𝑝𝑎𝑟𝑡 4

25 7 0
                                    


مرَّتْ أيّامٌ مُنذُ أوَّلِ يومٍ لهَا فِي العَملُ, و أخِيرًا أتَى مَوعدُ تسلُّمِها لِراتِبهَا.
غَادرَتْ مكتَب المُدِير لِتَضعَ الظَّرفَ فِي حقِيبتِها و تتّجِهَ لإكْمَال عَملِها.

إنقضَى اليَومُ مِثلَ الأيّامِ السّابقَة, حَانَ وقتُ إغلَاقِ المَقهَى, لكِنْ قَبلَ أنْ تُودِّعَ شيومِين إتّجهَت إلَيه و قَالتْ بتردّدٍ.
"لَقدْ قُمتَ بمُساعدتِي عَلى إتقَانِ العمَلِ طِوالَ هَذَا الشّهر, لذلِك أردتُ شُكركَ و دَعوتكَ للعَشاءِ معِي غدًا بمَا أنّهُ يومُ عطلةٍ, هَل أنتَ مُتفرِّغ؟"

"اوه-.. حسنًا لم أتوقَّع هذَا, لكِن أجَل أنَا مُتفرِّغ, و لَا دَاعِي لشُكرِي فقَد كُنتُ أقُوم بِواجبِي"

"إذًا السّاعة السّادِسة مُناسبةٌ لَك؟ تعلَم.. وَالِدتِي لَا تسمَحُ لِي بالتّأخّر خَارجًا"
قَالتْ لتُنزِل رأسَها بخجَلٍ.

"أجَل لَا بأْس, يُمكِنُنَا تحدِيدُ المَكان معًا إذَا أردتِ, سوفَ أقُوم بـإيصَالُكِ معِي بالسّيارة كَي لَا تقلَق وَالِدتُكِ كثِيرًا"
خَرجَ شيومِين لتَتبعَهُ إيلِينَا و يُغلقَ المَقهى خَلفهُم و يَذهبَ كُلٌّ مِنهمَا إلَى منزِله.

بَعدَ أنْ إستحمّتْ و إرتدَت مَلَابسَ النّومِ, نَزلتْ إيلِينَا لِمُحادَثةِ وَالدَتِها.
"أمِّي هَل تَعلمِينَ كَم أحِبّكِ؟ صحيح؟"
قَالتْ لتَأخُذ مكَانًا بجَانِبها

"يُمكنُكِ الدّخولُ فِي المَوضوعِ بدُونِ مقدّمَات. مَاذا تُريدِين؟"
تَحدّثَت لِتُتابِع مُشاهدَةَ مُسلسلِهَا المُفضّلِ.

"أيُمكنُنِي الخُرو-.."

"لا"

"لَكِن لمْ أُكمِل كَلامِي! هذَا غيرُ عادِل"
عبِست إيلِينَا لِتُكملَ حَدِيثهَا مُسرعةً.
"أيُمكِنُنِي الخُروجُ مَع شيومِين للعَشاءِ غدًا!"

"تُواعِدينَ دُونَ عِلمِي؟"

"مَاذا! طَبعا لَا, نحنُ زُملاءُ عملٍ و قدْ كَانَ يُساعِدنِي كثيراً لذلِك دعَوتهُ للعشاءِ لأشكُرهُ, كمَا أنّهُ سيُوصلُنِي بسيّارتِه"

"حسنًا يُمكنكِ الخرُوج لكِن تذكّرِي, إذا تأخّرتِي سوفَ تَنامِين خارِجًا"

"شُكرًا أحبّكِ"
قَالتْ إيلِينَا بسعَادةٍ لِتصعدَ إلَى غُرفتِها و تَخلُدَ للنّومِ.

تَقفُ أمَام خِزانَتِها و تُحاولُ إختيَار ثَوبٍ مُناسبٍ لِمُقابلةِ شيومِين.
"لمَا لَا أجِدُ مَا ألبسُه!"
قَالت إيلِينَا مُتذمّرةً لِتُوَاصِل البَحثَ فِي كَومةِ المَلابسِ أمَامهَا.

𝑩𝒂𝒓𝒊𝒔𝒕𝒂 || بَارِيستَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن