130 mood: TRBL

بوني وكلايد

قد تكونِ تغيّرتِ، او استُبدلتِ لا اعلَم، ولكنّك لم تكوني ابدًا من النّوع الّذي يلمِس هاتفه بعد منتصف اللّيل، لم اتمكّن من ردع نفسي عن سؤالك عمّا اِن كنتِ بخَيرعند ملاحظتي لاتّصالك للانترنت في تلك السّاعة المُتأخّرة

لم يخطر ذلك السؤال على بالي سوى الآن ولكن لم كنتُ مهتمًّا الى تلك الدّرجة لأتفحّص آخر ظهورٍ لك على مواقع التّواصل كُلّ دقيقتين بينما لم يكُن حُبّك اِلّا ذِكرى؟

تَوالَت رسائِلي لأكثر من ساعة ولم اتلقّى اشارة قُرِءَت حتّى، على الرغم من كونك كنت ما زلتِ مُتّصِلة

فجأة، لاحظتُ اهتزاز هاتِفي بين يَداي، تُرافقهُ القصيدة الملحميّة البوهيميّة لفرقة كوين البريطانيّة، لقد كانت اغنيةً اُحبّها لاُسلوبِها، لم يخطر على بالي ولو لمرّة انّ كلماتها ستُعبّر عن حالي يومًا، كانت تلك اِحدى الاشارات الّتي لم انتبِه لها في ذلك الوقت، واعتقد انّ كونك المتّصلة كان السّبب في ذلك

-بوني وكلايد، ليلة واحدة، ما رأيك؟

-لنفعل ذلك

وكيف لي أن أرفُض فُرصتي الوحيدة لاَن اكون عشيقكِ؟ لليلة واحدة فقط؟ اصدقاء فحسب؟ من يهتم؟ ستكونين بوني خاصّتي لهذه المرّة

ليلة اليوم التّالي قد زُرتِ منزِلي كَما تواعَدنا، بَدا لي وكأنّك تُحاوِلين اِخفاءَ شُحوبكِ، وهالات الباندا تلك حول عيناكِ، لِذا تظاهرتُ وكأنّ شيءً لم يكُن، لقد كان ذلك يُمزّقني

ناولتِني ملابِس رجال الاعمال المُشابهة لملابس كلايد، بينما تُمسكين بثِيابَ بوني في يدك الاُخرى

بعد تبديلِنا لملابِسنا ومعرفتي لكم كانت تُناسبك ملابس بوني خرجنا لنبدأ جولتنا المُتهوّرة في سيّارةٍ كلاسيكيّة كنتِ قد طلبتِ منّي استئجارها في اللّيلة السّابقة

مرّت جولتنا بسَلام، فبالرّغم من تخطّينا للسُرعةِ المحدودَة ومن تَشغيلِنا لاَغاني رولينچ ستونز بأعلى صوت وإزعاج عامّة الشّعب في المساء، لم نتلقّى ولا أيّة مُخالَفة

في تلك اللّيلة، لم تُوافِقي على عَرضي لإيصالك للفندق، لم أشأ بتَخريب كلّ ما بنَينا معًا لهذا اليَوم وتركتك لرغبتكِ، هذا لا يَعني انّي لم الحقكِ سِرًّا لأطمئِنّ

كان ذلك عندما رأيتهُ ينتظرك ليُحاوِل اقناعكِ بأنّ خيانتَه كانت مُجرّد خطأ نتج عن اِفراطه في الشّرب، ويا لها من حجّةٍ خَرقاء تُشبهُه

لطالما أرعبتكِ اَصوات الطّلقات النّاريّة في الأفلام، لذا حرصتُ على أنّ يكونَ مُسدّسي عازِلًا للصَوت، هل اعتقدتِ بأنّك قمتِ بكُل التّحضيرات؟ بوني وكلايد ليسا بشيءٍ بِلا سلاحِهما عَزيزتي!

فكّرت بأن ذلك قد لا يكون صحيحًا، قد أندم على ذلك، ولكن عزيزتي، انتِ تعودين للوغد الّذي جعلكِ تَبكين، كان الوقت قد تأخر، لقد خرجت الاُمور عن سيطرتي

-362-