الفصل الثالث

1K 67 6
                                    

الفصل الثالث

___عدنى ان تعد....لتمكث___

كانت تحمل بعض الأزهار وتتقدم بإتجاه باب شقة خالتها المقابلة لشقتها،عقدت حاجبيها وهي ترى الباب مواربا،تهز رأسها بيأس ،فلطالما نبهت على خالتها أن تتأكد من إغلاق باب المنزل حين تحضر مشترياتها ،فهي دوما تدلف من الباب وتنسى إغلاقه بسبب تلك الأكياس التى تحملها،كادت أن تدلف إلى الشقة حين سمعت خالتها تقول بعصبية:
-ياإبنى شوفها بس مش جايز تعجبك،ده أنا لسة مقابلة أمها عند عمك محمود السماك،وكان ناقص تطلبك منى،هتفضل بس لحد إمتى كدة من غير جواز؟!أنا نفسى أفرح بيك ياجلال..العمر بيجرى وأنا نفسي أشيل ضناك قبل ماأموت،حس بية بقى.

عقدت (رحمة)حاجبيها،بينما تستمع ل(جلال)وهو يقول:
-وأنا مين اللى يحس بية؟عايزانى أعيش حياتي وأتجوز..طب إزاي بس وانت عارفة اللى جوة قلبى؟إزاي هتجوز واحدة وأنا قلبى مع غيرها؟

إزداد إنعقاد حاجبي(رحمة)بينما تقول (فاطمة):
-ياابنى فوق بقى،ماانت عارف اللى فيها،هتستنى أد إيه؟لغاية ماتشيب ويبقى خلاص فات اوان انك تكون أب وتكون عيلة ؟

قال(جلال):
-هستنى ولو عمرى كله راح،فداها ياأمى..انتى مش عارفة يعنى إيه تحبى حد بجد لدرجة ان مجرد قربه منك يكون كفاية أوى عليكى،وانك متتمنيش فى الدنيا دى غير انه يكون جنبك وبس،تبقى بالنسبة لك نعمة مش عايزاها تزول أبدا وبتتمنى بس تدوم.

قالت(فاطمة)بقلة حيلة:
-أيوة ياإبنى،بس....

قاطعها(جلال)قائلا:
-أبوس إيدك ياأمى،من غير بس..قفلى الكلام فى الموضوع ده ومتفتحيهوش تانى،متقلبيش المواجع علية وسيبينى فى حالي،وادعيلى..أنا مش طالب فى الدنيا دى غير دعوتك لية.

قالت(فاطمة)بحنان حزين:
-داعيالك ياإبني..داعيالك فى كل وقت وأدان.

قال(جلال):
-ربنا يباركلى فيكى ياأمى وميحرمنيش منك.

قالت(فاطمة):
-ويباركلى فيك ياضنايا.

تراجعت (رحمة)بخطوات بطيئة إلى شقتها،تتعجب من ذلك الحزن الذى إعتراها حين أدركت للتو شيئا غاب عن بالها،وهو احتمال أن يتزوج إبن خالتها (جلال )وينشغل عنهما بإمرأة أخرى،إمرأة تصبح أهم لديه من والدته....ومنها.

تساءلت برهبة..

هل سينشغل عنها حقا؟!
وإن إحتاجت إليه لن تجده؟!
هل ستصبح زوجته أهم لديه منها حقا؟
وماذا ان لم ترق لها؟!
ألن يهتم برأيها ؟!
وهل سيتخذ جانب زوجته عند شجارهما سويا؟!
فبالتأكيد ستتشاجر معها ان لم تعجبها.
ولماذا تتشاجر معها وهي التى لا تحب الشجار أبدا؟
لماذا هي شبه متأكدة أنها لن تعجبها؟
فربما صارت صديقتها..
لا...
لن تكون أبدا..
فمن ستأخذ منها(جلال)وتشغله عنها بالتأكيد لن تصير صديقة لها..
تبا....
فيم تفكر؟وإلى أين تقودها أفكارها الآن؟
لم لا تستطيع أن تتمنى له السعادة مع من سيرتبط بها؟
ولما تلك الغصة بقلبها لمعرفته بأنه يعشق فتاة أخرى بتلك الصورة التى وصف بيها عشقه؟
ما الذى يدور برأسها وبقلبها فى تلك اللحظة...
دوامة من مشاعر لا تحصى...
لاتريد أن تفكر فيها كثيرا وإلا أصابها الجنون...
أسرعت تلقى بزهورها التى تعشقها على الطاولة،تسحب حقيبتها ،ثم تسرع بالخروج لترى صديقتها (منار).

الحب رحمة تُرجىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن