، ولكنها لم تفعل
************
- يعني كانوا عارفين كل تحركاتها...ودلوقتي بيقول ان كل الي بيعرف بيروح خبر كان هه؟ طب احنا كلنا عرفنا كده. اي اقتراحات؟
=هاخد امي اسفرها من البلد.. مش عايز أضعف تاني
-جميل يا طارق.. كله يعمل كده.. امه ولا ابوه ولا اخته.. ولا اي حد عزيز عليه يسفره دلوقتي... انت عامل كده ليه يا حامد
حامد : احنا لازم نطلع من هنا يا إيلاف
إيلاف : ليه؟
حامد : هيفجرونا..
بَسّام : انا فعلا شامم ريحة بنزين صح يا نور
سعلت نور واردفت : ايوه يلا بسرعة
هرول الجميع للخارج وقاموا بإخلاء المبنى بأسرع ما يمكن.. بعدما خرج الجميع كانت هناك سيدة تبكي.. توجه إيلاف اليها واستفسر عن السبب فقالت له ان طفليها ما زالا في المبنى..
إيلاف : هجيبهم متقلقيش.
ثم دخل إلى المبنى الذي أصبح يملؤوه الدخان والنار .. وحاول إيجاد الفتى، ولكنه سمع صوت لا يمت للطفولة بصلة.. فهو صوت سيدة في العقد الثالث من عمرها
- بتدور على حاجه يا إيلاف.
حاول أن يتبين هيئة السيدة الواقفة أمامه لكنه لم يستطيع بسبب الدخان فاردف : فين الولد؟
- فوق مع اخته.. بيحاول يخرجها.. لأن رجلها وقع عليها خشب من السقف.
اغمض عينه وزفر بضيق.. هذا الموقف تكرر سابقا.. لكن كان اسوء وأعنف.. حاول رفض هذه الفكرة على الاقل الان وترك السيدة وصعد إلى الطابق العلوي و سمع صوت طفولي
الطفل : متخافيش يا نانا.. انا قلت لربنا يحمينا وهو هيتصرف..
الفتاه ببكاء : امشي يا غيث.. انا مش عايزاك تموت.. ماما بتحبك اوي..
غيث بصرامة : قلت لا.. هحاول أشد الخشبة تاني..
وحاول بالفعل.. لكنه جرح يده.. نظر اليه إيلاف ثم نظر ليده.. ثم هزّ راسه بعنف وحاول رفض تلك الافكار التي تطارده واتجه ناحيته وابعد الخشبة عن رجل الفتاة وقطع جزء من كمه وضمد جرح الولد الصغير وحمل الفتاة والطفل وحاول الخروج من المكان، ولكنه كان محاصر بالنيران.. رأى في عين الفتاة الرعب، ولكن الولد كان يمسك بيدها كأنه يحاول ان يطمئنها... نظر إيلاف إلى المكان فوجد ان لا يوجد سوى نافذة خلفية.. فقرر ان يقفز من النافذة امسك بالولدين بإحكام وضمهما إلى صدره و اردف للصغير : غمض عينك وعين اختك ففعل ثم قفز إيلاف بظهره من الطابق الثاني ولحسن حظه كان هناك محل للاسرّة (مراتب السرير  ) فوقع عليها و لم يتأذى كثيرا.. فقط دخل بعض الزجاج فظهره... وما ان رأته الام اقتربت واحتضنت أولادها ببكاء.. ثم شكرته وأرادت ان تعطيه اي مقابل يريده فرفض..
ايلاف : انا بس عايز اكلم غيث ف كلمتين..
الام: مفيش مشكلة يا بني..
غيث : عايزني فحاجه يا عمو؟
إيلاف : انت كنت بتفكر في ايه والنار حوالينك وحوالين اختك؟
غيث ببراءة : انا قريت سورة الرعد اكتر من مرة وحفظتها.. كان فيها الآية دي {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. قبل ما يحصل الحريق.. كنت بدعي ربنا يحفظنا من كل شر ويحمينا... فأنا حسيت بالأمان وعرفت ان ربنا مش هيخيب ظني فيه وهو هيحمينا.. ازاي وليه معرفش انا بس قلتله دعيته وقعدت اقول "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم يا رب احمينا من كل شر" وهو حمانا.. كل تفكيري كان اني مش هسيب نانا لان هي من ذوي الاحتياجات الخاصة فمبتعرفش تمشي لوحدها وماما مكانتش في البيت.
ابتسم إيلاف ثم قال للصبي : ربنا يريح قلبك يا غيث زي ما ريحت بالي
ابتسم غيث ثم قال : مش يمكن ربنا باعتني ليك زي ما ربنا بعتك ليا.. (لوح له بيده ثم اتجه إلى امه التي تحمل الفتاة)
اختفت ابتسامة إيلاف شيئا فشيئا ثم فكر قليلا في كلامه.. ماذا يعني بان الله ارسله له؟ ومن هي تلك المرأة التي عرفت مكانهم ولم تنقذهم؟!
طاردته تلك الأفكار مرة أخرى .. نظر الى يده ودوى في اذنه صوت صراخها ( إييييلااااااااف )
*********
- أليس ردي عليا يا أليس... عملوا فيكي ايه يا حبيبتي.. ردي عليا.. متسيبينيش كده يا أليس... اااهههه يا ختيي اااهه يا اختي انا عايزاكي جنبي.. قومي بقاا
= خلاص يا لمار.. هي مش سمعاك ولا هتسمعك حاليا..
لمار ببكاء : هي سمعاني.. انا متأكدة.. ونبي يا اختي لو سمعاني قوليلي حاجه.. أليس... ونبي ردي عليا..
نظرت لمار إلى وجه أليس الذي لم يعد كما كان ثم هتفت : ارجووكي انا من غيرك ولا حاجه.. انتي..
ثم صمتت ولم تكمل ومسحت دموعها.. نظرت اليها من جديد لتتأكد مما تراه.. فعلتها مرة أخرى.. انها ترمش.. انها تحرك عينيها.. فتحت عينيها ببطء، ثم اغلقتهما ،ثم فتحتهما من جديد.. نظرت اليها لمار بكل لهفة لكنها لم تبادلها النظرة لوهله احست ان اختها بها شيء غريب..
لمار : أليس.
لم تنظر اليها ولم تبد اي اهتمام فأشارت اليها وقالت : اليس انتي مش عايزة تكلميني ليه؟
نظرت اليها ببعض الريبة ثم اردفت بصوت يكاد يُسمع : انا فين..
ابتسم الرجل ثم قال : اي يا قمر.. غبتي كتير يعني..
نظرت اليه ثم قالت : هو انا اعرفك؟
اعتقد انها تحاول استثارة غضبه فاردف : ما تتعدلي يا أليس
حاولت الحراك و لكن احست بألم شديد في جسدها فصرخت و حاولت أن تعود إلى الوضعية التي كانت عليها ثم اردفت : هو انا جسمي بيوجعني ليه؟
نظرت لمار اليها بدموع : أليس..
حست ان هناك شيء خطأ فأردفت : هو مين أليس الي بتنادوا عليها دي!!!
نظرت لمار إلى الرجل و قالا في نفس الوقت : دي فقدت الذاكرة!!!!!

سـر لـم يُكشفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن