الفصل الاول *نظره عابرة*

171 21 206
                                    

*رواية جولنار*
  أن تعيش فى العصور الوسطى وسط تلك الحرب و القلاع و الفقر. رؤية الفقراء محتاجون و الاغنياء ساكرون، فقد إتخذوا من الخمر شرابا بدلاً من الماء، و النساء محتجزين  فى بيوتهم كالأسرى و الفئران يأكلون كل ما يجدوه. يجعلك تشعر بأن تلك هى الحياه البائسة و لكننى أخبرك بأنها ليست كذلك ففي قصتى أنا لقد حاولت أن استمتع بكل ما هو صعب فعلينا أن ننظر إلى الحياة بوجه سعيدا. فكن جميلا ترى الوجود جميلا.

  أنا جولنار، لست بإبنه الملك أو زوجة الامير، انا جولنار ابنه عِنتار أشهر حدادين المملكة حياتى لم تكن أبدا مملة فإذا بدأت يومك بما ابدأ به يومى لن تظن أبدا أن حياتك يمكن أن تكون مملة.

  يستيقظ سكان المدينة على بعد مئات الأمتار من القلعة على صوت الديوك و حرارة أشعة الشمس. بينما فوق تلك الجبال حيث توجد القلعة التى نسكن فيها أنا و أبى (عِنتار )  والدتى( ثُرَية )واختى(فداء).

لم تكن أشعه الشمس بتلك الحرارة فلسبب ما فوق الجبل اكثر برودة من المدن فى الاسفل.

   فى تلك القلعة الضخمة لنا بها غرفتين فى الاسفل، بالطبع غرفة لأبى و امى و غرفه لى أنا و أختى، كل صباح استيقظ على ذلك الصراخ الذى لا أجد له نهايه أبدا فبمجرد إقتراب الشروق يبدأ الصياح.

" هل تعلم كم أصبح سنها يا عِنتار؟!" أردفت والدتى فى صياح و غضب " أصبحت استحى من الخروج وسط أهل المدينة لقد أكملت جولنار ال ٢٦ سنة و لازلت فى بيت والدها يال العار" 

و كالعادة كان أبى فى حاله من البرود و عدم الاهتمام فلقد إعتاد على ذاك الصياح كما اعتاد الجميع

" اهدئي يا ثُرية لماذا تصرخين حينما يأتي الشخص المناسب لخطبتها سوف نعطيها له لماذا تريدينها أن تتزوج الآن؟"

لم يهدأ كلام والدتى بل ذادها سواء
" بالطبع هذا ردك. انت على حق فمن سيقوم بتهريب الأسلحة و من سيكسبك المال الذى تريده فأنت لم تنجب الولد فجعلت من جولنار رجلا لك! أنت السبب فى كل هذا أنت الذى شجعتها على هذا. لابد أن أحضر رجلا لها هذا الاسبوع…" 

بالطبع الأسبوع الماضي كان لابد أن تحضر لى زوجا و الاسبوع الذي سبقه أيضا فتقول تلك الكلمات كل اسبوع دون ملل أو ضجر خرجت من غرفتى بينما كانت اختى لا تزال نائمه فهى لا تستيقظ من ذاك الصراخ العالى مع أنى اشك فى ذلك و اشعر بأنها تتظاهر بالنوم فقط كى تتهرب من تلك المحادثة. عندما خرجت من تلك الغرفه الصغيرة ذهبت إلى غرفة المعيشة
" صباح الخير يا امي. هل انهيتى صياحك؟
 " وكيف سأنهى صياحى و انا قد انجبت فتاة لا تريد الزواج ___" 
بالطبع قاطعتها فأنا لا اتحمل سماع تلك الكلمات كل يوم " سوف أذهب لغسل وجهي يا أمى أكملي حديثك مع أبى." 
وبينما كنت أستعد لمغادره الغرفة مديرة وجهى لها. 
صاحت مره اخرى
" و بعد أن تغسلي وجهك ماذا ستفعلين؟  بالطبع سوف تأخذين قوسك الذى تخفيه عنى و تذهبين إلى ساحه تدرب الفرسان قبل أن يأتى أى أحد لتتدربى وحدك. احسنت حقا لقد أنجبت رجلا!" 

فارسة ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن