#29

114 26 35
                                    

"أبي ألا يُمكِنُكَ تَركي أفعَلُ ما أُريد؟"
تكلَّم هوسوك مُحاوِلاً جعلَ السيَّدِ جونغ يتزحزَحُ عن رأيِه

"هذا أمرٌ يا فَتي، لا نِقاش!"
زمجرَ والِدهُ بِوَجهِه جاعِلاً مِنهُ يتنهَّد ويستَقيمَ فاقِداً الأمَل بِتغيير رأي والدِه العَنيد

هو لا يستَطيعُ عِصيانَ أمرهِ علي أيَّ حال فهُوَ والِده بالنَّهاية، لِذا سيضغطُ علي نفسهِ ويتحمَّل أَمَلَ رِضي والِده عنه

"كما تريدُ أبي، عن أذنِك"
قالَ بهدوء وقلَّةِ حيلة قبلَ خروجهِ مِنَ المَنزِل

هو فقَط يريدُ البقاءَ وحده، مُستاءٌ مِن مُعاملةِ أبيه له كالفتيات وعدم أخذ مشورَتِه بالأُمورِ المَصيريَّة كَتِلك

ماذا لو تزوَّجَ حقاً مِن فتاةٍ لا يُحِبُّها ولا تُحِبُّه؟ سَيُرزَقونَ بِأبناء استِجابةً لِألحاحِ والدِ كُلٍّ مِنهُما

لن يستطيعا جعلَ أطفالِهما سُعداء، لِانَّ الزواجَ كانَ كَحالِ الإنجاب ليسَ بِرأيِهِما، ما ذنبُ الأطفالِ بِمشاكلِ أهلِهِم؟ لِمَ عليهم عيشُ حياةٍ غير سعيدة بِسبب غلطةٍ ارتكَبها أجدادهم؟

حتي أنَّهِ لم يُخبِرهُ إلا اليوم أنَّ العَروس ووالِدها قادِمينَ للزيارةِ هذا المساء، لِمَ هوسوك هو دائِماً آخِرُ من يعلَمُ بِأحداثِ حياتِه؟ لِمَ السيد جونغ لا يريدُ الاقتِناعَ أنَّ ابنَهُ أصبحَ رجُلاً منذُ زمن ويُمكِنهِ تولي أمره بنفسِه؟

ماذا عن سويون؟ ماذا عن خُطَّطِه لِلزواجِ بها مِستقبلاً؟ هل حتي الفتاة التي يُحِبُّها لن يَستطيعَ العيشَ معها بِهدوء وسعادة وحسب؟ هل كُلُّ مُخطَّطاتهِ ستذهبُ سُداً؟

"اللعنة"
همسَ ضارِباً مقودَ السيَّارة

___________

"تفضَّلوا تفضَّلوا، البيتُ مِلكُكم"
استقبلَ السيدُ جونغ عروسَ ابنهِ المُستقبلية ووالِدها أحرَّ استِقبال، وكأنَّهُ لا يطيقُ الصَّبر لِتزويجهما والخلاصِ من ابنه، رغم أنَّهُ لم يكُن ابناً عاق قَط

كانَ هوسوك بِجانبه يَستقبلُهم أيضاً لكِن بِهدوءٍ علي عكس والِده الذي بدا لِهوسوك كما قلتُ سابِقاً أنَّهُ يُريدُ الخلاصَ منهُ بِأيَّ شكلٍ كان

جلسَ الآباءُ يتحاوَرونَ حولَ مُستقبلِ أبنائِهم دونَ أخذِ مشورةٍ مِنهُم حتي، وبدا لِهوسوك أنَّ الفتاةَ هي الأُخري لا يروقُ لها هذا الزواج

"بُني لِمَ لا تأخُذ عروسكَ لِلحديقة وتتعرَّفا علي بعضِكُما أكثر؟"
خاطبَ السيد جونغ هوسوك بِنبرةٍ لم يسبِق لها ان خرجَت مِن فَمِه قبلاً، نبرةٌ حنونة وخالية مِن زمجرَتهِ عليه اللا ضرورية وقساوتهِ الدَّائِمة

أومأَ لِيُحوَّلَ نظرُهُ إلي بُندقيَّةِ الشعر والعينانِ أمامه يَدعوها لِلذهابِ معه

"هل أنتِ مُجبرةٌ علي الزواج؟"
قالَ بعدَ خروجِهما واضِعاً عينَهُ علي السَّماء مِثلها

"لن أكذِبَ عليك أنا كذلِك، كانَ حبيبي ينوي التقدُّمَ لِخطبتي لكِن والدي كالعادة أفسدَ كُلَّ شيء"

"أنا أيضاً، أتعلمينَ ماذا؟ فلنتظاهَر أننا انسجمنا وحسب ويُمكِنُكِ مواصلة علاقتكِ بحبيبك لستُ أُمانِع"

"حقاً؟"

"أجل علي راحَتك"

"شُكراً لك، ظننتُكَ ستكونُ شخصاً سيئاً وتُعذَّبُني وتضرِبُني بالسوط وتمنَعُني مِنَ الطَّعام وإلخ لكِن حمداً لِلَّه لستَ كذلِك"

ضَحِكَ هو بِخفة علي تخيُّلِها المُبالغِ فيه

"بالمُناسبة أُدعي أوريم"
مدَّت يدَها تُصافِحه لِيُبادِلَها

"وأنا هوسوك"

"تشرَّفتُ بِمعرِفتِكَ هوسوك"

ابتسمَ لها بِهدوء
"وانا أيضاً، هل تُريدينَ الدخول أم البقاءَ قليلاً؟"

"كلا فلنَدخُل الجو بارِد"

"حسناً تفضَّلي"
قالَ مُشيراً لها بالمُضيّ امامه، وقبلَ دخولِه نظرَ لِلسماء يُتمتِم
"سأبقي أُحِبُّكِ أنتِ سويون، ثقي بِهذا"

_________

احساس اني عايزة اكتب فجاة ده غريب جداً

رأيكم؟

Stay safe

مائة طَريقة لِقول أُحبُّك | JHSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن