أدهم خرج من الشركة ورايح ناحية العربية ، وشاف ندى جنب العربية ومعاها شنطة ، وهي أول ما شافته بيتقدم فتحت عينها بدهشة وراحت رمياها بسرعة وجريت .. جري وراها أدهم لقي الشنطة واقعة ف الأرض ، حطها ع العربية وجري وراها بسرعة عشان يحصلها ...
حمو شافها هي وبتجري: يا نهار مدوحس يا ندى هتتمسكي يابا آدي آخرة نشفان الدماغ .. اجري يا مجديجري عليها بسرعة .. وأدهم للأسف محصلهاش وقف يدور عليها بس كانت اختفت مع حمو .. ورجع هو لعربيته ، وخد الشنطة ومشي
_ندى كانت بتنهج من الجري وقفت ف حتة عشان تاخد نفسها ..
حمو: شوفتي آخرتها كنتي هتتمسكي عاجبك كدة يابا
ندى بنفس متقطع: كـ لـ ـه يهون ف سبيل إسعاد الآخرين
حمو: هتجننيني ، هو مين اللي كان بيجري وراكي دة
ندى: صاحب الشنطة .. انا أول مشوفته بيقرب من العربية رميتها وجريت ع طول
ندى سرحت شوية ف ملامحه الجذابة ، ، شعره البني وعيونه الحادة جسمه الرياضي ، صحيح هم كام ثانية بس لحقت تحفظ ملامحه كويس .. كانت بتقول ف نفسها أنه أدهم أكيد بقا شكله جذاب وأنيق زيه ..
كانت مغمضة عيونها ومبتسمة بشرود فجأة فاقت بفزع ع خبطات حمو ع دراعها
حمو: ايه يابا روحتي فين
ندى بخضة: ها لأ مروحتش
حمو: طاب يلا ولا هنفضل واقفين كتير
خدها حمو ومشيو_أدهم دخل البيت ولقى ابوه ساند دماغه ع ايده بقلق .. سلم عليه وقعد جنبه
أدهم: انت لسة متوتر يا بابا
عزت: انا منمتش من ساعة اللي حصل
أدهم بٱبتسامة: طاب انا عندي ليك مفاجأة بمليون جنيه
بصله بتركيز ، وأدهم حط قدامه الشنطة
أدهم: مش هي دي شنطة حضرتك
عزت بصلها بدهشة وفتحها بسرعة وكانت الفلوس والأوراق موجودين فيها: هي وكل حاجة زي مهي ، انت جبتها ازاي
افتكر ندى واللي حصل وقاله: لقيتها مرمية جنب العربية
عزت: ازاي ومين اللي رماها
أدهم حكاله اللي حصل
جات سهى فجأة وكانت سامعة الكلام: مش يمكن كانت جاية تسرق حاجة تاني
أدهم باندفاع: انتي غبية ؟ يعني هي لو جاية تسرق هتجيب شنطة فيها مليون جنيه وتتمشى قدام الشركة !! وبعدين ابويا قال إنه اللي سرقها عيل مش بنت
عزت: بالظبط
سهى: عادي دول بتوع شوارع ملهمش أهل تتوقع منهم أي حاجة يا بابا
أدهم بصلها بتأفف وقام طلع أوضته بعصبية
سهى بتذمر: عاجبك كدة يا بابا عزت
عزت بحنق: معلش يا حبيبتي انتي عارفة أدهم عصبي اوي
عزت قام وهي اتعصبت جداً من تصرف أدهم
"نسيت اقولكم أن سهى متربية ما بين جدها وامها ، لأن أبوها اتجوز ع أمها ومش بيزورهم كتير ، حتى فيه خلاف بينه وبين فاروق بسبب جوازته التانية"_أدهم قاعد ف مكتبه باصص للسطح ومبتسم ، بيفتكر شكل البنت اللي رمت الشنطة 'ندى' ، مسك صورة ندى اللي كانت ع المكتب وبص فيها أد إيه العيون متشابهة ، وأد إيه كان بيتمنى أن ندى تكون لسة موجودة وعايشة ، أول مرة من سنين يحس بشعور الراحة كدة بس ميعرفش سببه ايه ...
فاق من شروده ع صوت نادر وهو بيقول: تصدق شكلك أحلى وانت مبتسم كدة
أدهم اعتدل: احم ... بتقول ايه
نادر بأسلوب دلال: بقول انك قمر هيهي
أدهم عقد وشه بضيق: متبطل بقا اسلوبك المستفز دة
نادر ضحك: طاب قوللي لقيت البنت اللي رجعت الشنطة ؟
أدهم قام من مكانه: للأسف لأ
نادر: طيب انت فاكر شكلها
أدهم: ها... لا مش أوي يعني انا مركزتش فيها ... بس كان شعرها طويل وعيونها زرق وملامحها بريئة ، صحيح هي لبسها مبهدل شوية بس ...
نادر: بس ايه يا عم امال لو كنت ركزت كنت جبت مقاسات شراباتها
وضحك بقوة ، وأدهم عقد وشه بتذمر من سخريته
أدهم بضيق: تصدق انك غلس ، وانا غلطان اني بحكيلك أصلاً ، غور ع شغلك ويا ريت تعدي ع المدرسة تشوف الناس اللي هناك بتشتغل ولا لا
نادر خرج وهو كاتم ضحكته ، وأدهم لسة صورتها مفارقتش خياله كإنها اتحفرت جواه ... قعد ع مكتبه ومسك ورقة وقلم وقرر يرسمها ، هو مرسمش حد قبل أو بعد ندى .. هو مش عارف بيفكر فيها ليه .. يمكن عشان بيشوف صورة ندى فيها أو يمكن هو بيتمنى كدة ... بس ازاي هم الأموات بيرجعوا ؟!!!!.
أنت تقرأ
ولأنكِ نهد طفولتي
Short Storyعندما تصبح الطفولة هي محور الحياة ، لا تستطيع أن تتخطاها .. طفلان جمعهم القدر ثم فرقهم فهل يلتقيان مجدداً !!