٣: طبيبةٌ و خطٌ مستقيم .

1.7K 307 68
                                    


لن يكون لدينا ما نحيا من أجله إذا لم نكن على استعداد أن نموت من أجله

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

================

ملاحظة : الفصل دموع ، دموع o(╥﹏╥)o

____________________

لم يأخذ الأمرُ نصف ساعةٍ لأكونَ قد وصلتُ القطيع ، وعلى المدخل استقبلني مارتن مع وجهٍ اختفت عنه البهجةُ المعتادة .

" هنالك حالةٌ طارئة ، انهار الجزء الغربي من الغابة وهنالك الكثير من المصابين ، يحتاجونكِ في المشفى " ، تحدثَ بهدوءٍ بالغٍ بينما يسيرُ للداخل ، و لم أنتظر ثانيةً اضافيةً بعد حديثه لأكونَ في المشفى ، أنظرُ الى ما يحدثُ هنالكَ من طوارئ جعلت جميع من يعرف الاسعافات الأولية يأتي .. والمصابون هنا بين درجاتٍ عديدة ، مكسورةٌ قدمُ ذاك ، رأس ذلك مصاب ، يدُ الآخر مهشمة ، و شخصٌ مجروحٌ في رأسه بشكلٍ فظيع ، وكمٌ  بائسٌ من البكاءِ ونداءاتٍ لطلب المساعدة هنا وهناك .لذا ارتديتُ معطفي معقمةً يداي قبلَ أن أسرع بخطواتي حيثُ أخبرتني أوليفيا أن أذهب .

" ساعديني هنا ، النزيفُ حادٌ ولا يتوقف  ! " نادت الطبيبة الرئيسية عليَ بينما تحاول ايقاف نزيف الرقبة للشخصِ المستلقي على السرير مغمضاً أعينه مفارقاً للوعي .

كاد الأمرُ ينتهي بي أيضاً يُغمى عليَ لكن بشكلٍ ما ، وجدتُ نفسي أساعد الطبيبة بكل ما أعرفه و أستطيعه ، يداي ترتجفان ، أشعرُ كما لو أنني سأموت ، لكن يداي استمرتا بالعمل وكأنه الشيءُ الوحيد الذي فعلته في حياتي حتى هذه اللحظة .

لأنّ الأمرَ يتعلقُ بحياتي الآن ، قبلَ أي حياةٍ أخرى ، و دماغي ما عاد يعمل .. صوتُ بيرلا في عقلي بالكاد أسمعه ، والبكاء من الأشخاص و حتى الصراخُ لم يكن داخل الصورة . وكلُ ما استطعتُ رؤيته هوَ تيرا نائمةٌ دونَ حراكٍ أمامي مع نزيفٍ حادٍ في رقبتها .

الحياةُ تدورُ مجدداً و أجدُ نفسي في الموقف نفسه لثالث مرة .. وفي كلِ مرةٍ كنتُ أشهدُ النهايةَ بالطريقةِ ذاتها ..

جهازُ نبض قلبٍ و خطٌ مستقيم ..

وعقلٌ لم يعد قادراً على استيعابِ أي شيءٍ في ظرفِ ثوانٍ معدودة ..

المرةُ الأولى لم أستطع البكاء لأجل أمي .

المرة الثانية لم أستطع البكاءَ لأجل أختي .

وهذه المرة .. فقدت احساسي ولم أستطع غير الوقوف مكاني كحجرٍ رخاميٍ دونَ مفاصل ، قبلَ شعوري بما يُشبه مسَ كهرباءٍ شَلَ أعصابي .

" لقد رحلت .. " خرج صوتي مرتجفاً خافتاً بينما أنظرُ الى الجسد المستقلي أمامي . " لقد رحـ آه،  لا..  أرجوكِ لا!  " أمسكتُ يدَ أختي أهزها آملُ أن تتحركَ فقط .

عَتَا «مُكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن