الفصل الأول

21.4K 645 84
                                    


في إحدى المنازل الراقيه في عروس البحر المتوسط نجد أصوات ضجه و ضحكات عاليه من فتاه أقل ما يقال عنها ملاك على الأرض في قمه الجمال من يراها يظن انها تخرج من أحد الأفلام الكرتونية.. انها يا سادة (منى الأسيوطي) كان والدها من أكبر رجال

المخابرات.. قتل و هي في الثالث عشره من عمرها في حادث مدبر و كانت معه زوجته  تركواها ضائعة وحيده.. ربها جدها السيد (سعيد الأسيوطي) فهو بالنسبه لها الأب والأم و السند فهي متعلقه به مثل الطفل الرضيع المتعلق بوالدته مما جعله يدللها دلال يتخطى الحدود..

سعيد : يا بنت اتهدي شويه مش عارف اقعد منك في البيت.
مني بمشاكسه : ليه بقى يا سي جدو هو انا كنت عملت حاجه.

قالتها ببرائه غربيه لو أحد غيره كان صدقها على الفور..

سعيد بتهكم : لا يا اختي ملاك بجناحين.
مني بمرح : عارفه قيمتي يا جدو انت من غيري تضيع.. و بلاش تشكر فيا بتكسف..
سعيد : وش كسوف اوي..
مني : ايه مش بنت و لازم اتكسف.

رسم ملامح الذهول على وجهه ببراعة و هو يحاول كتم ضحكاته.. أخذ ينظر حوله كأنه يبحث عن شيء..

سعيد : هي فين البنت دي مفيش غيري أنا و انتي.

اتسعت عينها بغيظ يقلل من شأنها كامرأه.. هي جميله بل فاتنه و تعلم بمدى ذلك جيدا رد عليه قائله..

منى : ايوه انا يا ادلعدي امال مين يا حاج.
سعيد : ايوه اظهري على اصلك يا بيئة..

رفعت رأسها إليه بدلالها الفطري القاتل له.. فهو يعتبرها قطعه من روحه أخرجت شفتيها بالأمام بحزن مصتنع قائله..

منى : كده يا جدو دا انا بحبك.

ابتسم إليها بحنان و هو يجذبها داخل أحضانه قائلا  : و انا بحبك يا روح جدو.

اغمضت عينيها و شعور الأمان مسيطر عليها.. تحول دائما رسم الابتسامه على وجهه فهو الوحيد المتبقي لها.. الجميع تركها و تخلوا عنها إلا هو أبيها و والدتها توفوا.. حبيبها و عشقها الأول و الأخير تركها وحيده بعدما اقسم ان فراقهم بموته.. و لكنه ها هو رحل و مات في نظرها و هو مازال على قيد الحياه..

_____شيماء سعيد_______

في مكان آخر كان يقف ذلك الوسيم صاحب 31 من عمره..  زين البحيري من أكفاء الضباط في مجاله يعرف به الجديه في العمل و القسوه في بعض الأحيان.. و  في الحقيقة هو أحن رجل على وجه الأرض مع والدته السيده حنان و صديقه الوحيد  شريف.. أخذ يتحدث بجديته المعتاده و الجميع ينظرون إليه باهتمام..

زين بجديه : تمام كده يا رجاله المره دي مش زي كل مره الراجل ده بيدخل البلد و بيخرج منها من غير حد ما يعرف لازم نكون اد المسؤولية.

الكل برسميه و إحترام : تمام يا فندم.

عاد لمقعده و هو يسند ظهره بإرهاق فاليوم كان أحداثه كثيره..

نوفيلا مدلله جدو للفراشه شيماء سعيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن