تَتسلّلُ أشِعّة الشّمسِ لِتخترِقَ نافِذة تِلك الغُرفة حيثُ تنامُ إيلينَا بشكلٍ فوضويّ غارقةً فِي عَالم أحلامِها, لِتستيقِظَ مُنزعجةً كَكلّ يومٍ فَهي تَقضِي اللّيلَ تَتأمّلُ النّجومَ حتّى تَسقُط فِي النّومِ بَينمَا تَتركُ نَافِذتهَا مفتوحةً.
"آهه اللّعنة علَى ذَاكِرتِي لقَد نسيتُ غَلقها مُجدّدًا!" هَسهست مُتذمّرةً لِتأخُذَ مَلابِسهَا و تذهبَ لِلحمّامِ صَافِقةً بَابهُ بِقوّةٍ.
بينَمَا كانتْ وَالِدتُها تُعِدُّ الأَكل, نزَلت الفتَاة بعدَ أنْ تجَهّزتْ لِموعِد عمَلِها.
"صَباحُ الخَير"
قَالتْ لِتأخُذَ مَقعدًا بِجانبِ أخويهَا.
"هلْ ستَخرِجينْ؟"
سألَ الأخُ الأكبرْ.
"نعمْ، سوفَ أذهبُ لِمُقابلةِ عَمل"
أجابَتْ بينمَا تُعدّ شطيرةً لنَفسهَا حتَّى لَا تتأَخّر."يااا~ لمَا أنتِ عنِيدَة! لَقد قُلتُ أنّكِ مَازِلتِ صغِيرة! كَما أنّنِي مَوجُودٌ لأُحضِر لكِ كلّ ما تُريدِينه فَما حَاجتُكِ للعَملْ؟"
"نَعم, إنّهُ مُحقّ, لمَاذا تَستمرّين بالعنادِ و الشّجارِ كلّ يومٍ لنفسِ السّبب؟"
أضافتْ الأمُّ لِتضَع آخرَ طبقٍ عَلى المَائِدة و تأخُذَ مكانَها.
"لا أرَى سبَبًا لإعتراضِكُم لكنّي الآنَ كبيرَةٌ كفَاية لأَعتمدَ علَى نفسِي كمَا أنّنِي لا أُريدُ أنْ أكونَ عبءً على أحد."
قَالتْ بثِقةٍ لتَأخُذَ أغراضَهَا و تَهُمّ بالخُروجْ.
"إنتظِري سأوصِلكِ فقَد أنهيتُ أكلِي بالفِعل"
نطَق أخوهَا مُستسلمًا لعنَادِها خَافيًا فخْرهُ بنُضجهَا و إصرارِها علَى الإستقْلالِ بذَاتهَا."إلَى أينْ؟"
سألَ بينمَا يضعُ تركِيزهُ علَى الطّريقْ.
"مقهَى الباريستَا"
أجابتهُ إيلِينَا.
"هَاتِفينِي إن إحتجتِي شيئاً"
أوقفَ السّيارة لتودّعهُ و تنزِلَ الفتَاةُ بحمَاس.دخلتْ المقهَى لتتأمّل المكانَ مُنبهِرةً بهُدوئِهِ و جمَالِه, و تنظُر حولهَا باحثَةً عن مكتبِ المسؤُولِ لمُقابلتِه, ليلفِتَ نظَرهَا الباريستَا حيثُ كانَ رجُلًا ذُو كاريزمَا عَالية, يصنَعُ القهوةَ لزبَائنِه بكلِّ إهتمَامٍ.
فَضت عقلَها من تلكَ الأفكار بينمَا تُذكّر نفسهَا أنّها جائَت للبحثِ عنْ عملٍ لاَ غَير.
إتّجهت لمكتبِ المُديرِ لِتنحنِيَ بإحترامٍ و تُقدّمَ لهُ ملفّهَا و تُجرِي مقَابلتهَا. بينمَا هيَ مُتوتّرة تنتظرُ ردّهُ, أردفَ الجَالسُ أمَامهَا.
"آنِسة إيلينَا, مُباركٌ لكِ لقدْ قُبِلتِ, يُمكنُكِ مبَاشرةُ العملِ غدًا.""حقًّا!!! اوه-.. آسِفة لقدْ إنفَعلتْ.. أقصِد شُكرًا لك أتمنّى أن لا أُخيِّب ظنّكَ بِي"
إنحنَت لهُ مُجدّدا لتغادِر المكتَب بينمَا ضحِك الآخرُ على طفُوليَّتِها.قابلَها ذلكَ الشّابُ مُجدّدًا و قدْ كانَ يُنظّم الأكوابَ بأناملِهِ الرّفيعةِ.
لاحظَ نظرَاتهَا لتَفزَع و تُغادرَ المكَان مُسرعةً و مُتحمّسةً لإخبارِ والِدتهَا بخبَرِ قُبولِها.____________________
.
.
.رأيكم فى البداية! ♡︎
أنت تقرأ
𝑩𝒂𝒓𝒊𝒔𝒕𝒂 || بَارِيستَا
Romansaإلتَقينَا لأَوّل مرّةٍ في المَقهَى، حيثُ بدَأتْ قصّتُنَا لِتُصبِحَ ضَوئِي الوحِيدُ وسطَ هذِه العَتمة 𝑩𝒂𝒓𝒊𝒔𝒕𝒂