الفصل السّادس

182 14 6
                                    


«حينما يكونُ الألم هو أفضل ما نعرفه يكونُ التخلّي عنه مِحنة»
ميشيلّا مارزانو .
-

- قبل ثلاث ساعات -

كانت الساعة تُشير نحو التاسعة مساءً حينما اهتزّ هاتف أورين مُعلنًا وصول رسالة جديدة من قائد فريقه يُعلِمه فيها : لقد قبضنا عليه، فلتتوجّه إلى مقرّ الشرطة في الحال.

تعجّب أورين من محتوى الرسالة، لقد أخبره صباح اليوم أنّهم لن يتعجّلوا في القبض عليه، لمَ قبضوا عليه بهذه السُرعة؟ وعوضًا عن ذلك فهو في مقرّ الشُرطة وليس في مقرّهم الخاص؟

توجّه على الفور إلى مقرّ الشرطة، ووجد قائده في انتظاره بغُرفة المُراقبة المُلحقة بغُرفة الاستجواب.

«ما الذي يجري؟ لمَ قبضتُم عليه؟»
سأل أورين أخيرًا مُفصحًا عن تساؤلاته.

«أخبرتُك أننا في انتظار اللحظة المُناسبة، لقد قبضنا عليه بينما هو في مُنتصف صفقة مُخدّراتٍ مع أحدهم، لذا لن نصحبهُ لمقرّنا، سنُراقب الوضع من خلف الكواليس حاليًا لنعرف ما هدفه من القدوم إلى اليونان قبل اتخاذ خطوةٍ أُخرى»
شرح القائد بينما يُتابع عمليّة الاستجواب.

«وماذا إن كان سبب قدومه لا علاقة له بهيلاس؟ هل سندعه يرحل فحسب؟»
سأل مُقطبًا حاجبيه.

«بالطبع، سيتمّ ترحيله إلى موطنه في جميع الأحوال، لن تربطنا علاقة بالأمر حالما نتأكّد أنّه ليس هُنا لأجلها، لن نُخاطر بسجنه هُنا، ستُدرك عصابته في الحال وجود خللٍ ما إن لم يعُد إليهم أو يتواصل معهم، سيتعيّن علينا تركه وشأنه»

«لكنّه رجُل عصابات، لا يُمكننا أن-»
اعترض أورين ولكن تمّت مُقاطعته من قِبل قائده حينما التفتَ له بنظرةٍ حادة.

«مُهمّتنا الأساسيّة هي حماية هيلاس، فيما عدا ذلك فهو من شأن الشُرطة وليس من شأننا، لا تسمح لمشاعرك بالسيطرة عليك فقط لأنها قريبتك، ولا تدعني أندم على السماح لك بالمُشاركة في هذه القضيّة يا أورسون»
حذّره قائده ثم عاد ليُتابع سير الاستجواب.

طأطأ أورين رأسه وعاد لرُشده سريعًا حينما فكّر في الأمر، ثمّ رفع رأسه مُجددًا بينما يسأل «إذًا ماذا عن هيلاس؟ هل ستضطر إلى الانتقال مرةً أخرى؟»

«كلّا، إنّها بأمانٍ الآن، ولكن إن تعرّضوا لها سنتأكّد هذه المرة من القبض عليهم وستتحرّر هيلاس تمامًا بعدها، ما لم يحدُث عكس ذلك»

«عكس ذلك؟»

«أورسون، أتُدرك مدى خطورة وخُبث من نحاول مُجابهتهم؟ لقد رأيتَ ذلك بنفسك سابقًا، أولم تفعل؟»

أرَقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن