هروب يتبعه هروب سيظل فأرٍ هارب الى المالا نهاية ... هذا ما دار بخلده و هو يراقب المنزل بنظرات خاوية .. لكن هيهات .. سيظل بأثره كلما ظهر طرف خيط صغير يوصله له ليأخذ بثأره و ان طال الزمن.ذفر بسأم ... يرى رجاله يطوقون المكان لكن النتيجة كما هي .. لا شيء
هرب ذاك البائس كعادته منذ عشرة سنوات .... عشرة سنوات يبحث عنه دون كلل و بالاخير قد ظن انه قد عثر عليه لكن ها هي النتيجة .. منزل فارغ و نار بداخله ما زالت مشتعلة و قلب اخر يئن بعذاب.
ظل على وضعه هذا لثوان اخرى قبل ان يهم بالتحرك مغادرا لكن اوقفه صوت احدى رجاله يهتف به بتردد
الرجل : يونس باشا فى حاجة حضرتك لازم تشوفها
توتر الرجل من نظرات رئيسه المشتعلة و هم بإكمال حديثه مفسرا لكن قاطعه الاخر بتحركه نحو نقطة ما قد تجمع حولها باق الرجال
غرفة صغيرة قد تم البحث بها بالتأكيد لكن بالطبع لم ينتبه احدهم على باب سري بها يؤدي على قبو واسع ذو اضاءة منخفضة للغاية يحوى فراش صغير و فتاة ذو جسد ضئيل تفترشه ..... فتاة !!!
ظل على صمته للحظات ليهتف متسائلا
يونس : عايشة ؟
تحرك احدى الرجال نحوها ليستشعر نبضها مجيبا رئيسه
الرجل : عايشة يا باشا بس ... بس نايمة ... باين
رفع احدى حاجبيه بسخرية ... نائمة ... وسط هذة الضوضاء و اقتحام رجاله العنيف للمكان
ظل يراقبها للحظات و قد منعته عتمة المكان و بعده عن فراشها من تأمل ملامحها و اول ما جاء بباله انها احدى ضحايا هذا النذل فكيف يهم بتركها و الهروب و ان لم تكن كذلك
سمع احد رجاله يسأل
الرجل : نفوقها يا باشا ؟
يونس : لا بلاش دوشة .. هاتوها كده و يلا اتحركو شغلنا خلص هنا
...............................................................................
: و بعدين يا نبيلة هانم هتفضلي كده لحد امتى .. حالتك دي تاعبة قلوبنا كلنا و اولنا يونس ابن حضرتك ... لازم من جواكي يبقى عندك ارادة انك تبقى احسن و الا العلاج ده ملوش اي فايدة
قابها الصمت من الطرف الاخر لتكمل بحزن
: يونس مبقاش فى حياته اي حاجة غير شغله و انه يلاقى ابن الابلسة ده .. عمره بيضيع منه ده بقي اسم الله عليه تلاتين سنة و لسة مفكرش حتى انه يكون اسرة
ما زال الصمت قائما لتسترسل قائلا بإغراء
: طب حتى منفسكيش تشوفي حتة عيل من صلبه
لاحظت لمعة بسيطة بأعين تلك الراقدة بفراشها دون حراك لتكمل بتشجيع
: يبقى تتشجعي كده و تشدى حيلك .. الدكتور قال ان اهم حاجة فى علاجك هو العامل النفسي و صدقيني بكرة كل واحد ياخد جزاته لكن وقف الحال ده ربنا ميرضاش بيه و انتى عارفة ابنك روحه فيكي و اللى عامل فيه كده هو حالك ده و بمجرد ما هتتحسني و يسمع صوتك حتى بس هتلاقي كل حاجة بقت احسن
أنت تقرأ
ديوجانس
Romanceكنت ابحث عن الامان حينما اتحسس ذلك الجدار اما الان فانت الامان ذاته ...لم اكن اعي عن الحياه الا عندما رأيتك ... فبيدك الدافئه تشدد من ازري و ببنيتك تُرسم ابهي صوري و بأحضانك وحدها اجد النعيم الذي لم اكن ادرك انه خُلق